الرفاعي : سنحارب الفساد بالأفعال وليس بالأقوال

زاد الاردن الاخباري -

أكد رئيس الوزراء سمير الرفاعي ان الحكومة ماضية في اتخاذ القرارات المتعلقة بتنفيذ المشاريع التنموية والخدمية التي تنعكس على حياة المواطن وتحسن من ظروفه المعيشية خاصة في قطاعي الصحة والتعليم والخدمات الأخرى.

وقال الرفاعي ، خلال زيارته التفقدية المفاجئة والأولى من نوعها خارج العاصمة لعدد من الدوائر والمؤسسات الخدمية في منطقة الأغوار الجنوبية صباح أمس ، ان الحكومة ستركز على الاتصال المباشر مع المواطنين في مناطقهم والاستماع لمطالبهم وأولوياتهم واحتياجاتهم التنموية والخدمية تنفيذا لرؤى وتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني.

وأشار الرفاعي إلى ان التحديات الاقتصادية التي تواجهنا تتطلب تضافر الجهود من كافة قطاعات المجتمع والدولة للتخفيف من حدة اثارها على المواطنين ، لافتا إلى الموازنة الصعبة لهذا العام التي يذهب منها قرابة 3 مليارات دينار كرواتب للعاملين والمتقاعدين. وقال "لذلك اتخذت الحكومة في برنامجها اجراءات للتخفيف من النفقات خصوصا في المباني والسيارات والسفر".

واستهل رئيس الحكومة جولته ، التي رافقه خلالها محافظ الكرك علي الشرعة والمستشار في الرئاسة سميح المعايطة ومتصرف اللواء سميح العبيسات ورئيس بلدية الأغوار الجنوبية جميل النوايشة ، بزيارة مديرية سلطة وادي الأردن حيث اطمأن على واقع خدمات الري الزراعي والتنظيم السكني المقدمة للمواطنين ، كما استمع لمطالب عدد من المراجعين المتواجدين المتعلقة بتوزيع المرحلة الثانية من الأراضي الزراعية في المنطقة وتحسين مستوى الخدمات التي تقدمها السلطة من خلال تحديث وتأهيل شبكات الري وإنشاء جسر يربط غور الصافي ببلدة النقع.

وكانت المحطة الثانية لرئيس الوزراء في مستشفى غور الصافي حيث تجول في أقسام الطوارئ والعناية المركزة والرجال واطمأن على الأوضاع الصحية للمرضى مستمعا لعدد من المطالب التي تركزت على توفير طبيب عيون وجهاز رنين مغناطيسي وتوسعة قسم العناية الحثيثة.

وأكد رئيس الوزراء ان الحكومة تولي القطاع الصحي كل الرعاية والاهتمام للنهوض بمستوى الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمواطنين.

وتابع الرفاعي زيارته لمدرسة ام الهشيم الثانوية للبنات في غور الصافي حيث حضر جانبا من الحصص الصفية والتقى بمجموعة من معلمات وطالبات المدرسة واستمع إلى بعض المطالب المتعلقة بزيادة الرواتب وإنشاء نقابة للمعلمين أسوة ببقية المهن الأخرى وبناء غرف صفية جديدة للتغلب على الاكتظاظ الطلابي.

وأشار رئيس الوزراء الى ان برنامج الحكومة هذا العام من خلال وزارة التربية والتعليم يتضمن انشاء معهد وطني لتدريب وتأهيل المعلمين ودراسة المناهج بشكل عام.

وفي سوق المؤسسة الاستهلاكية المدنية اطلع رئيس الوزراء على الخدمات والاحتياجات التي يقدمها السوق ، مؤكدا ضرورة توفير السلع والمواد التموينية الأساسية للمواطنين بأسعار تتناسب ودخولهم الشهرية للتخفيف من الأعباء المالية عليهم ، مبديا ارتياحة لما يقدمه السوق المدني من خدمات تموينية باسعار تقل عن القطاع الخاص.

وخلال تفقده مديرية التنمية الاجتماعية اطلع الرئيس الرفاعي على الاليات والانجازات التي يقدمها صندوق المعونة الوطنية في مجال صرف الرواتب الشهرية وتقديم المعونات الغذائية للاسر الفقيرة والمحتاجة ، كما استمع لحديث عدد من المواطنين الذين اشادوا بمكارم جلالة الملك المتعلقة بانشاء المنازل للاسر الفقيرة وتوزيع طرود الخير الهاشمية عليهم في المناسبات الوطنية والدينية.

واستمع رئيس الوزراء خلال محطته الأخيرة في مديرية الزراعة لمطالب عدد من المزارعين التي تركزت على تزويد مديرية الزراعة بمعدات والات الرش للمبيدات والافات الزراعية وتوفير اسواق خارجية لتصدير المنتجات الزراعية واعادة النظر بقرار امانة عمان باستيفاء مبلغ 40 دينارا عن كل طن خضار وفواكه يدخل السوق المركزي ودعم القطاع الزراعي الذي يعاني من التراجع بسبب تدني الاسعار منذ سنوات وانعكاسه السلبية على حياة المشتغلين بهذا القطاع.

كما تفقد الرفاعي مجرى سيل الحسا الذي يفصل بلدة الصافي بالنقع واستمع من رئيس بلدية اللواء حول امكانية انشاء جسر على هذا السيل من خلال عبارات صندوقية ، واعدا بتنفيذ هذا المطلب خلال الفترة المقبلة.

كما التقى رئيس الوزراء أمس طلبة جامعة مؤتة في مسرح عمادة شؤون الطلبة في الجامعة ، حيث أكد التزام الحكومة بتوجيهات جلالة الملك بالمساءلة والمصارحة والمكاشفة في القضايا الوطنية ذات التماس المباشر بحياة المواطنين رغم العجز المالي الكبير الذي تعاني منه الخزينة ، مقرا بوجود فساد تعمل برامج الحكومة على مكافحته.

وطمأن الرفاعي المواطنين ، خلال اللقاء ، على سلامة الاقتصاد الوطني وتحقيقه نموا بلغ 8,2 % ، معلنا ان العجز المالي للخزينة بلغ 10 مليارات دينار في الموازنة ، يقابلها 10 مليارات دينار مديونية ، اضافة الى عجز موازنة عام 2009 البالغ مليارا 400و ألف دينار ، ما يشكل 8,9 % من الناتج العام ، مشيرا الى ان العجز في العام الحالي بلغ مليارا 100و الف دينار وليس 690 مليون دينار كما ذكر في السابق.

وبين الرفاعي ان الحكومة لن ترفع شعارات او تقطع وعودا ليس باستطاعتها تنفيذها وانها جادة في عملية ضبط النفقات وتنفيذ التوجيهات الملكية التي اشتملت على سبعة محاور من ابرزها زيادة كفاءة الحكومة والمساءلة والمكاشفة ورفع كفاءة المواطن بالتأهيل والتدريب وتحفيز النمو الاقتصادي ، مشيرا الى 2500 برنامج تم اعتمادها للوزارات والمؤسسات الواجب عليها تنفيذ تلك المحاور ، اضافة الى معالجة اوضاع 61 مؤسسة بلغ عجز موازناتها 400 مليون دينار من خلال اعتماد خيارات الدمج او الالغاء او اعادة الهيكلة بالشكل الذي يخفف من الاعباء المالية ويضمن نجاح هذه المؤسسات في اداء رسالتها المنبثقة من برامجها.

وأقر الرفاعي بوجود الفساد في بعض الجوانب ماليا واداريا ، مشددا على دور الحكومة في مكافحته واجتثاثه ومحاسبة متسببيه دون تهويل او تقليل من حجمه ، موجها الانظار الى ان الاردن بقيادته الهاشمية الحكيمة حقق نقلة نوعية في حياة المواطن خلال خمسين عاما من خلال انشاء المؤسسات الخدمية والاستثمارية التي كانت اشبه بالمعجزة في ضوء شح موارده وضعف امكاناته في تلك الفترة وتبني الحكومة خططا طموحة للتطوير والتحديث في كافة المجالات.

وأكد رئيس الوزراء ان الحكومة لن ترحل مشاكل السنوات الماضية على حساب الشباب الذين يحظون برعاية ملكية سامية باعتبارهم فرسان التغيير وركيزة من ركائز الاصلاح.

وشدد على اهمية اخذ الشباب دورهم الحقيقي في الانتخابات النيابية المقبلة التي ستجرى في الربع الاخير من العام الحالي لفرز اعضاء مجلس النواب القادرين على تلبية طموحاتهم وتحقيق برامجهم التي تسهم في استفادتهم من المستقبل وما يحمله من مفاجات تفرضها طبيعة المرحلة والتغيرات العالمية.

ودعا الرفاعي الشباب الى ممارسة دورهم السياسي لبناء مؤسسات الوطن وفقا لقواعد واسس علمية مدروسة ، مشيدا بما حققته جامعة مؤتة وخصوصيتها العسكرية وما خرجته من قادة ساهموا بشكل فاعل في خدمة الوطن ، واعدا بتقديم كافة اشكال الدعم لها لتواصل مسيرتها التي ارادها جلالة الملك عبدالله الثاني ومن قبله مؤسسها المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه.

واوضح رئيس الوزراء ان الحكومة بدأت بتنفيذ خطة ودراسات حول كيفية التعامل مع الموازنة الرأسمالية من خلال ضبط النفقات وتوجيه الوزارات والمؤسسات الحكومية الى الواجبات المطلوبة منها.

وفي معرض رده على أسئلة الطلبة أبدى الرفاعي استعداد الحكومة ونيتها لتشكيل صندوق للطالب الفقير وتوسيع قاعدة الدعم للطلبة الفقراء والاستفادة من المنح والقروض المقدمة من وزارة التعليم العالي.

واستعرض رئيس جامعة مؤتة الدكتور عبدالرحيم الحنيطي امام رئيس الوزراء الواقع المالي الصعب للجامعة وموازنتها.

وقال انها "غرس هاشمي في هذه المنطقة أخذت على عاتقها مسؤولية الشباب قادة المستقبل" ، لافتا الى انها خرجت عبر مسيرتها 47 ألف خريج مدني 7500و ضابط عسكري في القوات المسلحة والاجهزة الامنية وهي مفخرة الجامعات هاشمية الانجاز بامتياز.

وبين أن 17 ألف طالب وطالبة يدرسون فيها من بينهم 2000 طالب من 26 جنسية عربية وأجنبية ، مطالبا بتوفير الدعم اللازم للجامعة لمواكبة المتغيرات السريعة وأداء رسالتها النبيلة.

وفي مبنى محافظة الكرك استمع الرفاعي من المحافظ علي الشرعة الى واقع الخدمات المقدمة للمواطنين والقضايا التي يعانون منها ، واعدا بدراسة احتياجات المحافظة والعمل على تنفيذها حسب الاولويات.

وأوعز رئيس الوزراء الى المحافظة بمتابعة اوضاع اصحاب المساكن المتصدعة في منطقة المرج بسبب عين المياه المكتشفة مؤخرا بالقرب منها لاتخاذ الاجراءات اللازمة لانصافهم.

 

الدستور - منصور الطراونة ويوسف خليفات