نعم ، يحق لنا ان نفرح كأردنيين ، ليس من باب التشفي بهذه الرؤوس الكبيرة التي اودعها المدعي العام سجن الجويدة على ذمة التحقيق في واحدة من اكبر قضايا الفساد في بلادنا ، والمتعلقة بمصفاة البترول ... نفرح من باب أننا وبأم أعيننا نرى متنفذين سابقين ، وزراء ومستشارين ورجال اعمال ، وراء القضبان ليقول قضاؤنا العادل والنزيه كلمته فيهم ... هو عرس للعدالة في بلادنا ... هو ترجمة حقيقية لمعنى سام لمقولة ( الجميع متساوون في الحقوق والواجبات وامام القانون ) ، وشخصيا ، انا لااتمنى ان يدانوا عند مثولهم امام القضاء ، اذ ليس بيني وبينهم أية خصومة ، فأنا لا اعرفهم ولا يعرفونني ... ارجو ان تثبت براءتهم ، ولكن ... الفرح الحقيقي لشعبنا هو انه عاش ليرى يوما يساق فيه اكابر البلد الى السجن على ذمة قضية فساد ... وما اكثر قضايا الغساد في بلادنا ! ! ان مجرد تصميم الحكومة على تقديم المشبوهين بقضايا الفساد الى القضاء يعتبر تقدما ملموسا على صعيد الأداء الحكومي في مواجهة هذه الآفة التي طالت كل او معظم مفاصل الحياة السياسية والإقتصادية في بلادنا ... ولعلّها مناسبة لأن أذكّر القرّاء الكرام ببعض ما جاء بالتعريف بموقع \" الأردن العربي \" عندما أسسناه قبل اقل من عام ، في أيقونة ( من نحن ) ، اذ جاء ما يلي :
\" سنكون لسان حال المواطن المقهور والمغبون والمحروم والفقير والمشرّد والمسحوق , سنقاوم الفساد والمحسوبيّة والإنحرافات أينما وحيثما وكيفما وجدت , سنكون سليطي اللسان على كل منحرف وفاسد وصاحب أجندة لا تصب في مجرى نهر الشعب الأردني العظيم , ولكننا سنصفّق بحرارة لكل مبدع وخلاق وصادق ونزيه وشريف وأمين في مجتمعنا , لسنا في جيب أحد , ولا نقبل أن نحسب على احد إلا على الوطن والشعب , ولا ننطق باسم احد ممن في المعارضة او في الموالاة , ولكننا نبني مواقفنا من هذه الوزارة او تلك بناء على شخوص اعضاءها وبرنامجها وأداءها ...\" ...
الآن ، وفقط الآن ، نستطيع ان نقول لرئيس الوزارة ... عفارم عليك ... احسنت ، والى الأمام ...