لم يُحدد "الاخوان المسلمون" موقفهم من المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة ، وما يتسرب من دوائر محددة ، هو الميل شبه النهائي لمقاطعة الانتخابات دون اعلان ذلك رسميا حتى الان.
جماعة الاخوان المسلمين وعلى لسان المراقب العام الشيخ همام سعيد تقول بشكل غير مباشر انها على الاغلب لن تشارك في الانتخابات ، عبر الاشارات الناقدة لقانون الصوت الواحد ، وعبر الغمز من قناة الحكومة بكونها قد تؤجل موعد الانتخابات حين يقول المراقب ان الحكومة لم تُحدد حتى الان موعد الانتخابات ، وعبر الجرح في شرعية القانون الذين يتم طبخه ، لانه لم يحظ بحوار وطني حتى الان ، اضافة الى بقية اشارات المراقب ، التي تعكس بشكل غير مباشر ، تمنعاً اسلامياً عن المشاركة ، وهو تمنع يعكس ميلا شبه حاسم ، ولا يعكس رغبة مخفية بالمشاركة.
المعلومات تؤكد اولا ان الحكومة لن تتراجع عن مبدأ الصوت الواحد ، ورئيس الوزراء اكد لمجالسيه مرارا ان قاعدة الصوت الواحد منطقية جدا ، فناخب "واحد" مقابل صوت "واحد" ، ولماذا يكون للناخب "الواحد" اكثر من صوت "واحد". اكد ايضا ، ان الانتخابات في الربع الاخير من العام الجاري. هذا من جهة. اما القانون فلن يحظى بحوار حوله وسيخرج بشكل مؤقت وبشكل مُباغت.
وجود الاخوان المسلمين في مجلس النواب ، كان طوال عمره وجودا راشدا ، ووظيفيا في اغلب جوانبه. قد تختلف مع الاخوان المسلمين وقد تتفق ، حول قضايا كثيرة ، لكن ليس بامكانك الا ان تقف عند قدرتهم على العمل السياسي والخيري ، وهذه المؤسسة الحزبية التي تم بناؤها. ما يتسرب من معلومات على لسان البعض هذه الايام يتجاوز قصة المشاركة في الانتخابات او المقاطعة او انتظار موقف الاسلاميين من الانتخابات ، اذ ان هناك "ثلة سياسية" تعتقد انه لا يصح ان يوجد للاخوان المسلمين في الاردن ، مؤسستان حزبيتان ، الاولى جماعة الاخوان المسلمين والثانية حزب جبهة العمل الاسلامي ، ولا تدري كيف يتم هذا الطرح ، وكأن طارحيه تذكروا ذلك بعد عشرات السنين من ترخيص الجهتين ، مما يجعل المغامرة بحل احداهن ، امرا ليس مطلوبا ، في ظل توترات عديدة ، هذه الايام ، ومما يجعل امكانية التفاهم مع الاسلاميين هي الحل ، بدلا من الذهاب بعيدا في العلاقة ، في توقيت قد تتغير مُدخلاته بعد قليل.
جماعة الاخوان المسلمين ليست جماعة سماوية ، وليست جماعة مُقدسة ، واشارات الجماعة تعكس خطا ما يتوجب التوقف عنده ، ومشاركة الاسلاميين في الانتخابات المقبلة ، امر هام ، ولا تعني المشاركة ، اذا تمت ، بأي حال من الاحوال ، انهم سيكتسحون مجلس النواب ، خصوصا ، بعد سحب جمعية المركز الاسلامي من ايديهم ، وبعد تغير نظرة الناس لدور البرلمان والاحزاب ، ووجودهم يُضفي مذاقا خاصا على قصة التعددية ، وما زال بالامكان العودة عن مبدأ مخاصمتهم ، لصالحهم محاصصتهم ، وتحديد ما لهم وما عليهم في حياتنا السياسية ، بحيث تأخذ الجماعة ما لها ، ولا تطمع في مساحات ليست لها ، وهي دعوة مفتوحة في الاتجاهين ، ليس من باب المناددة ، ولكن من باب فك العُقد.
اذا كان "الاخوان المسلمين" يُسببون صداعا للحكومة ، فان الاخيرة تُجابه الامر بالتهام الاسبرين ، وهو حل مؤقت ، لا يكفي استراتيجيا ، مما يجعلنا نطرق الابواب عن حل جذري ونهائي وحاسم لتعقيدات هذا الملف ، وتجاذباته.
mtair@addustour.com.jo