حكوماتنا الرشيده تسير وفق سياسة واحده مع بعض الاختلافات البسيطه والتي تتناوب بين التبشير بمستقبل واعد وبحبوحة ومشاريع واستثمارات وبين الاستعداد لربط الاحزمه على الصدور والدعوه الى ترشيد الاستهلاك والتقنين والقيام بجولات ميدانيه او تخديريه لشرح الاوضاع الاقتصاديه والظروف التي تمر بها المنطقه ويطلقون تلك التصريحات بدعوى المسوؤليه الوطنيه التشاركيه واطلاع المواطنين بكل شفافيه على الوضع المالي والعجز في الموازنه وحجم المديونيه ,تماماً كما كانت سياسة عشيرة عبس العربيه في تعاملها مع فارسها الاسود عنتره بن شداد والذي قضى حياته في الدفاع عنها بكل مروءه وشجاعه ففي وقت الحرب والعسره والخطوب يرفعون من شانه وينادونه يا ابن شداد ويا فارس الحومه واذا وضعت الحرب اوزارها واطفاءت نارها ينادونه يا بن زبيبه السوداء وقد كان ينشد شعراً فيهم ..... وفي ما يقول :(ان انكرت عبس نسبي فسنان رمحي والحسام يقر لي) هذا ليس تجنيا ولكنها الحقيقه والواقع المعاش لان المواطن يئن ويرزح تحت وطئات الدين والبين والالتزامات وفي كل يوم جديد غير مبشر ضرائب ياكل العصي والحكومه تعدها والمثل الشعبي قال الي بوكل العصي مو مثل الي بعدها ) المسؤولين والذين ينظرون لنا ويرسمو السياسات الاقتصاديه يهنؤن بالعيش الرغيد والسيارات الفارهة والفلل الواسعه والمدارس الخاصه فهم في واد والشعب في واد وكان وحدنا من يدفع ضريبة المواطنه وهنا تستوقفني كلمات لابي مسلم الباهلي عندما كان منهك في الفتوحات والحروب جاء رسول من الخليفه الاموي يدعوه الى ارسال غنائم الحرب فارسل رسالةً الى الرسول يقول فيها , من امير الحرب ابو مسلم الباهلي الى امير المومنين ......اامين في الامه وخائن في الاموال ) , فما اشبه اليوم بالبارحه وما اشبه ، ام المصائب ان الاغنياء المترفون يتهربون من الضرائب ويدفعون الرشاوي ويشترون الشاكي والمشتكى عليه ولا يدفعون الا للسمعه وزكاة اموالهم لو دفع جزء وفير منها لكانت كفيله بحل الكثير من مشاكل العامه الذين وحدهم في الميدان يسترخون وتزيد اعبائهم في الوقت الذي تتزايد فيه ارصدة الاغنياء . اين التكافل الاجتماعي يا من تتطاولون على مؤسسات الضمان الاجتماعي وترفعون سقف رواتبكم في السنتين الاخيرتين لكي تاخذوا ما ليس لكم ,اليستم معي في ما اقول ام انني اهذي, فكفى ضحكا على الذقون ومضيعةً للوقت وحوارات واسئناسات لاجدوى منها .... الا الهراء وليحى الوطن . بعد ان يحي الوجدان.