زاد الاردن الاخباري -
ينتظر الطالب صالح الدويكات، الذي فقد "عينه اليمنى" إثر تعرضه للضرب على يد أستاذه أثناء دخوله إلى غرفة المعلمين لشرب الماء في مدرسة الإمام الشافعي بمنطقة جبل القصور، بـ"فارغ الصبر" قرار الأطباء المشرفين على حالته بخروجه من المستشفى اليوم.
صالح، الذي ما يزال الأطباء يراقبون نزيفا دمويا يغطي محجر عينه، قال لـ"الغد" إنه "لا يرغب بالعودة إلى المدرسة التي فقد فيها عينه".
يذكر أن الحكومة تكلفت بدفع تكاليف علاج الطفل، إلا أن والده أكد لـ "الغد" أمس انه وقع للمستشفى على شيك تأمين بقيمة 7 آلاف دينار، مؤكدا انه لم يرده أي شيئ رسمي من الحكومة بشأن تكاليف علاج لبنه.
ويستذكر الدويكات، ابن الاثني عشر ربيعا، بألم كيف ضربه الأستاذ حتى بات "فاقدا لنعمة البصر في إحدى عينيه، لكنه يترقب رحمة الله حتى يشفيه".
وفي وقت يبدو القلق والخوف باديين على وجه والد الفتى الدويكات، يطالب المدرسين
بـ "التعامل مع تلاميذهم برأفة لا بقسوة تقلع عيونهم".
وحتى يخفف الألم عن قلب الدويكات، توجه الفتى محمد الهويمل، الذي "فقد عينه اليمنى" العام الماضي بواسطة عصا أستاذه إلى المستشفى أول من أمس حتى يهنئ رفيقه بالسلامة، حسبما قال لـ "الغد".
ويقدر الطالب الدويكات هذه الخطوة، التي قال إنها "أشعرته أنه ليس الوحيد في هذا العالم الذي يفقد عينه".
وخلال الزيارة، حاول الطفلان "تعزية نفسيهما" بكونهما قادرين على الاستمرار في هذه الحياة، وفق ما أكد والد الطفل الهويمل في اتصال هاتفي مع "الغد".
وتزامنت الزيارة مع حضور وزير التربية والتعليم إبراهيم بدران إلى المستشفى، حيث قال له الهويمل "العام الماضي فقد ابني عينه والعام الحالي فقد صالح عينه ويبدو أن الأعوام اللاحقة سيفقد فيها الكثير من الطلبة عيونهم".
وأضاف الهويمل لـ "الغد" إن "الزيارة جعلته يشعر بالحزن، كونه شاهد مأساة ابنه من جديد"، داعيا الحكومة إلى تبني مشكلة الطفلين ومعالجتهما في الخارج بعد أن وصلت له معلومات تفيد بوجود علاج في الدول الغربية.
وحمل والد هويمل وزارة التربية والتعليم المسؤولية الكاملة جراء ما حصل لولده ولصالح ولكل طالب تعرض أو سيتعرض للضرب المبرح أو الإساءة داخل أسوار المدارس، مبديا استياءه من تصريحات بدران الأخيرة في برنامج ستون دقيقة مساء الجمعة في تحميل المجتمع مسؤولية مثل هذه الحوادث.
من جهته، أكد الطبيب المشرف على حالة الطفل الدويكات الدكتور إبراهيم السعيدات، أن الحالة الطبية للطفل تفيد بضرورة الانتظار حتى يتلاشى النزيف وانتفاخ الأنسجة وتتضح الصورة النهائية لوضع العين.
وقال السعيدات لـ "الغد" "من الأفضل التريث قبل اتخاذ أي قرار بشأن العين"، مشيرا إلى أن "كل الاحتمالات واردة بشأن معالجتها".
وكان الدويكات أجرى الثلاثاء الماضي عملية جراحية لترميم محجر العين التي كانت تعاني من "كسور متعددة".
وناشد ذوو الطفل المسؤولين متابعة "علاج ابنهم" وتأهيله بخاصة وأنه يحتاج إلى عمليات طويلة الأمد وعناية خاصة، على المدى البعيد، في وقت جدد فيه وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة نبيل الشريف تأكيده على أن "الحكومة تتكفل بمعالجة الطفل".
وقال والده إن "ابني اليوم بات بحاجة إلى عناية خاصة، فمن الذي سيتكفل بمصاريف علاجه ومواصلته لدراسته بخاصة وأنه يرفض العودة إلى مدرسته الحالية؟".
وكان سعيدات قال لـ "الغد" إن "الهدف الأساسي من العمليات الجراحية التي أجريت لصالح تجميع كل أجزاء العين"، معربا عن أمله في أن تعود لتتجانس ويصبح بإمكانها الرؤية مجدداً.
أشرف الراعي / الغد