زاد الاردن الاخباري -
يجد الكثير من اولياء الامور صعوبة في اقناع ابنائهم الصغار بالذهاب الى مدارسهم ، خاصة من كان منهم في المرحلة الابتدائية الاولى ، ويحاول الاباء ترغيب ابنائهم بالمدرسة وهم يذكرون لهم مدى اهميتها لهم. الا ان ردة فعل ابنائهم عادة ما تكون سلبية وقد تصل الى حد البكاء والصراخ عندما يحين موعد ذهابهم الى المدرسة وذلك لاسباب غير معروفة لذويهم.
"ام سيف" اشارت ان ابنها الصغير "حمزة" في الصف الثالث الابتدائي يكرر رفضه الذهاب الى المدرسة بشكل شبه يومي مما يضطرها الى استخدام اسلوب العنف معه في كثير من الاحيان لاجباره على الذهاب الى المدرسة وذلك كونه يرفض حتى ارتداء الزي المدرسي.
وتستغرب ام سيف سلوك ابنها كره المدرسة والتي وصفته بالمتكرر فمنذ ان كان في الصف الاول الابتدائي وهو يكره المدرسة والالتحاق بصفه الدراسي والالتزام بموعد الذهاب اليها.
وبينت ان ابنها من الطلاب المتفوقين في دراستهم وقد حاولت هي وزوجها اكثر من مرة الجلوس مع ابنهما لمعرفة السبب المباشر لكرهه المدرسة ، وفي كل مرة كان يذكر لهما اسبابا مبهمة مما اضطرها لزيارة المدرسة والتعرف على معلماته والتحدث معهن لمعرفة طريقة تعاملهن معه وكذلك لمعرفة سبب رفضه الذهاب الى المدرسة صباح كل يوم.
اشقياء
وتابعت "ام سيف" ان احدى معلماته اخبرتها بان حمزة بالرغم من تفوقه في دراسته الا انه يعتبر من التلاميذ الاشقياء جدا وكذلك المشاكسين حيث يرفض الاجابة على اي سؤال تسأله اياه اي معلمة في حال اجبرته المعلمة على الاجابة عليه ، بالرغم من انه يكون على علم بالاجابة الا انه - كما حللت المعلمة شخصيته - لا يحب ان يجبره احد على شىء حتى انه يرفض ان يتعاون مع باقي الطلاب في تنظيف غرفة الصف او تزيينها ، ولهذا تتعامل معه الكثير من المعلمات بحرص شديد وكانه والسبب هو انه كثيرا ما يبكى عندما تصرخ فيه معلمة او تجبره على عمل شىء لا يرغب القيام به. وفي النهاية عبرت "ام سيف" عن استغرابها من حالة ابنها خاصة وان اخوانه الاكبر منه لم يصدر منهم هذا السلوك وهذا الكره تجاه مدرستهم بل على العكس تماما فقد كان اخوانه يكرهون يوم الاجازة بسبب عدم ذهابهم الى مدرستهم.
سلوك عدواني
وتختلف حالة "حمزة" عن الطالب "معتصم" في الصف الرابع الابتدائي والذي اخبر والديه رغبته بترك المدرسة والعمل مع والده في محل بيع الاقمشة.
وتحدث "توفيق محمد" والد معتصم ان ابنه الذي يقف معه في محله في العطلة الصيفية ابدى رغبته له وفي اكثر من مرة بترك المدرسة والالتزام معه بالعمل في المحل ، وقد كان يلاحظ امتعاضه وكآبته الشديدين صباح كل يوم يستعد فيه للذهاب الى المرسة وقد كان يتلكأ في لبس الزي المدرسي واكمال وجبة الافطار وذلك لكي يتاخر عن موعد دوامه.
واضاف ان اخوته الاربعة جميعهم على مقاعد الدراسة ومنهم من هو في المرحلة الجامعية ولهذا استغربت من تصميم "معتصم" على ترك المدرسة واصراره على عدم الذهاب الى المدرسة ، الامر الذي دفع والدته الى زيارة المدرسة لمعرفة الاسباب الرئيسية وراء طلب ابنها تركه لها. وقد تفاجات عندما اخبرتها المديرة بان سلوك ابنها عدواني وانه يعتدي على الطلاب بالضرب المبرح وقد شكلت له المدرسة اكثر من مرة مجلسا تاديبيا وتم حرمانه من الانتساب الى اي رحلة مدرسية ، وذكر ان المديرة اخبرتها انها ارسلت معه اكثر من مرة كتاب "استدعاء ولي الامر" الا انه كان في كل مرة يذكر لهم حجة مختلف.
واضاف:ان زوجته وعندما اخبرته بالامر جلس على انفراد مع ابنه معتصم لمعرفة سبب عدوانيته وضربه لزملائه وقد اخبره معتصم ان زملاءه يتقصدون اهانته بشكل يومي سواء في الصف او في الساحة مشيرا الى انهم ينادونه بـ"الكسلان" ، الى جانب بعض الالفاظ النابية التي يصفونه بها على الملأ وتحديدا في موعد انتهاء الدوام.
وذكر انه وفي اليوم التالي رافق ابنه الى المدرسة وجلس مع المديرة وكذلك مع مجموعة من مدرسيه الى جانب المشرفة الاجتماعية وقد اخبرهم عن رغبة ابنه بترك المدرسة بسبب عوامل داخلية تتعلق بسلوك بعض الطلاب تجاه ابنه ، وكذلك بسبب تقصير الهيئة المدرسية بمعالجة هذه المشكلة التي اوصلت ابنه الى هذه الدرجة من العدوانية وكره المدرسة.
وفي النهاية قال انه لم يتوصل الى حل جذري مع هيئة المدرسين بعد ان اكدوا له ان ما يقوله ابنه غير صحيح وقد عززوا كلامهم بشهادات زملائه في الصف والذين اكدوا بانهم لا يتفوهون بحقه باية كلمة وبانه يعتدي عليهم بالضرب وبرشهم بالماء خاصة في وقت الفرصة المدرسية. وقد قرر هو وزوجته ان يقوم بنقل ابنه الى مدرسة اخرى السنة القادمة كنوع من انواع التغيير وتحسين الحالة النفسية لابنه من كرهه لمدرسته.
تحب النوم
اما السيدة "نورا" فاشارت الى ابنتها "شذى" في الصف الاول الابتدائي التي تكره الذهاب الى المدرسة وتبكي صباح كل يوم بكاء شديدا وهي تطلب من امها ان لا ترسلها الى المدرسة ، والسبب كما ذكرته هو انها تكره الاستيقاظ مبكرا خاصة في فصل الشتاء حيث تكون الاجواء باردة وتكون هي في حالة دفء ونعاس شديدين. وحتى الان اشارت السيدة نورة ، انها لم تتوصل الى طريقة لحل هذه المشكلة التي اصبحت تؤرقها كل صباح.
اختلاف جو المدرسة عن البيت
استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي ذكر ان كره الطلاب الذهاب الى المدرسة خاصة في المراحل الاولى يرجع الى انتقال الطفل من من حياة الاسرة الى حياة المدرسة والتي يحيطها الكثير من انظمة الضبط والربط والقوانين الصارمة وهي اشياء لم يعتد عليها ومنها الالتزام بساعات معينة للدوام والتزام الصمت في الحصص وكذلك الالتزام بالزي الموحد وغيرها من الانظمة. واشار د. خزاعي الى عامل اخر وهو عدم انتباه بعض المدرسين لايجاد وتوفير اجواء مريحة في دمج الطلاب مع بعضهم وخلق روح التنافس الايجابي بينهم وغرس قيم التعاون وحب المدرسة فيهم.
الى جانب الاجواء الصفية التي يعيشها الطلاب حيث نجد ان %40 من الطلاب يتعرضون للضرب بالعصا من المدرسين 38 % يهددون بالترسيب وخصم علاماتهم . اما العامل الاخير فهو ارهاق الطلبة بالواجبات المدرسية التي تنعكس سلبا على نظرة الطالب للمدرسة وتجعله يكره اجواء المدرسة.