كنت أقول لصديق اختلف معه: انت متدين، وأنا علماني. لكن ليس من المفروض أن يكون المتدين متعصباً أو أن يكون العلماني ملحداً.
هناك واصل بيننا هو: الإيمان!!. فإذا أنت تجاوزت التدين إلى التطرف وصلت بمجتمعنا إلى بلد يحكمه رجال الدين. ونحن نتفق أن الكنيسة حين كانت تحكم كانت أوروبا تعيش في الظلمات. ولا أريد أن آخذ صوراً أخرى.
اليهود فقط، عندهم القدرة على تحويل الصراع السياسي والفكري والحضاري إلى .. صراع ديني!!. فمحاولة اغتصاب المسجد الأقصى كما اغتصبوا الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح، هي حالة من التعصب الديني لا تقود إلا إلى حرب دينية. وحالة من الافلاس الحضاري. فلماذا لا يبنون هيكل سليمان على شاطئ البحر مثلاً؟!. لماذا المسجد الأقصى وهم يحفرون، منذ أكثر من قرن، بحثاً عن حجر واحد من هذا الهيكل، عبثاً!!.
وحتى ما يسمى بحائط المبكى ليس أكثر من حجارة عمرها لا يتجاوز الخمسمائة عام. فقد انشأ الانتداب البريطاني لجنة علمية /اثرية/تاريخية لمعرفة حقيقة الحائط فوصلت إلى تقرير بعد عام 1929.. بأنه لا علاقة له بالهيكل.. وهو جزء من السور الغربي للمسجد الأقصى!!.
في الأردن، كما في أكثر الدول العربية والإسلامية، وجدنا أنفسنا أمام دولة لم نصنعها نحن، وإنما صنعتها قوى الانتداب والاستعمار، فدول العثمانيين والمماليك والإخشيديين وبني بويه.. هي حالة إقطاعية لا علاقة لها بدولة الخلافة الراشدة. أي دولة الإسلام. ولعلنا نتجاوز حين نصف الدول الأموية والعباسية والفاطمية والأموية الأندلسية بأنها دول مسلمين، تستند إلى حكم القبيلة!!.
لم يصنع الناس أنظمتهم السياسية، ولهذا فنحن مسكونون بالديمقراطية، لأننا نتصوّر أنها خشبة الخلاص. وسنبقى نختلف على التدين والعلمانية، إلى أن نرسو على شاطئ الإيمان. لا تعصب ولا إلحاد!!.