العبرة الاولى :
في الأمس شاهد العالم وعلى المحطات الاخبارية الجلسة الاولى لمجلس الشعب المصري وتلك الأغلبية الساحقة للآسلاميين في المجلس والذين انتخبوا واحدا منهم للرئاسة رغم انهم وفي الدوره السابقة لم يحصلوا على عدد اصابع اليد الواحده من المقاعد بعدما زورت الانتخابات لصالح الحزب الحاكم ليخرج الاسلاميون بخفي حنين ويزجون خلف القضبان لانهم اتهموا الدولة بالتزوير وسبحان الملك العادل تتزامن اليوم جلستهم الاولى في مجلس الشعب مع جلسة محاكمة الرئيس المخلوع وزمرته الفاسده الذين شاركوا بالتزوير وهم خلف القضبان في احقر صوره اليست هذه مفارقة تستحق منا التأمل بعدالة السماء .
العبرة الثانية :
في تونس يجتمع اليوم العاطلون عن العمل والذين اسندت اليهم التهم السياسية جزافا ليزجوا في المعتقلات او ينفوا خارج البلاد ليعودوا اليوم ويشكلوا حزبا او أئتلافا للمطالبة في حقهم بالتوظيف لكن المفارقة هنا ان تكون جلستهم الاولى في مقر الحزب الحاكم ايام ابن علي بعدما كان هذا المقر حصرا على انصاره فتنقلب الآية ليصبح سجين الامس صاحب المقر وصاحب المقر سجين اليوم .
العبرة الثالثة :
قبل اشهر وقف معمر القذافي امام شعبة ملقيا خطبتة العصماء والمثيرة للسخرية واصفا ابناء شعبه بأنهم جرذان ويجب شدهم والقضاء عليهم لنراه وبعد زمن قصير في بالوعة مجاري يشده شعبة ثم يموت دعسا بالنعال ويدفن في مكان غير معلوم كما تموت الجرذان
العبرة الرابعة :
منذ ستة اشهر او يزيد وحكوماتنا الرشيده تحسب الحسابات وتعد الموازنات لهيكلة رواتب موظفي القطاع العام وذلك لتحقيق العدالة بين جميع فئات الموظفين بحيث تخفض من الرواتب العاليه وترفع من الرواتب المنخفظة ليكون الجميع سواسية وعلى أثر هذه التصريحات بدأ الموظفون يطلقون العنان لخيالهم الواسع وتوقعاتهم ان هذه الهيكلة ستحقق لهم معظم أمالهم وطموحاتهم من العيش الكريم والحياة الرغيده .
ولكن الهيكلة جاءت مخيبة للأمال بحيث استفاد منها اصحاب الدخول المرتفعة الذين حصلوا على المئات اما اصحاب الدخول المنخفظة صرف لهم العشرات مع الابقاء على رواتب اصحاب الدخول الخيالية كون هذا الراتب تشوه قديم وأن هذا التشوه اصبح حق مكتسب كما صرح معالي وزير القطاع العام .
اليوم ندرك نحن معشر الفقراء ان عدالة الارض ماتت بعد موت الخليفة الخامس عمر بن عبدالعزيز رحمة الله ولم يبق لنا الا عدالة السماء لنقف الى حقوقنا من اصحاب الدولة والمعالي والمناصب الرفيعة امام الملك العادل الذي لايظلم عنده أحد .