واخيرا قرر صديقنا ابو العبد ان يبني بيتا بعد نصف قرن من الايجار والتنقل من منزل الى منزل ومن حاره الى حاره لكن ابو العبد لم يتخذ هذا القرار بمحض ارادته لكن زوجته وأبناءه هددوه بأن يترك وحده وأن يرحلوا عنه .
المهم ان ابو العبد امتثل لهذا التهديد وباع اربع دونمات التي ورثها عن ابيه ثم حصل على قرض من البنك بشروط بتهد الحيل لكن (مجبرا اخاك لا بطل) هكذا قال المثل العربي , وبالقعل ذهب الى امهر المهندسين لتصميم بيت غاية في الجمال والروعه ليكون اجمل بيت في الحي لا بل في القرية وبعد الحصول على المخططات الهندسية تم احضار ابو شريف الذي يعتبر امهر وأنظف معلم بناء على وجه البسيطه هكذا كان يتكلم عن نفسة دائما وبعد ان انتهى ابوشريف من بناء البيت تم اكتشاف سوكاج في البناء صعب علاجه( والسوكاج خلل في البناء )
وعندما سئل ابو شريف عن هذا الخطأ الفادح اجاب وبلغة الواثق الحق على المهندس الغبي الذي صمم المخططات وما اخذ بالاعتبار فحص التربة ثم احضر القصير والذي أكد للجميع انه سوف يعالج الخطأ علاجا نهائيا لكن ابو العبد يكتشف ان القصير قد وقع بعدة اخطاء اخرى منها على سبيل المثال انه لم يستخدم القده والميزان وعندما تم محاسبته افاد ان الحق على الحيوان معلم البناء وكذلك الدهين الذي جعل من البيت لوحه من الفن التشكيلي أفاد بأن الحق على الحمار معلم الكهرباء الي نقَر الجدران البليط اثبت لنا بأن المشكله يتحملها البارد وجه الموسرجي بأختصار ضاع بيت ابو العبد وضاع حقه كما ضاعت حقوق الاردنين وضاع الوطن من خلال الحكومات المتعاقبة التي تلقي كل منها اللوم على من سبقتها من حكومات لنصل الى هذا التراكم المفزع في عجز الموازنه وارقام مذهلة من البطالة وضرائب تقصم ظهر المواطنين لينحدروا الى الدرك الأسفل من خط الفقر وترتفع زمرة مفسده الى الغنى الفاحش بأختصار كل ما جاءت أمه لعنة اختها .