أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
هل ينقل لقاء فلسطين والعراق الى الاردن ؟ آل خطاب: التنبؤات الفصلية تشير لانخفاض معدلات الهطولات على الاردن العثور على سيارة الحاخام المفقود في الإمارات وشبهات حول مقتله الاردن .. طلب ضعيف على الذهب وسط ترقب الأسعار %17 انخفاض إنفاق الزوار الدوليين للاردن في 10 أشهر الاردن .. 3 طلبات تصل لمروج مخدرات اثناء وجوده في قسم المكافحة التوجيهي المحوسب .. أسئلة برسم الاجابة إقرار نظام الصُّندوق الهندسي للتَّدريب لسنة 2024 الموافقة على مذكرتي تفاهم بين السياحة الأردنية وأثيوبيَّا وأذربيجان وزير الدفاع الإسرائيلي لنظيره الأميركي: سنواصل التحرك بحزم ضد حزب الله تعديل أسس حفر الآبار الجوفيّة المالحة في وادي الأردن اختتام منافسات الجولة السابعة من دوري الدرجة الأولى للسيدات لكرة القدم ما هي تفاصيل قرار إعفاء السيارات الكهربائية بنسبة 50% من الضريبة الخاصة؟ "غرب آسيا لكرة القدم" و"الجيل المبهر " توقعان اتفاقية تفاهم عجلون: استكمال خطط التعامل مع الظروف الجوية خلال الشتاء "الأغذية العالمي" يؤكد حاجته لتمويل بقيمة 16.9 مليار دولار مستوطنون يعتدون على فلسطينيين جنوب الخليل أمانة عمان تعلن حالة الطوارئ المتوسطة اعتبارا من صباح غد أبو صعيليك : انتقل دور (الخدمة العامة) من التعيين إلى الرقابة أكسيوس: ترمب فوجئ بوجود أسرى إسرائيليين أحياء
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام إن كنت انسيا أو مسلما .. فاثبت ذلك

إن كنت انسيا أو مسلما .. فاثبت ذلك

06-03-2010 09:21 PM

 

 


تناقضات كثيرة نشهدها سواء بالحياة البسيطة المتمثلة بالمكون الرئيسي للمجتمع \"الأسرة\" أو المتمثلة بالمكون الأكبر \"المواطن والحكومة\" – أو المتمثلة بالمكون الأم \" الأمة العربية والإسلامية\" , وأخيرا المكون الأوسع ألا وهو البشرية جمعاء.

وإذا رجعنا للسبب الرئيس لهذا التناقض لوجدنا اختلاف الفكر وطريقة التفكير فلم يعد الإنسان يضع الإيثار في الحسبان فانقرضت تلك الصفة لعدة أسباب أولها البعد عن الله فهو جل جلاله يتقرب إلينا بالنعم ونحن لا يوجد عندنا سوى العصيان- والمتحكم هنا وبخط متواز مع وسوسات الشيطان أهواء النفس البشرية التي لا تقل خطرا عن فكر الشيطان-

خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم فالكل مكلّف بالتوحيد وهذا أساس البشرية فالرجل بداية مكلّف بعمارة الأرض المؤدية للخلافة في أسرته أولا بعمل التوازن المطلوب بعلاقة شرعية قوامها التقوى والعدل, وفي مجتمعه ثانيا بالعمل الجاد والجهاد للنهوض وإحقاق الحق , والمرأة مكلفة في بيتها أولا بالتنشئة الصالحة ورعاية رعاياها فهي الملكة المتوجة من الخالق عز وجل , ومجتمعها ثانيا ومحاولة نشر الفضيلة بتقواها لله وإبداء رأيها وقول كلمة الحق السواء- فهل أنت أيها الإنسان طبقت هذا التكليف؟ إن كنت طبّقته فهو إثبات بأنك انسيا مسلما فهنيئا لك.

أما المكون الأكبر \"الحكومة والمواطن\" فمن واجب الحكومة العمل على أن تكون الدولة في أعلى السلم للنجاح وتحقيق الاكتفاء والتوازن الاقتصادي والاجتماعي الداخلي بين الأفراد وإحقاق الحق والعدل , وذلك بالتخطيط الجيد والإيثار وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية قال تعالى \" وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ(8) سورة المؤمنون.
ويا أيها المواطن من واجبك الجد والاجتهاد والعمل على عمارة مجتمعك كونك تحمل هُوِية العربي المسلم وهذا لا يكون إلا بك وبالتعلّم والتثقيف ومعرفة ما يدور حولنا وداخلنا وليس البقاء كالمتفرج والأخذ بمفهوم اللّهم نفسي وما بعدي الطوفان, أو أن تكون سلبيا بعدم المشاركة بأي شكل لتحقيق معادلة موزونة مما يتيح الفرصة للتلاعب من قبل ذوي النفوس المريضة وللأسف هم كثر , قال تعالى \" وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ(52) سورة المؤمنون,

فأنت من تضع القوانين وتسنّها وذلك باختيارك لمن يمثلوك ليكونوا الأكفأ في النطق والتصرف ضمن سياسات الدولة , فالإنسان الشريف معروف والإنسان المدّعي الإنسانية الخبيث أيضا معروف, وفي مجتمعنا ومعظم المجتمعات الديمقراطية (الانتخابات النيابية)لا يكون هذا إلا بالاختيار الصحيح الذي يعتبر بمثابة الأمانة و الفرض العين على كل مسلم فان كان اختيارك صحيحا ليس لمحسوبية معينة\"هذا ما وجدنا عليه آباؤنا\" أو مصلحة مادية كما هو متعارف تحت مسمّى\" الرشاوى\" والتي هي مكرهة ليس فقط صحية ولكنها تعم لتشمل بنيان المجتمع فما يُبْنى على باطل فهو بالتأكيد باطل , والله لا ينصر الأمم التي تجور بالسلطان وينتشر بها الظلم ولو كانت دولة مسلمة, وعكس ذلك فسبحانه وتعالى يرقى بالأمم التي تحقق التوازن والعدل بين أفرادها حتى لو كانت كافرة , فالعدل والاستقرار هو المقياس للنجاح والرقي والتطور وبدونه نكون نتخبط في ظلمات لا يعلم مدتها إلا رب العباد, قال تعالى\" فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ(53) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ(54) سورة المؤمنون.

حين يزيد الظلم والعجز عن الحد يفيض الإناء ويبدأ بالتسرب والجريان فيما هو مباح وغير مباح فيصبح الواقع كالغوغاء فسؤالي: هل توجد وسيلة أخرى لم تتبع لتسيير الأمور كما يجب وهل هناك باقٍ من الأمل الذي يعمل عمل المنظّم الذي يمنع فتيل الانفجار قبل التدهور والانهيار.

ألم نكتفي من البقاء في موقف المطالبة والاستجداء لحقوقنا والمتعلق بحبال واهية كخيوط العنكبوت ما أن تلبث وتنسج إلا وبأقل هبّة ريح تتحطم وتنقلب على عاقبيها, ألم يحن الوقت بقول \"لا\" لمن يتغذى من دمائنا ومن خيرات بلادنا بلا حسيب ولا رقيب , الم يحن الوقت الذي ننهي فيه معاناتنا ومحاولة مواساة أنفسنا والتذمر والأسف على أوضاع شاملة هي من صنع أيدينا , ألم يحن الوقت من أن نخرج من حيز الأمنيات إلى سعة الأولويات ,إذا كنت ممن يسعون للإصلاح وإنقاذ ما يمكن إنقاذه لأرض وشعب أنت منهم فهنيئا لك أنت على الطريق السوي وتستحق لقب وصِفة الوطني المسلم.

أما المكون الأم \"الأمة العربية والإسلامية\" فلا مجال لنهوضها إلا بالعودة للفطرة والحق وكتاب الله والفكر السليم الذي لا تشوبه مغريات الحضارة الزائفة والأفكار الهادمة التي تجره إلى وادٍ سحيق فما حولنا بالإضافة لما في نفوسنا من تشوهات يجب محاولة إصلاحها, فالأمة الإسلامية والعربية مهددة من الكثير والعدو الأكبر دولة اليهود الصهيونية إن لم يكن التصدي لها نابع من مكمن النفوس وإصلاحها فلا إصلاح ولا صلاح , وأعجبني قول احد القياديين الساسة عندما قال \"إذا حاولت الدولة اليهودية التهجم على الأردن فستجد ستة ملايين شهيدا بانتظارها, وأنا أقول إذا تم الإصلاح الداخلي والخارجي للأمة العربية والإسلامية فستشهد الدنيا كلها وأولها الدولة اليهودية الصهيونية مليار ونصف المليار شهيد , فطوبى للشهداء الشرفاء الذين يحاولون التغيير والإنقاذ والوحدة بين أفراد الأمة التي تجمعها كلمة التوحيد والإنصاف والعدل الذي سيكون بمثابة جواز سفر بلا حدود أو قيود بين الجميع. فان تحقق صفاء النفوس والإيثار فيما بيننا فهنيئا لنا نحن عربا ومسلمون .

والمكوّن الشامل والأوسع البشرية جمعاء فأمرها لبارئها الذي خلقها وأحسن خلقها قال تعالى\" فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(الرُّوم30).

لقد خلق الله _تعالى_ الإنسان على فطرة سوية، ومهما اعتراها من شوائب وتلوث تبقى الفطرية الأصلية موجودة، فإن استطعنا أن نصل إليها في قلوب الآخرين وتنقيتها مما اعتراها بالأسلوب الذي يفهمه أهل هذا العصر سنستطيع حينئذ أن نعيد مجد هذه الأمة العظيمة من جديد، وما ذلك على الله بعزيز.

فالأصل في البشرية هو الخير وأن الشر طارئ، ومن هنا قال النبي _عليه الصلاة والسلام_: \"تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عوداً عوداً، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مربداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه\"•
فهل ستكون ممن يتبعون أهواء النفوس أم من سيحاول الإنقاذ والإصلاح ؟ فان كنت مصلحا ولا تأخذك في دين الله لومة لائم فهنيئا لك أنت انسيا على الفطرة مسلما .

Enass_natour@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع