الكـرش : وجاهة أم عبء صحي؟

زاد الاردن الاخباري -

لا احد يدري من هو أول من تناول منسفا و "تحسس" كرشه مشعرا الاخرين انه مكتمل الصحة. ولكن المتبحر في مجتمعاتنا العربية ومنها الاردنية يلاحظ ان"ثقافة الكرش" اصبحت متوارثة من الاجداد الى الابناء الى الاحفاد وهكذا تجد الاب يوصي ابنه ان يهتم بصحته وهو ما يعني ان يزيد من بدانته ويصبح له اكتاف عريضة ممتلئة وبدن مكتنز. واذا كانت المرأة "عقدتها" البدانة ، فان "الكروش" او امتلاك كرش جزء من عافية وهيبة الرجل.

من صفات الرجولة

يقول مهند : هناك عدة وجهات نظر في الموضوع. فانا امتلك كرشا منذ سنوات طويلة ولا اتخيل نفسي بدونه. طبعا والدي كان له كرش وكذلك اخوتي يتمتعون بكروش ربما اضخم من كرشي. ابي كان يقول دائما : الزلمة اللي ما عنده كرش مش زلمة.

وتساءل مهند بما يشبه الاحتجاج على طرح الموضوع: انا تعبت حتى اصبح لدي كرش ، والان تريدني ان اتخلص منه . بأي حق؟

لكن سامي محمد اعتبر الكرش منظرا خاصا بصاحبه ، وحين سألته لماذا لا تتخلص منه ، رد: اعتقد انه صعب لان كرشي صار بعضا من"برستيجي" الاجتماعي. واعتدنا ان الرجل بحاجة الى دليل عافية وصحة والكرش يجعل صاحبه يملأ مقعده واذا ما قام يتحدث في المجلس كانت له هيبة ووجدت الناس يستمعون اليه.

فواز تعلل انه لا يستطيع التخلص من كرشه وقال : لقد"ربيته"مثل ابني فكيف تريدني التخلص منه. واضاف : كل شخص له"ستايل" معين وهذا"ستايلي".

ودافع عن ثقافة الكروش عماد عيسى وقال: الناس تنظر الى الرجل النحيل باعتباره شخصا فقيرا او جائعا ، بينما العكس حين يجدون الرجل ممتلئا شامخا مثل جبل ضخم.

وخلت نبرة جريس من هذا التعبير وتمنى ان يصحو ولا يجد كرشه. وهو ما اكده سليمان حجازين الذي يصر ان الكرش وجاهة بمعنى الكلمة. واضاف : الكرش وجاهة ما في ذلك شك. ابي قال ذلك ومعظم اصحابي يتمتعون بكروش ولا يعيبنا ذلك.

تنشئة

تشيع فيها القاعدة الخاطئة التي تقول (السمنة - الوزن الزائد - صحة ) ، لذلك ترى الام تشجع أولادها على زيادة وزنهم وتراها سعيدة بأن ترى زوجها كالفيل ، لأنها مطمئنة تماماً ان وزنه مادام في زيادة فهو في صحة.

ويعلق زياد على الموضوع قائلا: انا لست طبيباً ولست هنا لأناقش صحة أو خطأ هذا القول من منطق طبي ، لكن كما نسمع جميعاً في وسائل الاعلام ، زيادة الوزن هي أهم اسباب المرض ، هي سبب لأمراض القلب والسكري ومشاكل الضغط والمشاكل في مفاصل الاقدام ، وغيرها....اركز حديثي على الكرش.....لأنه ظاهرة منتشرة بشكل كبير في المجتمع.

الكرش كنظرة طبية يتشكل بسبب زيادة الغذاء عن حاجة الجسم فيقوم الجسم بتخزين كل الغذاء الفائض على شكل دهون تتموضع في منطقة الكرش (وخصوصاً عند الرجال يكون التخزين اكثر في منطقة الكرش ) كلما زاد الفائض يزيد حجم الكرش حتى تصل في مرحلة من مراحلها إلى ان تشبه سنام الجمل......في حجمها طبعاً وليس في وظيفتها ، الكرش كنظرة دينية يعبر عن النهم ، والنهم يجب ألاّ يكون من صفات المؤمن ، بالعكس صفة المؤمن ( بحسب ابن آدم لقيمات من الطعام يقمن صلبه ) فالنهم من صفات الانعام يأكل كل ما تجده في طريقها ، الكرش كنظرة دينية من ناحية ثانية هو تعبير عن انسان خامل ضعيف ، لا يمارس الرياضة هو عنصر خمول في المجتمع .....فهو ان مارس عمله سيمارسه بكسل مهما حاول ان يكون نشيطاً....( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف).

دليل خطر على الصحة

الكرش كناحية اخلاقية هو تعبير عن انسان يطبق قاعدة (اضر نفسي ولا أفيد أخي ) ففي مجتمع ترى فيه اناساً لا يجدون ما يأكلون ، ترى فيه آخرين يأكلون بنهم ، يحصدون الأخضر واليابس ، على كل ضرس لون ، اذا.. أين التوازن ؟؟؟ لماذا لا تعود بالزيادة

وهذا الرأي يلتقي مع رأي الدكتور سري ناصر ( استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية) الذي يرى ان الكرش دليل خطر على الصحة ولا علاقة له بالوجاهة الاجتماعية. واضاف الدكتور ناصر : ربما كانت هذه النظرة في الماضي لكن الجيل الحالي يميل اكثر الى الرشاقة. واشار الى ان الناس في الماضي كانوا يعتبرون الرجل صاحب الكرش بأنه شخص غني ويملك المال الكافي للغذاء الجيد. الجيل الحالي يقلد الغرب في هذه النظرة ، رغم ان المجتمع الامريكي مجتمع متكرش. لكنه يمارس الرياضة اكثر منا.

دراسة

وقد ظهرت احدى الدراسات في فرنسا لاختصاصية التغذية الدكتورة كرستين فلامنت التي تناولت مشكلة الكرش وجاء فيها:

فى حربنا ضد البدانة نكسب جولات ونخسر أخرى ، ولكن خسران جولة لا يعنى الاستسلام وإنما يتطلب مضاعفة الجهود للوصول للنتيجة المرجوة. وظهور الكرش أحد هذه الجولات التى قد نخسرها أحيانا والتى يجب الاستعداد لمواجهتها بكل الأسلحة اللازمة.

ومن هذه الأسلحة نذكر التمارين لتقوية عضلات البطن وممارسة الرياضة كالتنس والتجديف والجراحة والأسهل هو الريجيم .

لابد أولا أن نعرف الأطعمة التى تسبب الانتفاخ وهي: (كل الأطعمة النيئة مثل الفلفل الأخضر والجزر صعبة الهضم بالنسبة للغشاء المخاطي للمعدة والذى يشبه الدانتيلا ويفضل استبداله بالأطعمة المطهية مثل الفاصوليا الخضراء والسبانخ وتعويض الفاقد من الفيتامينات الموجودة فى تلك الأطعمة بتناول مزيد من الحبوب.

واشارت الدراسة الى ان التوابل تسبب إثارة الجهاز الهضمي وبالتالي الانتفاخ. ولابد من الابتعاد عن تناول جميع أنواع المقليات والمياه الغازية الممنوعة تماما إذا كنت ترغب فى التخلص من الكرش.

نصائح

وتقدم د. كريستين فلامونت النصائح التالية لمن يرغبون فى التخلص من الكرش: تجنب الدهون والحلويات وتناول الخبز في الصباح فقط ، بعد التخلص من الكرش يمكنك تناول المشروبات الغازية مرتين أسبوعيا فقط على أن تكون خالية من السكر. وأفضل أنواع الرياضة للتخلص من الكرش: مثل ممارسة رياضة التجديف والسباحة وكرة الطائرة والسلة والجولف. ولكن الاهم من ذلك كله ليس معرفة اسباب التكرش بل تنفيذ ما يجب عمله.