وزير الخارجية تولى الدفاع عن (المقاربة) الجديدة رافعا شعار (ليس لدينا ما نخسره)
6/3/2010
حسمت لجنة متابعة المبادرة العربية الأمر وقررت الموافقة على اجراء مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. فماذا تبقى لقمة ليبيا لتبحثه?!
اسرائيل الطرف الاقليمي الوحيد الذي رحب بالخطوة التي تتوافق مع شروط حكومة نتنياهو لاستئناف المفاوضات. فقد (نزل الفلسطينيون عن الشجرة) كما طالب نتنياهو وهاهم يوافقون على التفاوض مع استمرار الاستيطان والتهويد ومصادرة الاراضي وحصار غزة.
جميع الاطراف متشائمة وتدرك ان مصير المفاوضات غير المباشرة (لأربعة شهور) لن يكون احسن حالا من عقدين من المفاوضات المباشرة. كل ما في الأمر ان اسرائيل تريد مواصلة مخططاتها في الأراضي المحتلة, وتحتاج لغطاء تفاوضي سيكون هذه المرة غير مباشر وعبر وسيط امريكي. والوسيط الامريكي يحتاج هو الآخر لغطاء يداري فشله في تحقيق الوعود التي اطلقها بعد تسلم اوباما الرئاسة.
لم يحصل العرب على تنازل واحد من اسرائيل مقابل المفاوضات غير المباشرة. كان حالهم في القاهرة مأساوياً ويشبه حال لاعب قمار خسر كل امواله على الطاولة ولم يعد امامه سوى خلع البنطال لمواصلة اللعبة أملا بوقف مسلسل الخسائر. وبعبارة مكثفة لخص وزير الخارجية الحالة بقوله (لا يوجد ما يمكن ان نخسره من مساندة هكذا مقاربة..). ولأننا أمام (مقاربة) جديدة في المفاوضات كان لا بد من اشتقاق مصطلحات جديدة ستضاف الى قاموس عملية السلام الزاخر بالعبارات. وقد تصدى الوزير جودة الى هذه المهمة في معرض دفاعه المستميت عن اقتراح المفاوضات غير المباشرة واصفا الاقتراح بانه (جهد استكمالي امريكي يمكن ان ينتج وضعا تمكينيا لاستئناف المفاوضات المباشرة)!.
لا توجد بالطبع أي ضمانات لمفاوضات مباشرة في المستقبل والمفاوضات غير المباشرة هي الاخرى غير مشروطة الا بوقف مؤقت للاستيطان تخرقه اسرائيل يوميا. كل ما حصل في الواقع ان واشنطن فشلت في الضغط على اسرائيل لاستئناف المفاوضات مقابل وقف الاستيطان فاخترعت صيغة المفاوضات غير المباشرة وبمقتضاها يعود الفلسطينيون الى المفاوضات عبر وسيط وتستمر اسرائيل في الاستيطان والتهويد. هذه هي المقاربة الحقيقية للمفاوضات غير المباشرة وليست تلك التي اسهب وزير الخارجية بشرحها في القاهرة.
ووسط هذا الجدل كله تبرز اسئلة اردنية تستحق النقاش لماذا الأردن من دون غيره من الدول العربية تكفل بالدفاع عن الاقتراح الامريكي في القاهرة?.
وكيف يقبل وزير الخارجية بـ (مقاربة دبلوماسية غير مباشرة) تعالج قضايا الوضع النهائي مع معرفته الأكيدة بان هذه القضايا ترتبط ارتباطا وثيقا بالمصالح الاردنية العليا? وهل واجب الاردن مساندة السلطة الفلسطينية دائما وابدا في كل شيء ترتئي قبوله?.
وهل صحيح ان (الصيغة المطروحة) لا يوجد فيها أي (تنازل بأي شكل عن المطالب المشروعة ولا عن ثوابت الموقف العربي) كما يقول الوزير?
الاردن كان يدعو باستمرار الى وقف الاستيطان قبل التفاوض, والالتزام بجدول زمني لمفاوضات جادة حول قضايا الوضع النهائي.
فهل تتضمن (المفاوضات غير المباشرة) شيئا من هذا القبيل?!.