مَثل أردُني مَعروف لكل أهل الأردن وربما يكون مثل عربي ، لست ادري لعله يصاغ بطريقة أخرى عند الأشقاء . المهم ، فالقرص لمن لا يعرف من أبناء الجيل الجديد ، والذي لم يخبز يوماَ خبزاً على النار أو في النار ، فالقرص هو رغيف الخبز الذي يخبز بالنار عند أهل البادية أما بقية الحروف والكلمات فهي اعتقد مفهومة
هذا المثل العبرة أو القول المأثور ، والمتداول بين الناس وبخاصة الآباء والأجداد مِن قَبل ، وهُم أهل التجارب والحكّم والذين علمتّهم الحياة الشيء الكثير ، ربما لعدم وجود ما هو متاح هذه الأيام من وسائل تسهيل وتيسير للحياة والتي بقدر ما لها من الفوائد وما سهلت في حياة البشر ، لكنها بنفس القدر تركت على المجتمعات والأجيال الحديثة الكثير من الأضرار التي نراها ونلمسها هذه الأيام بأبنائنا وطريقتهم في الحياة وفهمهم لها .
أما حكاية هذا المثل والتي أود روايتها ، لعلنا نستلهم منها العبر التي تعيننا على حل كثير من مشكلاتنا اليومية والتي نعاني منها أفرادا وجماعات بسبب حبنا لأنفسنا إلى درجة الأنانية وحب الذات
ففي يوم من الأيام عقد العزم اثنان من فرسان إحدى القبائل للغزو ، والغزو : هو مهاجمة الآخر للقصد والطلب والنهب ، وهي عادة كانت القبائل تلجأ إليها بين بعضها البعض حيث الحاجة والفاقة والجوع أحيانا فيذهب الغزاة لمضارب القبيلة الأخرى للنهب والسلب . وحين وصل هذان الفارسان الى المكان المراد غزوه، وبينما هم في محيط القبيلة المغزوة وإذا بخمسة من رعاتها أي رعاة الغنم ، يلتفون بشكل دائري على قرص من خبز النار ، وقد أوقدوا عليه النار ، وبينما الغزاة يراقبون ! للانقضاض عليهم لاحظوا أن كل واحد من الخمسة يزيح أي يجلب النار على الجهة الموالية له لكي ينضج رغيفه أو قرصه قبل الآخرين لكن الغازيان وعددهما اثنان ، لا حظوا ان العدد كبير ، خمسة مقابل اثنان ، فارتأوا ان يبحثوا عن آخرين فمشوا قليلاَ وإذا براعيين اثنين وكانا أيضا يقومان بالخبيز بالنار ولكن الاثنين كما لاحظ الغزاة أنهما يتبادلان بوضع كل واحد منهم النار على قرص الآخر و يكرمان بعضهما البعض على عكس من مروا بهم سابقاَ وهم الخمسة .
عندها قال احد الفرسان الغازيان ها لقد سهلت علينا المهمة فهاهم اثنان ونحن اثنان وبذلك نستطيع غدرهم ومقاتلتهم ونأخذ ما أتينا من اجله فنأخذ ما بحوزتهم .فقال له صاحبه لا يا صديقي هون عليك لقد خانتك حساباتك فالخمسة أهون علينا من هذان الاثنان ..ذُهل الآخر وقال كيف ؟ فهل مهاجمة خمسة وقتالهم أهون من اثنين ؟ .رد عليه وقال نعم ..أهون ! فأما الخمسة ، فهم نعم مجتمعون ولكنهم مشتتون وكل واحد تهمه نفسه من خلال إزاحة كل واحد منهم النار على رغيف خبزه ، فهؤلاء يسهُل افتراسهم وأن كثر عددهم ويهون التغلب عليهم ، وما هم بخير ..أما الاثنان فهما يقدم كل واحد منهم الآخر على نفسه فهؤلاء يصعب هزيمتهم والتغلب عليهم فالعبرة ليست بالعدد وكثرته بقدر ما هي بالتكاتف والتحاب ونكران الذات . فما اكثر من يزيحون النار على قرصهم هذه الأيام بيننا لذلك نحن لن نكون بخير إذا ما بقينا هكذا ..فمن اصدق من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : لا يؤمن أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه .....اشكر القاص رايق المجالي .....عصام البطوش