مجلس النواب وإحراج الملك
بقلم / الدكتور حسام العبداللات
لقد أراد الملك ان يخلق جواً من التفائل لدى الشعب الأردني بأن مسيره الأصلاح في الاردن تسير بوتيرة ثابتة
ومتسارعة ، وذلك من خلال تصريحاتة الاخيرة بأن عام 2012 لن ينتهي والا وقد اجريت الانتخابات النيابية ،
وجاءت هذه التصريحات تقديراً من الملك لرغبة الشعب الاردني الذي يعتبر حل مجلس النواب السادس عشر
او الغائه من الذاكره السياسية والديمقراطية الاردنية هي بداية الاصلاح .
وبغض النظر عن الشوائب التي علقت بهذا المجلس من حيث نزاهة إنتخابه الى ادائه الى موضوع
إحتمالية وجود جنسية مزدوجة بين أعضائه ، فإنه من الضروري أن يرتقي هذا المجلس فوق المصالح
الشخصيه لتنفيذ رغبه الملك والشعب الاردني في اجراء انتخابات نيابيه قبل نهايه هذا العام .
ويبقى السؤال هل يسير مجلس النواب الحالي بأدئه الى المساعده بإمكانية تنفيذ هذه الرغبه الملكيه ؟
الجواب بالتأكيد لا ، كون مجلس النواب بتباطئه المقصود أوغير المقصود في إنجاز القوانيين الناظمة
للعملية السياسية في الاردن من قانون الانتخابات ، وقانون الهيئة المستقلة للانتخابات ، وقانون الأحزاب
وقانون المحكمه الدستوريه ، ماهو الا تعطيل للارادة الملكيه الساميه التي وقعت بحرج في عام2011
عندما أشارت الى وعد بإجراء الانتخابات النيابية والبلدية في عام 2011 وهو ما لم يحدث طبعاً ، وجاءت
الانتقادات التي وجهها رئيس مجلس النواب وتذمر بعض الساده النواب من عدم اكتمال النصاب لعقد جلسات
المجلس ، الا تعرية لحقيقة ان مجلس النواب سيحرج الملك مع سبق الاصرار والترصد ، بتعطيل الرغبة
الملكيه من اجراء الانتخابات ، من خلال عدم انجازه القوانيين الضروريه لذلك.
ان الغريب في الأمر أن اعضاء المجلس يتسابقون الى المشاركة في لجان التحقيق النيابية في قضايا الفساد
ويحرصون كل الحرص على حضورها ، بالتاكيد ليس الأصلاح في الغالب مطمحهم ، ولكن للبروز والظهور
اعلامياً ، علماً أن بعضهم غير مؤهل لدخول تلك اللجان اما لتعارض المصلحة ، اولأن شبهات فساد تلاحقه
في بعض القضايا موضوع التحقيق ، ولقد كان من الاولى من المجلس أن يحيل هذه القضايا بالسرعه الممكنة
الى القضاء ليفصل فيها ، ويتفرغ المجلس لتلك القوانيين الأصلاحيه التي نحتاجها للخروج من هذا النفق
المظلم . إنبه الملك ان إرادته ورغبته في اجراء الانتخابات النيابيه هذا العام قد لا تتحقق ، بسبب حرص
مجلس النواب على إطالة عمره ما إستطاع لذلك سبيلا ، لذا على الملك البحث عن بديل مهما كان قاس من أجل
تحقيق مصلحه وطنيه عليا متمثلة في اجراء الانتخابات النيابية هذا العام .
hussamabc@yahoo.com