زاد الاردن الاخباري -
في الوقت الذي ألقت فيه أمطار الأسبوع الماضي تباشير خير على الأردنيين، بموسم زراعي جيد، ما تزال أسرة في حي الطفايلة بالعاصمة عمان، مكونة من ثمانية أطفال ووالديهم، تعيش في حافلة معطلة.
وتقطن أسرة أبو محمد، منذ السبت الماضي تحت وطأة البرد والاكتظاظ داخل حافلة زيتونية معطلة، أصبحت مأواها بعيد انهيار منزلها بسبب غزارة الأمطار، لتنقلب حياتها رأسا على عقب، بخاصة وأن لديها ابنا مريضا، وأن دخلها المادي لا يكاد يسد رمق عشرة أفراد.
تبكي أم محمد وهي تتحدث الى "الغد" عما حل بها وبعائلتها وبابنها، وتعتبر أن ما جرى لهم "كارثة"، فابنها محمد يعاني من مرض السكري، ولم يتلق علاجه منذ هدم البيت، جراء تلف ابر الأنسولين التي أخرجوها معهم منذ هدم المنزل، وتقول "ابني لحالو مصيبته مصيبة". وتشير الى أن "تلك الإبر كانت أهم من كل ما يحتويه البيت، حاولنا إنقاذها، لكن حفظها أربعة أيام داخل الحافلة، أتلفها"، ما جعل ابنها يفقد الوعي لمرات متكررة.
وبينما كانت الأسرة تعيش في منزلها المستأجر على "ما قسمه الله لها من رزق"، لا تحتاج أحدا، تعيش اليوم على "الخبز واللبن، وما يجود به الأجاويد من سكان الحي"، وفق أم محمد.
وتضيف أم محمد أن راتب زوجها التقاعدي لا يكاد يكفي سداد قرض الحافلة المعطلة التي اشتروها قبل مدة، لتسهم بتأمين دخل إضافي لهم، يمكنهم من تحسين عيشهم وسد أجرة المنزل الذي كانوا يقطنونه وتهدم فوق رؤوسهم.
"الله يلعن الساعة إلي خلتنا نكسر حالنا قدامهم" يقول أبو محمد، بنبرة أسى الى "الغد" عن حالته وهو يطرق أبواب "مسؤولين" ومعنيين، لمساعدته على ما هو فيه.
ويضيف أن من قابلهم، ردوا عليه "بالاستهزاء والتجاهل"، ويقول إن ذلك "كان قاسيا علي، بخاصة وأنهم تعاملوا معي ومع عائلتي على أننا متسولون".
وبنبرة حادة، تقول أم محمد "أريد أن يصل صوتي للمسؤولين، فنحن مواطنون، ولنا الحق في أن نعيش كباقي خلق الله في بيت"، والى جانب ذلك، تناشد أهل الخير بأن يعينوهم على حالتهم، فقد نهش البرد وضيق المكان وذات اليد أجسام الصغار، "وزاد من ألم ولدي المريض محمد".
"ما رحنا على المدرسة عشان المريول ما بعرف وينو هلأ"، تقول وعد ابنة أبو محمد الصغيرة، بينما يشير والدها بيده الى الحافلة الجاثمة في أحد شوارع حي الطفايلة بأنه لولا "الله وتوفر الحافلة لكنا نائمين في الشارع".
غادة الشيخ / الغد