زاد الاردن الاخباري -
أجريت للطالب صالح دويكات الذي تعرض لضربة على يد معلمه وأفقدته "عينه اليمنى" يوم امس عملية جراحية دقيقة كبرى لترميم كسور عظمية وتجميل حجرة العين استغرقت اكثر من ثلاث ساعات على يد فريق طبي استشاري وتمريضي يتألف من 7 اختصاصيين.
وتعتبر هذه العملية الثانية التي اجريت للطالب صالح جراء تداعيات الحادثة بعد عملية قطب الجرح في جدار العين.
وقال الطبيب المشرف على الحالة استشاري طب وجراحة العيون الدكتور إبراهيم سعيدات لـ"الدستور" ان الوضع الصحي للطالب مستقر عقب العملية وان احتمالية ان يحتاج الى عملية ثالثة واردة اذا ما تبين ان هناك مضاعفات في العين حيث سيتحدد هذا الامر خلال الايام والاسابيع المقبلة.
وقال استشاري طب وجراحة الفكين الدكتور محمود البلبيسي ان العملية التي أجريت للطالب صالح هي ترميم حجرة العين والقوس الوجني حيث كان يوجد كسور متعددة وتهتك في الجدار الجانبي لحجرة العين وتم تحرير الانسجة الرخوة وتثبيت الكسور بواسطة شبكات وبراغي معدنية فضلا عن ازالة شظية عظمية من النسيج الرخوي خلف العين.
وحول امكانية الابصار عقب العملية وقال الدكتور سعيدات انه يصعب الجزم حاليا بامكانية الابصار في العين المعطوبة مجددا بسبب وجود نزيف وجروح ونسب انتفاخ في أجزاء العين حاليا ، معربا عن أمله في التمكن من الابصار مستقبلا واحتمالية اجراء عملية ثالثة في الوقت الذي اشار فيه الى الاحتمالية الضعيفة للابصار مجددا في ظل ما تشهده العين.
واوضح كل من سعيدات والبلبيسي ان هذه العملية اجريت لترميم الكسور على امل استرجاع مظهر العين والحفاظ على مظهر الوجه وبما لا يؤثر على الطالب نفسيا في حالة فقد الابصار نهائيا.
وافاد استشاري طب التخدير الدكتور نائل العيسوي ان الطالب احتاج على مدار ساعات العملية ان يتم تخديره اكثر من مرة نظرا لدقة وحساسية العملية في الوجه.
وحسب الفريق الطبي فان الصورة الطبيقية التي اجريت للطالب قبل يوم من العملية اظهرت اختفاء وجود هواء على الدماغ بحيث لم يستدع استشاري طب وجراحة الدماغ لينضم الى الفريق رغم انه كان على أهبة الاستعداد.
ويتلقى الطالب صالح حاليا مضادات حيوية منعا لحدوث التهابات في خلايا الدماغ وتم وضعه على المضادت الحيوية الوريدية لعدة ايام ، حيث يتوقع الاطباء مغادرته المستشفى بداية الاسبوع المقبل.
سامي دويكات (والد الطالب) حمد ربه على نجاح العملية وسلامة ابنه ، مثمنا جهود الكادر الطبي ومن وقف معه في محنته.
واعتبر والد الطالب ان ما حدث لابنه من الحالات الفردية التي قد تحدث في مدارسنا في ظل وجود أكثر من مليون ونصف مليون طالب على مقاعد الدراسة ، لافتا الى ان وزر هذه الحادثة "لا يمكن ان يحمل لوزارة التربية والتعليم والرسالة الكبيرة والعظيمة للتربية والتعليم في بلادنا التي نعتز بها ونحن من اجيالها".
وقال "ان رسالة التعليم رسالة هامة علينا احترامها" ، معربا عن امله ان يفرج الله كربة المعلم والصفح عنه ، مشيرا الى انه شخصيا ضد توقيف المعلم احتراما لمهنة التعليم وقدسيتها.
وقال "اننا مع الجهود المبذولة في وزارة التربية والتعليم لنبذ العنف وتعزيز النهج التربوي في مدارسنا" ، في اشارة الى حملة معا نحو بيئة مدرسية امنة التي اطلقتها جلالة الملكة رانيا العبدالله.
من جهة ثانية تابعت وزارة التربية والتعليم باهتمام ما نشر حول ما ارتكبته معلمة روضة اطفال لجأت إلى وضع شريط لاصق على فم طفلة في الرابعة من عمرها لاسكاتها بحجة "كثرة كلامها".
وحسب مدير التعليم الخاص لمحافظة العاصمة الدكتور فايز السعودي لـ"الدستور" فان لجنة شكلت برئاسة مدير الشؤون الفنية ورئيس قسم الاشراف ومختصين بالمديرية زارت الروضة التي وقعت فيها الحادثة للوقوف والتحقق من ملابسات ما حدث والتاكد من الطلاب الاخرين من وجود بعض السلوكيات الغربية والدخيلة على مدارسنا واذا ما تجاوزت مثل هذه السلوكيات حدودها الفردية.
وقال الدكتور السعودي ان تقرير اللجنة اظهر ان المعلمة هددت الطفلة لفظيا فقط بوضع شريط لاصق على فمها ان لم تسكت عن ثرثرتها.
وحسب افادة الطلاب والعاملين في الروضة فان هذه الحادثة هي الاولى للمعلمة ، ولم يسبق ان قامت من قبل بمثل هذا السلوك مع اخرين.
واضاف ان هذا السلوك وان كان لفظيا فهو غير تربوي وان الاساءة لاي طفل مرفوضة مهما كان نوعها وشكلها لان الايذاء اللفظي وقعه اكثر ايلاما على الاطفال ولا يصب في مصلحة تعديل السلوك الذي نسعى الى تكريسه وتعزيزه.
وبين ان المديرية ستتخذ الاجراء والعقوبة المناسبة "بالانذار او التنبيه" بحق المعلمة في ضوء تقرير اللجنة المذكورة ، وما تمخض عن دراسة ملف المعلمة المشار اليها.
من جانبه ، أبدى نقيب اصحاب المدارس الخاصة منذر الصوراني استغرابه واستهجانه لما وصفه بخروج اي معلم عن السلوك التربوي ، مؤكدا ان النقابة لم تتلق اي شكوى بشأن المعلمة التي أقدمت على إسكات الطفلة من قبل المدرسة أو ولي أمر الطالبة ، في الوقت الذي طالب فيه بالتحقق من هذه الحادثة ومدى تكرارها.
غادة أبو يوسف / الدستور