أحزن على اسطوانة الغاز اذ رغم (كسماتها البشعين) ، الا ان الحكومات المتعاقبة لا تتورع عن استخدامها كممسحة زفر لكل الزيادات والضرائب الإضافية ورفع الضرائب بأنواعها ، حتى صارت قصة: (لا نية للحكومة في رفع اسطوانة سعر اسطوانة الغاز) تعني للناس ان هناك حزمة من الزيادات قادمة لا محالة.
القصة كما اعتادت الحكومات على ان ترويها مثل قصة ابريق الزيت لا تتغير ولا تتبدل ، وتتلحض في ان تكلفة تعئة اسطوانة الغاز على الحكومة تقارب الدنانير العشرة وتبيعها كلينا (كاملة مكملة) بستة دنانير ونصف فقط لا غير.
تقول الحكاية ان جارين يقطنان شقتين تعلو أحداهما الأخرى. القاطن في الشقة العلوية كان يعود من العمل مرهقا في الليل فيشلح بسطاره بسرعة ، ويطيح.. ويطيح فيه بالهواء ، فيسقط على الأرض محدثا دويا يزعج القاطن في الشقة السفلى ويحرمه من النوم.
بعد فترة من التردد والخجل والارتباك قرر قاطن الشقة السفلية ان يحادث جاره ويطلب منه ان لا يرقع بسطاره على الأرض بهذا الضجيج. وهذا ما حصل فعلا ، وقد اعتذر منه الرجل قاطن الشقة العلوية ووعد ان لا يكرر القصة.
مساء اليوم التالي عاد صاحب الشقة العلوية مرهقا من عمله جلس على التخت وشلح الفردة الأولى من البسطار وأطاح بها في الهواء محدثة دويا. لكنه تذكر فورا ما وعد به جاره صاحب الشقة السفلية ، فشلح الفردة الثانية من البسطار بكل أناة وتؤدة دون ان يحدث أدنى صوت.. ونام.
الرجل الساكن في الشقة السفلية سمع الدوي الأول للفردة الأولى وانتظر صوت الفردة الثانية حتى يرتاح وينام ان استطاع. لكن الدوي لم يحصل.. ظل في الانتظار طويلا فلم يحصل شيء.. لم يستطع النوم. فصعد إلى جاره في الشقة العلوية.. كبس على الجرس.. حتى نهض الجار العلوي من النوم.. فتح الباب ، واعتذر من جاره لأنه لم يتذكر وعده له إلا بعد ان رمى الفردة الأولى من البسطار ، فقال له الجار الساكن في الدور السفلي:
مشان الله يا جار.. ترمي الفردة الثانية من البسطار.. خليني اعرف أناااااااااااام،.
لذلك انضموا الى حملة (ارفعوها وأريحونا)،،.
ghishan@gmail.com