الف مبروك لكل معلمة ومعلم، ومبروك لعوائلهم وابناءهم في مدننا وقرانا وفي وريفنا وبوادينا على مساحة الوطن العزيز لحصولهم على مبتغاهم، ونقول أيضاً ها هم قد انهوا المعلمون دروس في المثابره والتصميم وقوة الاراده والصبر، والتي من المفترض ان تكون دروساً لا يمكن ان ينساها شعبنا الطيب، وهي أن الحقوق تنتزع بالإرادة والتصميم انتزاعا ولا تمنح من احد، ونقول للمعلمين نشكركم مرتين، الاولى في غرفه الصف لأنكم انتم من علمنا الحروف والارقام، والثانية دروس في الصبر المثابره والتصميم، ولا يحق لنا ان نقول بعد اليوم "أساء المعلم الشرح"، فها هو قد شرح وأحسن شرح، وقدم لنا تجارب عملية على الارض.
واقول الف مبروك للحكومة برئيسها ووزرائها على هذه التضحية، التي قدموها من ملايين الدنانير ونحن نعرف ان مجلس الوزراء قد اقر موازنته وتناقش الآن في مجلس النواب، نعم تضحيه اذا ما إنعكست على حياة المواطن من رفعٍ للأسعار او رفعٍ للضرائب أو زياده على عجز الموازنه، نقول نعم والف نعم للتضحيه اذا تم تعويضها على حساب خفض النفقات الجاريه في الموازنة.
بعد هذه الفرحة التي عاشتها فئة من ابناء شعبنا وعشناها معهم وعدت هذه الازمة ، الا اننا نعتبرها ومضةٍ ما كادت لتنطفئ دون الاستفادة من هذه الدروس، وسنكون بغاية السعادة اذا استفادت حكومتنا منها، وأخذت العبر لتصويب مسيرتنا وتخطوا خطوات جادة نحو الاصلاح الشامل وفي كل المجالات، وتعرف كيف تتعامل مع المرحلة القادمة بشكل شمولي ومع حوائج الناس وكيفية حل مشاكلهم ومعاناتهم في المدى القريب، وليس بطريقة تطفئ النار مرة هنا مرات هناك، كما عودتنا حكوماتنا المتلاحقة ومنذ زمن طويل، قد تخرج فئةٍ اخرى واخرى وهذا ليس بحل، ليشكوا ويرفعوا اصواتهم لتحصيل بعض حقوقهم المطلبية التي تجاهلتها حكومات كثيرة سابقة ولم تنصفهم وسكت أمام جبروتهم ابناء شعبنا، وكظموا الغيظ وتحملوا لوحدهم مصاعب الحياة وضنك العيش، ولم يشكوا أمرهم الا لله الواحد القهار .
اصبح لزاماً بل ضرورة قصوى على دولتنا ان تفكر جدياً وبعمق بهذه المرحلة الصعبة، وتتحمل مسؤولياتها بكل جدية وصدق وصراحة لتقديم التضحية الفورية في بعض ميزانياتها ومصاريفها وتضغط نفقاتها في موازنة هذا العام، وتتحمل امام شعبها بعض ما تحمله، ووضع الحلول الناجعة للمستقبل القريب والبعيد، وتسترد ما نهب من خيرات الوطن ومؤسساته، لتعيد بناء الثقة التي تهدمت تحت أقدام خذلانه، وتأكدوا بل كونوا على ثقة أن شعبنا الاردني، شعب طيب يحب وطنه وقيادته، ويرغب ان يعيش بهدوء وسكينة وامن وامان ورخاء متواضع ليس كما عاش الفاسدون والمفسدون والمنافقون والمتكسبون في هذا الوطن وعلى حسابه وباعوا ما بناه أباءنا وأجدادنا، وهو يستحق هذا وأكثر من ذلك بكثير .
حما الله وطننا وشعبنا من كل المارقين ومنح قيادتنا البطانة الصالحة لخير بلدنا وأمتنا ...