نعم نتسامى فوق الجراح فاستغلوا طيبتنا وحسن خلقنا وشهامتنا الاردنيه التي بها نفخر ونعتز واليها نحتكم وعن غيرنا بها نعرف ،طيلة الزمن الماضي من عمرنا والقافلة تسير إلى الأمام بجهد قيادتنا وتفاني أبنائها وإخلاصهم في العمل والبناء والرضى بالمقسوم وغض الطرف عن كثير من الأمور وبذل التضحيات إيمانا منا أن الوطن يستحق أكثر من ذلك .
ونحن نبني ونتقدم ونضحي بالغالي والنفيس ونقدم أنفسنا وأبنائنا وما ملكت أيدينا قربانا لهذا الوطن ،يسير خلفنا من ينهش بنا ويأكل لحمنا حيا كي يعيش في عز ورفاهية على حساب لقمة عيشنا وهناء أطفالنا، نحن نكد ونعمل ونكدح ونقاوم جوعنا وفقرنا ونصبر وغيرنا ينهب خيرات بلدنا وقوت أطفالنا دون خوف او وجل ودون حسيب او رقيب او ذرة ضمير ، حسبناهم أكثر منا إخلاصا واشد ولاء وغيرة على بناء الوطن وتقدمه وتطوره، فقبلنا أن يتقدموا الصفوف ورفعنا لهم الأيدي تحية وإكبارا لنتعلم منهم كيف يكون البناء وكيف يكون الإخلاص للوطن واذا بهم للاسف لا يستحقون إلا الخزي والعار لأنهم عبدة شيطان وقرش وماده يدلهم على خراب بيوتهم وخراب مستقبل أجيالنا ،ظنوا أن ما بهم من عز ورفاهية نتيجة سرقتنا وسرقة وطننا انه نعيم دائم فتكرشت بطونهم وتنفخت رقابهم مالا حراما سرقوا وباعوا من اجل التغلب على فقر انفسهم ونسوا وتناسوا أن غنى النفس وطهارتها اغلى واثمن ما في الوجود وان السحت زائل لا محالة وذلة وخسة ونذالة وبالشكر تدوم النعم .
ننظر اليهم ونتعجب ونقول من أي ارض قدموا ومن أي كوكب هبطوا علينا أنهم ليسوا منا ولا هذه شيم الأردنيين الشرفاء الأحرار الصابرين على جمر فقرهم الكاظمين غيضهم في سبيل أن يحيا الوطن حرا كريما .
ننظر اليهم ونعرفهم أنهم أشبه ما يكونوا بالغرباء عنا فلم يحمل أي واحد منهم ولا والده او حتى جده بندقية يوما ليدافع عن هذا الوطن ويسهر على حماية حدوده ولم يضحوا يوما بقطرة دم واحده على ترابه الطهور ، فسهل عليهم خيانته واكل ماله سحتا حراما يغلي في البطون وينداس شرفهم الرفيع الذي اكتسبوه في دنياهم على حسابنا وحساب وطننا الغالي . لأنهم لا يعرفون تاريخ هذا الوطن وشعبه الطيب المعطاء وجهود قيادته في العمل والبناء وان لحم الأردنيين مر وقاسي لا يسهل طبخه وهضمه وعصي عليهم . وهاهم اليوم يجازون بما فعلوا وبما كسبت أيديهم فلن ينالوا منا ومن هذا الوطن الغالي الا الخسة والنذالة والسقوط المخزي في الدنيا والاخره .
إما هذا الحمى الأردني الهاشمي كعهده دائما وابدأ سيبقى الحصن المنيع يحرسه أبناؤه الطيبون المخلصون يستقبل أحرار ألامه بصدر رحب وقلوب ملؤها الفخر والاعتزاز والحب والحنان، وسترفض أرضه الطاهرة الطيبة كل خائن لترابه الطهور وترمي به إلى مزبلة التاريخ وستبقى القافلة تسير يقودها حادي الركب ومعزز مسيرتها مليكها المفدى فهذا قدرنا وقدر قيادتنا نخاصم بشرف ونفتقر او نغنى بشرف ولكن كلما اسود ليلنا امام دروبنا أضاء لنا فجرا جديدا بالحب والعطاء والبناء من جديد .