زاد الاردن الاخباري -
تمكن علماء من سماع الكلمات التي يرددها الإنسان بينه وبين نفسه، متوصلين إلى ذلك الإنجاز بتجارب غير عادية، مبنية على زرع أقطاب كهربائية في دماغ الإنسان.
ولاشك في أن تجارب من هذا النوع على أشخاص أصحاء محرمة دوليا، وغير إنسانية، ولكن الباحثين قاموا بهذه التجارب على أشخاص مرضى بالصرع، وعن طريقهم تمكن العلماء من تسجيل الصوت الداخلي لديهم.
ويعمل علماء في البيولوجيا العصبية منذ فترة طويلة في جامعة بيركلي بكاليفورنيا على دراسة النشاط السمعي للدماغ، وتمكنوا منذ فترة غير بعيدة من فك رموز للدماغ، عندما سمعوا كلاما شفهيا صدر عن أشخاص ذوي أقطاب كهربائية مزروعة في أدمغتهم، تبرعوا أن يكونوا مادة للتجارب. وعند المقارنة الموازية بين الأصوات الملتقطة والنشاط الدماغي، تمكن الباحثون من استنباط "الصوت الداخلي"، وحتى تسجيله صوتيا.
ونقلت وكالة (أنباء موسكو) عن رئيس الفريق العلمي ن. بييسلي: "لقد استندنا في تجاربنا على تقبل الصوت الشفهي، ولكن في الحقيقة استعملنا هذه الآلية من أجل إعادة صياغة "المنولوج الداخلي" للإنسان".
لقد ساعدت العلماءَ الأبحاثُ السابقة، التي كشفت عن العلاقة بين الأجهزة السمعية والصوتية عند الإنسان، وكان خبراء قالوا في وقت سابق، بأن الكلمات التي يلفظها الإنسان، "يدوّرها" في تفكيره مرة أخرى، وعندما يتكلم الفرد منا، يسمع ما قاله أيضاً.
ولاحظ باحثون من جامعة بيركلي في كاليفورنيا، وجامعة سان فرانسيسكو وجامعة جون هوبكينس إشارات كهربائية، واردة من دماغ المريض ذي الأقطاب الكهربائية، وتبين لهم أن النيرونات في جزء من الجهاز السمعي توقفت عن العمل عندما تكلم الشخص، في حين كانت النيرونات في الجزء الآخر المقابل قد نشطت على الفور.
وتبين للباحثين، أن الإنسان يسمع ويحلل خطابه بدقة في آن واحد. ويتوقع العلماء أن ذلك ضروري للإنسان كي ينمي مهاراته الكلامية، ويراقب ما يقوله، وكذلك كي يقيّم حديثه في ظروف الضجة من حوله، للتأكد من أن الضجة لا تطغي على صوت المتكلم، ما يجعل الباحثين يؤكدون أن هذه الآلية لديه معطلة.