نعم انا حزين ،أتطلع يمنة ويسرى لعل وعسى من يشاركني حزني وإذا بي لست وحدي وإنما يشاركني هذا الحزن جميع الشرفاء من أبناء هذا الوطن .
نعم انا حزين ويشاركني حزني كل الأوفياء لدم شهداء هذا الوطن الذين قدموا أرواحهم رخيصة وقربانا لكي يحيا حرا عزيزا مكرما .
نعم انا حزين والحزن يتملكني من قمة راسي إلى أخمس قدمي والخوف يدب في أوصالي على وطن أراه صبح مساء تستباح حرمته في وضح النهار ويجند أبنائه ممن وثقنا بهم ومنحناهم صوتنا وبحت حناجرنا ليلة فوزهم لينوبوا عنا في الدفاع عنه وصون حريته وكرامته على اعتبار انهم النخبة التي فضلناها على انفسنا وهي التي ستدافع وتسترد ما نهب من حقوقنا وحق وطننا الذي يذبح ويسلب ليل نهار من فئة مارست علينا كل أنواع الدجل والنفاق السياسي .
فإذا هم بعد أن شربوا حليب السباع واستأسدوا وشكلوا لجانهم وكثر عددها فاستبشرنا خيرا ولم نعترض اونعلق على كثرة عددها على اعتبار انها تعادل حجم الفساد في بلدنا وفرحنا ونحن نتابع عملهم وقلنا لقد بدأ الجد فقد شمروا عن ساعدهم وحضروا أسئلتهم كالسياط وكالسهم المنطلق من كنانة فارس شجاع مقدام فاستدعوا فلان وحققوا مع علان فاصبحوا في عيوننا وفي عيون كل حر شريف انهم المنقذون لوطننا من سوسة الفساد التى نخرت عظامه وعشعشت بين حناياه تأبى الخروج او حتى الموت البطىء وطال الانتظار ليأتي الفرج وانتظرنا على أحر من جمر الغضا وصبرنا على فقرنا وجوعنا على اعتبار ان الفرج قادم وأيام معدودات وبعدها يذوب الثلج ويبان المرج وتنجلي الأمور ونعرف الحقائق كلها ولما لا فاللجان تعمل ليل نهار وتكد وتتعب للوصول الى الحقيقه واستجلاء امرها .
وفجئة ودون سابق إنذار او إخبار تدب في اوصالنا الرجفه وتسقط على رأسنا أخبار فرط هذه اللجان في مجلسنا الكريم بطريقة تطرح ألف سؤال وسؤال فنخسر في لحظة فرحة طالما انتظرناها ونقدم على رأي نائبتنا الكريمه حفلة شواء للفساد واهله رغم ان لحمنا عصي عليهم ومر طعمه وعصر هضمه .
فأين حليب السباع الذي شربوه نوابنا الم يستطع القضاء على سوسة الفساد في بلدنا ؟ لهذا انا حزين ويشاركنى حزني هذا ابناء وطني ليس على مال تم نهبه وسرقته فالمال يذهب وياتي كما يقولون ولكن على وطن أخاف عليه من فئة أدمنت على نهبه وسرقته فأخاف ويدي على قلبي من ضياعه فأضيع معه ليس لأنه قطعة مني فقط بل لأنه يسكن في داخلي .