ما فتئ البشر يتحدثون بل ويتنبئون بنهاية العالم منذ آلاف السنوات. وكل منهم يسوق البراهين والإثباتات أنه الأدرى والأعلم بالتاريخ الصحيح. ومع أننا ندعي اعتقادنا بديننا الحنيف والذي يُعلمنا أن الساعة بإرادته سبحانه وتعالى ولا يعلم بها غيره. إلا أننا ننساق وراء هذه الترهات. وقد نقضي وقتاً في نقاش هذه الغيبيات التي يجب أن يكون إيماننا فيها مطلق لأنها من أركان الإيمان.
وربما كان القرآن يحوي الكثير من الأمور التي لا نزال نجهل تفسيرها، لأن العلوم البشرية والعقل البشري لا يستطيعان استيعاب معانيها الحقيقية، إلا أن المستقبل كفيل بإضاءة جوانب كثيرة منها.
الفيلم 2012 أحد الأفلام الحديثة والذي أخذ من قصة سيدنا نوح أساساً لفيلم خيالي يتحدث عن إمكانية عودة الطوفان إلى الأرض وطريقة مواجهته بواسطة سفن حديثة متطورة جدا تكفل البقاء للجنس البشري – إذا أراد الله ذلك– وربما هذا الأمر جعلنا نعيد التفكير بقصة سيدنا نوح وكيف استطاعت سفينة (بدائية) أن تقاوم الطوفان الجارف على سطح الكرة الأرضية، ويبقى الجنس البشري لينشر الخير والعدل من جديد.
الفيلم كان رائعا بتقنياته الحديثة وموفقاً في اختيار رواية تتشابه في سردها جميع الكتب السماوية مع إسقاطها على الواقع الذي نعيشه مع ما فيه من لمحات لعلاقات اجتماعية أضفت على الفيلم بعداً إنسانياً رائعاً...
طبعا لا ننسى أن هذه الأفلام تحاول إظهار المارد الأمريكي على أنه المميز على ظهر هذه الأرض. ولا أرى في هذه المحاولة شيئاً غير عادي. فهذا فهم الإنسان للقوة والسيطرة على مدى التاريخ وباختلاف الإمبراطوريات، ولا أحد من بني البشر يعتقد خلال سنوات جبروته أنه آيل إلى الحضيض كما آل غيره. وربما كان هذا من نعمة النسيان التي وهبها الله للإنسان من أجل أن يمتحنه ويميز الخبيث من الطيب.
نتمنى أن تستطيع السينما العربية والإسلامية أن تصل إلى مستوى تقدم فيه فيلماً تزيد قيمته عن \"عمر وسلمى\" رقم \"واحد\".. \"واثنين\".. وربما \"ثلاثة\".....
د . معن سعيد
Awsat55@hotmail.com