زاد الاردن الاخباري -
ليس لدينا ارصفة, ولا يهتم احد بذلك .. شكينا .. فبُحت اصواتنا .. كتبنا الى الصحف دون جدوى, الارصفة مشغولة بغير المارة .. وهؤلاء اتخذوا الشوارع ارصفة واصحاب المحلات يتمادون كل يوم لاشغال الارصفة بحجزها لصالحهم بلا رادع .. اجهزة الامانة وشرطة السير مطالبون بايقاف هذه التجاوزات ..!
ارصفة خصصت للمشاة .. هي حصتهم من الشارع تحميهم من غول سيارات مسرعة وتوصلهم الى بيوتهم امنين, لكن الحاصل ان هذه الارصفة محتلة بصورة ساخرة .. زحفت عليها بلا رادع المحلات والسيارات والعوائق الاسمنتية والشجر والالواح الحديدية والعوارض, فيضطر المشاه للنزول للشارع, فتتخطفهم المركبات من كل حدب وصوب .. اعدادهم - بطبيعة الحال - تتشكل دائما من احصاءات الجهات المختصة التي تسجل بان اعلى نسبة للحوادث المرورية ضحاياها من المشاة.
»العرب اليوم« قامت بمسح مقداره نصف كيلو متر يبدأ من دوار المدينة الرياضية ويمتد الى محاذاة شارع ناصر بن جميل وينتهي ببداية شارع وصفي التل عند الجسر مقابل السيفوي ووجدت ان العوائق والاحتلالات والعوارض على الرصيف على قدم وساق وشكا المواطنون الذين التقيناهم من هذه الظاهرة وابدوا انزعاجهم من احتلال الارصفة بهذه الصور المقلقة ..!
التلفت للوراء:
مهند منتصر (32) عاما يعمل في وسط البلد حلاقا قال: ها انت ترى انني اسير بمحاذاة الرصيف على الشارع, ليس لي الحق ان امشي به لوجود هذه الموانع وانا اسير بالشارع اتحسس طريقي دائما, اتلفت الي الوراء خوفا من سيارة تدهسني .. انني اعلم بانني مخالف لانظمة السير, فالشارع ليس لي, والرصيف خُصص لامثالي .. لكن اين اجد رصيفا آمنا.
كريم بلال (27) عاما عامل في مطعم, كان ينتظر سرفيس خلدا في دوار المدينة الرياضية, وهو يقف في الشارع بدل وقوفه على الرصيف قال:
طابور السرفيس يضايق المشاة, مساحة الرصيف المحصورة بين سور العمارة والشارع ضيقة جدا وكذلك تزاحم المشاة, وكلما وقفت في الطابور, هناك من يدفعني الى الشارع, فاضطر لترك مكاني والترجل الى الشارع حتى لا انال »دفعة« اخرى, عند هطول الامطار تتجمع المياه في حفر الشوارع وتكون من حصتنا, وما ان تمر عليها سيارة حتى »ترشرش« علينا دوشا باردا, ونحن الواقفين في طابور السرفيس قسمان, الاول يقف على الرصيف محصورا.. والثاني ترجل الى الشارع خائفا من سيارة منطلقة!.
بُحت اصواتنا:
فاتن صالح المومني (22) عاما, فتاة جامعية وصلت لتوها من الجامعة تضطر بين فترة واخرى الى النزول للشارع تفاديا للعوائق التي وضعها اصحاب المحلات على الرصيف حدثت »العرب اليوم« قائلة:
ليس لدينا ارصفة, ولا يهتم احد بذلك, شكينا.. وبُحت اصواتنا.. كتبنا الى الصحف من دون جدوى الرصيف مشغول بغير المارة.. وهؤلاء اتخذوا الشوارع ارصفة, واصحاب المحلات يتمادون كل يوم لاشغال الارصفة, بحجزها لصالحهم بلا رادع .. اجهزة الامانة, وشرطة السير مطالبون بايقاف هذه التجاوزات.
محمود عايش سيف الله (45) عاما, دهس صديقه امام عينيه قال:
شركة معارض للسيارات احتلت سياراتها الرصيف كله نزلت الى الشارع مع صديقي لعدم وجود مكان نسير عليه على الرصيف, رجعت سيارة للخلف من دون ان ينتبه سائقها وراءه, فدهست صاحبي الذي كسرت رجلاه, ومن المفترض ان يسير المشاة امام السيارات الواقفة لا خلفها, لانه سيضطر للنزول للشارع مما يعرضه لخطر الدهس.
دورة حول السيارة:
حسينية عبدالله الحوامدة (33) عاما, انهت دوامها في شركة اتصالات وهي عائدة لمنزلها قالت: بعض السيارات, تبرز نصفها الاخير الى الشارع رغم انها تشغل الرصيف المخصص للمشاة من دون تفكير سائقها بانه يعرض سيارته للاصطدام وهذه الحالة يضطر الماشي, ان يدور حول السيارة من الخلف لان مقدمة السيارة ملتصقة اما بحائط او واجهة محل, اما الرصيف فملغى كليا, لان السيارة الواقفة بالممنوع استولت على جزء من الشارع والماشي اضطر لان يقطع الجزء الاخر من الشارع منافسا السيارات المنطلقة بسرعة, وعليه ان يسرع اكثر لتجاوز السيارة الواقفة, والشارع الذي استولى عليه هو الاخر, وعلى الاكثر ان السيارة التي تقف بالممنوع.. تقف غيرها الى جانبها, مما يضطر المارة لان يقطعوا مسافة كبيرة في الشارع حتى يعودوا الى الرصيف الذي شغلته هذه السيارات بلا وجه حق.
حمدان عليان »44« عاما موظف بوزارة التربية قال: انا اعرف بانني ان دُهست وانا تارك الرصيف واسير على الشارع لا يدفع لي تعويض.. لكنني مضطر لذلك, وامثالي كثر يترجلون الى الشارع يدفعهم احتلال الارصفة الى ذلك ولو كان الامر متعلقا بي لهان الامر, لكنني في مرات عديدة اضطر انا واولادي الصغار الى النزول الى الشارع تاركين الارصفة.. وهذا يمثل خطورة بالغة على الاولاد..
استسهال المخالفة
سائق دراجة بخارية من شرطة السير يدعى »شادي محمود ارشيد« تصادف وجوده في نفس المكان.. حدث »العرب اليوم« قائلا: ان الذي نتحدث عنه من اختصاص الامانة فهي المناط بها تنظيم الارصفة لتسهيل مرور المشاة.. نحن من مسؤوليتنا مخالفة السيارات التي تقف حائلا دون عبور المشاة او التي تشغل الرصيف, للاسف ان هذه المخالفة قيمتها خمسة عشر دينارا وهو مبلغ قليل, يستسهله المواطن.. ويكرر المخالفة من دون احتساب للعواقب ويتابع حديثه:
انا مسؤوليتي (300) متر من دوار المدينة الرياضية الى بداية شارع وصفي التل وارى ان الارصفة يجب ان تنظم الى الاحسن, لتفادي وقوع حوادث مؤلمة للمشاة.
واذا اضطررت الى ملاحقتها عند عدم الامتثال بالوقوف فانني اتصل اولا بالدائرة ثم انطلق خلفها وفي العادة فان اكثر المخالفات التي الحق بها السيارات هي استعمال الموبايل وعدم استعمال احزمة الامان ومشاهدتي لاطفال يلعبون بحرية داخل السيارة وهذه خطورة عليهم وعلى ذويهم.
العرب اليوم - عباس ناظم