أعـلـم وأنا أكتب شجوني فيما هو قادم , أنني رُميت بألف سهم مع أخر حرف في العنوان, وأعلم أن كثيرا لم يقرأ هذه الجملة حتى , واكتفى بالعنوان , ولكن إحدى طالبات الدراسات العليا سالتني سؤالاً في إستبيان لها : هل يخشى من يكتب من أي فئة أو جماعة أو طائفة حين يبدي رأيه؟ أجبت فورا بلا , ثم فكرت قليلا وقلت لنفسي : لا تقول ما لا تفعل .
نـعـم .......
مـا لـنـا ولـصـدام :
كل مسلم يموت وهو في ظاهره مسلم لله تعالى , تجوز عليه الرحمة , وصدام أُغتيل على الملأ وهو يشهد أن لا اله الا الله , إذاً جازت عليه الرحمة كمسلم فقط , أما كونه شهيدا أو غير شهيد , فهذا أمر لا نعلمه , ولا نجزم فيه , إن كان سُجل في علم الغيب أنه من الشهداء , فلقد فاز الفوز العظيم ؟ , وإن كان لم يُسجل هكذا : فلن تفيد الدعوات والندوات والتأبينات الخرافية , ولن تُغير مما كتب الله عليه وعلينا , ولن تُطيل قدميه في قبره هذا التمجيد والتفخيم والاستكبار بسيرته , والفيض في مسيرته , ونسيان أن من تواضع لله رفعه .
كتب صديق لي : عذرا سيدي رسول الله... نعم في ذكرى مولدك مروا مرور الكرام , واكتفوا بخطبة يوم الجمعة , وبعض البعض من بسيط كلماتهم , حتى فلم الرسالة أصبح مُملاً وغير مجدي, أما في تأبين صدام , فمن كل حدب وصوب يتقاطرون , وأصبحوا قاب قوسين أو أدنى من التشيع له , وعمل الصداميات في كل شارع وحارة , ولكن هذه المرة ليست الحسينيات في الكويت والمنامة , إنها في عمان والكرك وصنعاء وعدن وغزة...الخ.
غزة..... أعتذر عن ذكرها هنا , فلا أعلم بعد جلوس خالد مشعل بجانب نجاسي ( نجادي ) هل ستقام الصداميات هناك؟.
هذا زمان مضى وانتهى , ولى بما كان فيه من فرح وحزن , ولا تضربوا على أوتار العامة والشعب الحساسة , في بحثهم عن عمن ينقذهم مما هم فيه من كبت وقهر, لا تزرعوا سياسة جلد الذات فينا , لا تنهوا سلسلة ولادة الأبطال والرجال بموت بطلكم وزعيمكم , لست أُحاكم أحداً , ولا أقيم عملا , ولا افند مرحلة وحقبة , وإنما أطلب دعماً , فوطني يحتاجنا أكثر , ومصلحتنا في مصلحة وطننا الاردن أولاً , مات صدام وانتهى , أفلا تعلمون أنها فتنة ؟ وأن الفتنة أشد من القتل ؟ , إن كان فكراً وحزبية بعثية , فالبعثُ في العراق انتهى بموت صدام, والطريق أمامكم ايها البعثيون الى دمشق مفتوحة , أم أن العبث هناك يختلف عن العبث حين كان هناك؟.
صديقي رجل الدعوة المحترم ذو الطلة البهية إمام المسجد المقتدى: هل تجريمك لي بعدم حضور تأبين صدام , وعدم تأيد شارعا بإسمه , والثورة من اجله ؟, هو امتداد للتأبين الذي أقامه سيدي المصطفى عليه الصلاة والسلام لعمه حمزة؟ أم هو تأبين الرسول الاعظم الذي أقامه ابا بكر الصديق لصديقه ونبيه؟ أم هو إقتداء بشارع ابوبكر الذي شيده الفاروق عمر رضوان الله عليهم جميعا ؟ .
ولكنني أيها المبجل بلحيته الملونة , لم يعجبك قولي ولأهل الكويت مني سلام , ضاع منك إنما المؤمنون إخوة , سأُطالبُ بكل قوة , وسأُعلي صوتي بكل عنف , يا حكومتنا الاردنية : ألا خيرا يأتي منك في عهدك المخيب للأمال ؟ نريد شارعا في وسط العاصمة عمان , شارعا تنيره الكهرباء , وتعبيده غير مغشوش , واسمه بالأرمة الزرقاء الكبيرة الفسفورية:
شـارع عـمـال الـنـظـافـة الاردنـيـون
اللهم ارحم أموات المسلمين جميعا , اللهم أعز الإسلام والمسلمين .
نائب مدير عام مجموعة
في الاردن كلنا شركاء
حازم عواد المجالي