عندما يقترب وقت الانتخابات ، يصبح من المهم استغلال الشباب ، فنجد الندوات ، والمحاضرات وكذلك التقارير الإخبارية والتلفزيونية ، معنونة بمسميات تحمل في طياتها مضامين ، كمشاركة الشباب في الحياة السياسية ، ودورهم في صناعة القرار وغيرها ، وهكذا ، فنجد بعض المؤسسات والهيئات تجتهد في العمل على ذلك ، متذرعين بتمكين الشباب في الحياة السياسية وجعلهم أكثر فعالية في مجتمعهم من خلال انخراطهم الفعال في هذا العرس الديمقراطي.
وفي هذا الاطار أورد بعض الملاحظات:
- كشاب فانني ضد أن يتركز هذا الاهتمام قبل الانتخابات بفترة ، وتلاشيه مع قرب انتهاء عملية الاقتراع ، واختفاء الأصوات التي كانت تنادي عن أهمية مشاركة الشباب في الحياة السياسية ، وتجاهلهم بكافة الطرق ، وعدم الأخذ برأيهم وقدراتهم ، ومدى تأثيرهم.
- مع إعادة النظر في مراجعة وتعديل قوانين إنتخابات اتحاد الطلبة المعمول بها في جامعاتنا الأردنية ، بمعنى إلغاء التعيين والتدخل المباشر \"الضغط\" في انتخابات الطلبة ، سواء من إدارات الجامعات أو المجتمعات المحيطة بهذه الجامعات.
- لا بد للمؤسسات بمختلف مجالاتها عدم الانغلاق على ذاتها ، وفتح أبوابها أمام الشباب واكتساب الخبرة العملية ، وفتح قنوات لهم من اجل التعبير عن طاقاتهم والإمكانيات التي يمتلكونها من خلال الجامعات والهيئات والمراكز والأندية الشبابية ومؤسسات المجتمع المدني.
- ما هو مطلوب فعليا: دعوة الشباب للانخراط في الحياة السياسية من خلال أخذهم لزمام الأمور والمبادرة بالتسجيل في اللوائح الانتخابية ، وكذلك مطالبة الأحزاب السياسية بالاهتمام بالشباب وإدماج قضاياهم في برامجها ومشاريعها السياسية.
- في الأردن ، تجربة جميلة وحديثة نوعا ما ، فالشباب يعيش ضمن أجواء ديمقراطية حقيقية ، ووجدت محاولات عديدة لإشراك الشباب فعليا في العمل السياسي ، وهذه المحاولات نكن لها كل الاحترام والتقدير ، فكل بداية صعبة بالتأكيد ، وما يطلبه الشباب على أرض الواقع استمرار الجهود في هذا الطريق ، دون انقطاع ، وعدم ارتباط البرامج السياسية بأوقات وبجهات معينة ، بل يجب تغذية أذهان الشباب وتوعيتهم بما يدور من حولهم ، بكل الأوقات والمناسبات ، وعدم تسيير الشباب في برامج بل إشراكهم في وضعها وتنفيذها ، واحترام آرائهم ، وتشجيعهم لاختيار المناسب منهم لترشيح نفسه للانتخابات ، وتعزيز هذا الدور والارتقاء به ، وكذلك اختيار المرشح الأنسب ، هذه بعض رسائل نجدها في أذهان الشباب ، يرددونها في جلساتهم ، تحاكي واقعهم ، ربما نجدها حولنا ، أو في مجتمع قريب منا ، هي فعليا جزئية من تحولات يعيشها الشباب في الوطن العربي.