إن حالة الأحباط التي وصل لها الشعب الاردني من حجم الفساد الذي تم إكتشافه في الاردن ، وكذلك عامل الشك والريبة تجاه من يتقلد أين من مواقع المسؤولية في هذا البلد ، وبوادر الفتنة التي أطلت برأسها ، وإتساع الفجوة بين الملك والشعب ، هي أهداف تسعى لتحقيقها أيادٍ أجنبية متحالفة مع دول إقليمية والمنفذ لهذه المخططات أياد حاقدة محليه إستطاعت أن توصل الوطن والمواطن الى مثلث الموت المتمثل في الاحباط والشك والفتنه ، تمهيداً لرضوخ الاردن شعباً وحكومةً وملكاً لأملاتٍ أمريكيةٍ وإسرائليةٍ بضرورة القبول بتوطين الفلسطنيين في الاردن ونسيان حق العودة بمعنى القبول بالوطن البديل .
والأدلة على هذه المؤامرة النهاية الغير ساره لقصة إنضمام الاردن لمجلس التعاون الخليجي ، ولا أستبعد ضغطاً أمريكياً على بعض هذه الدول للتخلي عن الفكرة بعد الدعم الكبير الذي حصل عليه الاردن من خادم الحرمين الشريفين الذي يحظى بإحترام كبير في الاردن ، وكذلك الدعم المادي الهزيل الذي حصل عليه الاردن من دول الخليج والذي لا يرقى الى التضحيات الكبيرة التي يعانيها الاردن خاصة من الأوضاع المأساوية في الجارة سوريا ، وكذلك عدم إهتمام الولايات المتحدة الامريكية بخروج الاردن من أزمته الاقتصادية ، ومحاولتها التنسيق والحوار مع بعض القوى السياسية في الاردن ليس خوفاً على مصلحتة وإنما لزعزعة إستقراره بدعوى دعم مسيرة الأصلاح السياسي ، ولو كان هدفها نزيهاً لدعمت مسيرة الأصلاح الأقتصادي الذي أدى تعثرها الى مطالبات بإصلاح سياسي .
والجهات المستهدفه لتحقيق أهداف المؤامره الملك ودائرة المخابرات العامة والأعلام الاردني خاصة المواقع الالكترونية ، فأما الملك عبدالله الثاني وكونه قائداً ورمزاً يعتز به وبنسبه الشريف كل الاردنيين أول المستهدفين من هذه المؤامرة ، إذ إستغلت جهات مشبوهة وقوى سياسية تفشي الفساد وأخطاء ارتكبها النظام بمنحه الثقة لرجال لا يستحقوها من أجل تحجيم دور مؤسسة العرش في الحياة العامة ، وخلق فجوة بين الملك والشعب لتكون تلك الفجوة مكان خصباً تلعب به أياد خفية لئيمة للنيل من الاردن بضرب الثقة بين الحاكم والمحكوم ، ولأفشال هذه المؤامرة من الدخول من هذا الباب على الاردنيين تأكيد ولائهم وثقتهم بالملك ، وما توجيه الانتقاد الى بعض الاخطاء التي إرتكبها النظام إنما يأتي من باب النصيحة والمحبة من الاردنيين لملكهم وحرصهم على استمرار العلاقة المتميزة بين الاردنيين ومؤسسة العرش .
وأما دائرة المخابرات العامة فهي مؤسسة أمنية وطنية إستغلت تلك الجهات المشبوهة أخطاء فردية لبعض من أفرادها للنيل من مكانتها لدى الاردنيين ، وللأسف أن بعض النواب إستغلوا ظرف البلد الصعب من أجل الانتقام من هذا الصرح الشامخ الذي يحتاج اليه الاردن الأن أكثر من أي فترة مضت وذلك من خلال إتهامه بالتدخل لتوجيه بعض النواب بالتصويت مع أو ضد قضايا مطروحة في مجلس النواب ، فالأدارة الحالية لهذا الجهاز تميزت بأدائها المهني وإتباع سياسة أمنية حضارية وعصرية تختلف عن الأدارات السابقة وتحتاج منا كل الدعم والتشجيع والمؤازة ما دامت على هذا النهج ، والحديث عن الولاية العامه في بلد كالأردن دون ألتأسيس لبنية تشريعية وسياسية وديمقراطية حقيقية سيكون نتائجها وخيمة على الاردن والدليل تحيز رؤوساء الحكومات في الاردن دوماً لمحاسيبهم ومعارفهم ، ومن هنا فدائرة المخابرات ركيزة مهمة لأستقرار البلاد .
وأما الاعلام الاردني وخاصة المواقع الالكترونية فدورها المهم في توجية الرأي العام الاردني ، وكذلك حربها المقدسة ضد قوى الفساد وتعرية رموزها ، وعدم إنجرارها وراء دعاة الفتنة ، وحملتها الكبيرة لأجهاض مؤامرة الوطن البديل ، وكشفها حقيقة قوى سياسية تنفذ أجندات أجنبية مسمومة ، جعل الاعلام الاردني والمواقع الالكترونية هدفاً مطلوب تحجيمه لتمرير تلك المخططات والاجندات الملعونه ، لذا يجب على الاردنيين دعم هذة الوسائل الاعلامية وتعزيز دورها الريادي في خدمة الوطن .
علينا في هذه المرحلة الحرجة والتي كثر فيها الهرج والمرج أن نحرص على الوحده والتركيز على نقاط ومفردات التجمع والاجماع ، والأبتعاد عن نقاط ومفردات الفرقة والخلاف ، والتحضير لأقتصاد قوي مبني على الأمكانات الوطنية وعدم الأعتماد على المنح والمساعدات والقروض الخارجية ، وذلك لن يتأتى دون السير بخطىً ثابتة نحو إصلاح إقتصادي وسياسي حقيقي ، عندها نطمئن أن المؤامرات على الوطن مصيرها الفشل بإذنه تعالى وأن الأردن سيبقى منيعاُ بعزيمة أهله وأبنائه .