في يوم قائظ وقبل صلاة الظهر خرج أمير المؤمنين المأمون أبن هارون الرشيد الى شرفة قصره وبدأ يجول النظر في مرافق القصر حتى رأى المعلم الذي يدرس ابنائه يتوضأ وأبنه ولي العهد الصغير يحمل أبريق الماء ويصب على ارجل المعلم فانتفض أمير المؤمنين وجمع الوزراء والاعيان وأبنه ولي العهد ثم قال ايها السادة الوزراء والاعيان ان هنالك خلل في التعليم عندنا ... لقدر رأيت اليوم أبني وولي عهدي يحمل أبريق الماء في يده اليمنى ويصب الماء على ارجل استاذه اما كان من الاجدر ان يصب الماء في يده اليمنى ويفرك رجل استاذه في يده اليسرى يالله رحماك أمير المومنين ينتفض للمعلم انذاك ونحن نسمع ونرى الاعتداءات المتكرره من قبل الاهالي والطلاب على المعلمين وفي مختلف المحافظات .
اقول لكل من يقدم على هذه الجريمة الشنعاء بحق المعلم وبحق التاريخ الذي لايرحم ابدا شلت اياديكم وانهارت هممكم فكيف يضرب المعلم فينا بحجة انه اضاع العام الدراسي على ابنائنا الطلبه وان هنالك طرق اخرى للضغط على الدولة لتعديل راتبه او علاوته ربما هذا صحيح اذا اعتبرنا ان المعلم يريد مكسبا مادي لكن الرساله التي اراد المعلم ان يوصلها اعظم وأبلغ انها رسالة استرداد الكرامه التي هدرت وانجرفت مع سيل القوانيين والانظمة المستورده من الغرب والمطبقة عندنا في بلاد الشرق بحجة تحسين نوعية التعليم كما يدعون في الظاهر لكنها تدمير لمؤسساتنا التعليمية في الباطن حتى بات المعلم وسيلة تلقين مثله مثل المذياع والتلفاز فصبرا طويلا على هذا الحال المضني لكن الحر لا يقبل الضيم فنفذ صبر المعلم ليقول لنا انا هنا انا المعلم .
اما أولئك الذين اعتدوا على المعلم بالضرب والشتائم اقول لهم اذا كنتم غيورين على مصلحة الوطن كما تدعون فلماذ لم تضربوا من سرق مقدرات الوطن ونهب خيراته ..؟ لماذا لم تقل لا عندما بيعت مؤسسات الوطن الاقتصادية الواحده تلو الاخرى وأنتم نائمون كما ينام اصحاب الكهف .
اما انت ايها المعلم الجليل فأننا نحني اجلال وأكبارا لنقبل رأسك عن تلك الثلة الهوجاء التي لاتمثلنا ولا تنتمي لتاريخنا المشرق فدمت ايها المعلم تاج عز وافتخار لهذه الامة العظيمة ويكفيك فخرا ان أمير الشعراء قد خلد فيكم هذا البيت قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا