جودة: طبيعة البيئة السياسية في المملكة مكنتها من اقتناص "فرصة الربيع العربي"

زاد الاردن الاخباري -

اكد وزير الخارجية ناصر جودة استمرارية جهود الأردن في تحقيق الاصلاحات السياسية وتحسين سجلها في مجال حقوق الانسان .

وقال في كلمة ألقاها اليوم في الدورة التاسعة عشر لمجلس حقوق الإنسان في جنيف ان طبيعة البيئة السياسية في المملكة التي تشجع الحراك السياسي مكنتها من اقتناص "فرصة الربيع العربي"، كما وصفها جلالة الملك عبدالله الثاني، والمضي في تنفيذ اصلاحات هامة.

واضاف جوده لقد شهدت المملكة العديد من الوقفات الاحتجاجية والمسيرات والاعتصامات اسبوعيا على مدى الخمسة عشر شهرا الماضية والتي جاءت لتؤكد الطبيعية السلمية للتخاطب السياسي في المملكة.

ولفت الى ان تلك البيئة السياسية الفاعلة أفرزت الزخم المطلوب للقيام بإصلاحات دستورية تمخض عنها إنشاء محكمة دستورية مهمتها حماية الدستور وصيانة الحقوق والحريات التي نصت عليها وضمنتها التعديلات الدستورية التي أُنجزت مؤخرا.

وبين ان الزخم ادى إلى تسريع وتيرة الاصلاحات حيث نصت التعديلات على قيام هيئة مستقلة للاشراف على الانتخابات بالاضافة الى تأكيد التوازن بين السلطات: التنفيذية والتشريعية والقضائية، وتعزيز استقلال القضاء.

وقال جوده إن الأردن مستمر وباهتمام بالغ في ترويج وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية بينما يعمل لتحقيق واجباته والتزاماته السياسية لتطبيق الاتفاقيات الدولية ومن بينها القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وإعلان بكين , منوها أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو إصلاح القوانين الوطنية التي تضمن المساواة بين الجنسين والتخلص من كل أشكال العنف ضد المرأة .

وأعاد التزام الأردن بالمضي قدماً والعمل مع كل الشركاء وخصوصاً المجتمع المدني لتطوير حقوق الإنسان وتمكين الناس من العيش بحرية ورخاء .

واشار جوده الى إن التحولات التي شهدها ويشهدها عالمنا اليوم جاءت لتؤكد أهمية حماية حقوق الإنسان وتعزيز دور المفوضية العليا لحقوق الانسان في العمل لهذا الهدف في جميع انحاء العالم.

واكد على دعم الأردن للمفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة وتعاونه الكامل والمستمر معها في مساعيها لتعزيز أجندة حقوق الانسان في ضوء التحولات التي يشهدها العالم.

وحذر من أن استمرار التنكر لحقوق المواطنين الاساسية في بعض البلدان العربية مع غياب المحركات الاقتصادية ادى الى تعاظم حالات الاحباط خاصة بين الشباب العربي، والذي بدوره ادى لنشوب الثورات التي شهدناها وما زلنا نشهدها في بعض الاقطار في المنطقة العربية.

وقال جوده ان بوصلة مطالب الاصلاح وحقوق الانسان تحكمها قدرة الفضاء السياسي على استيعاب وقبول تلك المطالب والاحتياجات التي تنادي بها قوى المجتمع الشبابية.

وقال إن الفرصة في مجتمع يحترم حقوق الانسان على اسس من الحرية والرفاه لأبنائه والتي تكشف عن نفسها الآن في منطقتنا لا يمكن ان تستثني احدا.

وأضاف لهذا فإن استمرار التنكر لحقوق وطموحات الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة والقابلة للعيش والمتواصلة جغرافيا على ترابه الوطني وعلى خطوط 67 وعاصمتها القدس الشرقية لن يحجبه الربيع العربي ولا يمكن للاضطرابات الحالية صرف أنظار الشعوب العربية عن معاناة الشعب الفلسطيني.

وقال جوده لا يمكن ان يهدأ الربيع العربي دون تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الاوسط ، لذا لايمكن لإسرائيل الاستمرار في احتلال الأراضي العربية والفلسطينية، كما لا يمكن تواصل العنف ضد الفلسطينيين والذي سيؤدي إلى المزيد من تردي اوضاع حقوق الانسان والوضع الانساني في الاراضي الفلسطينية.

وأضاف جودة لا بد للربيع العربي أن يأتي على الفلسطينيين لأن الاحتلال سيستمر في تهديد الكرامة والعدالة، ولهذا علينا جميعا المسؤولية في تقديم المساعدة لبناء دولة فلسطينية قابلة للحياة والمشاركة في كسر الجمود وإطلاق المفاوضات لتحقيق حل الدولتين ضمن الإطار الزمني الذي حدده بيان الرباعية الذي صدر في 23 أيلول الماضي.