أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
هل ينقل لقاء فلسطين والعراق الى الاردن ؟ آل خطاب: التنبؤات الفصلية تشير لانخفاض معدلات الهطولات على الاردن العثور على سيارة الحاخام المفقود في الإمارات وشبهات حول مقتله الاردن .. طلب ضعيف على الذهب وسط ترقب الأسعار %17 انخفاض إنفاق الزوار الدوليين للاردن في 10 أشهر الاردن .. 3 طلبات تصل لمروج مخدرات اثناء وجوده في قسم المكافحة التوجيهي المحوسب .. أسئلة برسم الاجابة إقرار نظام الصُّندوق الهندسي للتَّدريب لسنة 2024 الموافقة على مذكرتي تفاهم بين السياحة الأردنية وأثيوبيَّا وأذربيجان وزير الدفاع الإسرائيلي لنظيره الأميركي: سنواصل التحرك بحزم ضد حزب الله تعديل أسس حفر الآبار الجوفيّة المالحة في وادي الأردن اختتام منافسات الجولة السابعة من دوري الدرجة الأولى للسيدات لكرة القدم ما هي تفاصيل قرار إعفاء السيارات الكهربائية بنسبة 50% من الضريبة الخاصة؟ "غرب آسيا لكرة القدم" و"الجيل المبهر " توقعان اتفاقية تفاهم عجلون: استكمال خطط التعامل مع الظروف الجوية خلال الشتاء "الأغذية العالمي" يؤكد حاجته لتمويل بقيمة 16.9 مليار دولار مستوطنون يعتدون على فلسطينيين جنوب الخليل أمانة عمان تعلن حالة الطوارئ المتوسطة اعتبارا من صباح غد أبو صعيليك : انتقل دور (الخدمة العامة) من التعيين إلى الرقابة أكسيوس: ترمب فوجئ بوجود أسرى إسرائيليين أحياء
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام أيختار العرب معسكر الحق في الحرب المقبلة؟

أيختار العرب معسكر الحق في الحرب المقبلة؟

07-03-2010 11:31 PM

في فيلم \"الرسالة\" الشهير للمخرج المبدع الراحل مصطفى العقاد، وفي مشهد متقن يصعب نسيانه، نرى قريشاً تحتفل بالرقص والطبل والزمر وشرب الخمر وهي تتهيأ لأولى معاركها مع المسلمين، وكأنها مقبلة على نزهة سريعة ممتعة تنتهي بالخلاص من الإسلام وأهله واقتلاع شوكتهم من الوجود. انتهت \"النزهة\" سريعاً حقاً، ولكن ليس قبل أن تسجل في تاريخ قريش واحدة من أكثر هزائمها إيلاماً وإذلالاً وقسوة، وربما كانت تلك الهزيمة هي بداية النهاية لمسلسل تجبر قريش وصلفها.
هذه الأيام، أراني أسترجع ذلك المشهد وأنا أتابع التحضيرات في الكيان الصهيوني لمعركة أخشى أن أقول أنها باتت وشيكة، ومع أن تحضيرات ذلك الكيان لمعركته المقبلة لا تشتمل على قرع الطبول والرقص إلا أن التصريحات العنجهية الخرقاء لمجرميه تذكّر حقاً بالتصريحات الطائشة لعتلات قريش وهم يعدون العدة لخوض موقعة بدر، التي جعلت رؤوس الكثيرين منهم تتدحرج متمرغة في التراب.
كحقيقة ثابتة لا شك فيها، الكيان الصهيوني لا يقوى على الحياة والبقاء دون أن يبقي من يعيشون تحت مظلته أسرى هواجس الحرب ونذرها، فهذا يضمن له صرف أنظارهم عن حقيقة هشاشته وتمزقه وتأزمه الفاضح، وتوحد كلمتهم شاءوا أم أبوا، من أجل الاستعداد المستمر والمكثف لمجابهة معركة يتم الترويج بأنها لا بد آتية، إن لم يكن اليوم فغداً. لقد أدمن الكيان المصطنع المذعور ذلك النهج المريض، فبات يقتات عليه صباح مساء، دون أن يدرك أن دماره، عاجلاً أم آجلاً، قد لا يكون إلا في ذلك التوجه القاتل.
ولحسن الحظ، بينما تحضر الحرب في وعي الكيان الصهيوني ككابوس مرعب لا يملك لأسباب عديدة إلا الارتماء في أحضانه بالرغم من مقته والخوف منه، تحضر في وعي بعض أبرز وأقوى أعدائها، وفي مقدمتهم إيران وحزب الله وحركة حماس، ومن ثم سوريا، على الأقل في الخطاب المعلن، بوصفها جهاداً مقدساً يفرض نفسه للدفاع عن حقوق مشروعة وقيم سامية ومبادئ رفيعة، دينية ووطنية وقومية وإنسانية، وهذا يُحدث فرقاً هائلاً بين المعسكرين، فالمعسكر الصهيوني هو معسكر اللص المغتصب ضعيف الحجة الذي يعرف قبل غيره أنه ليس أكثر من سارق آثم يحمل لواء الباطل ويحامي عنه، بينما يعبر المعسكر الذي يطيب لي أن أسميه معسكر الصمود عن قيم العدل والشرعية والدفاع عن الحق.
قد يكون من السذاجة والتعسف المغامرة والجزم باقتراح مثل ذلك التقسيم، ففي مجال السياسة، الملوثة غالباً بالحسابات التي قد لا ترتفع فوق مستوى الشبهات، يصعب لأي دولة أو حزب أو حركة أن تكون معبرة تماماً عن مبادئ العدل والشرعية والحق، فلكل فاعل سياسي، في أيامنا خاصة، حماقاته وصغائره وتجاوزاته التي تخدش نقاء تلك المبادئ وتعكر صفوها، لكن دخول الكيان الصهيوني الشرير تحديداً في المعادلة، يصنف كل الأطراف المجاهرة بعدائه تلقائياً في صف معسكر العدالة والحق والخير.
لا يستوي المعسكران حتماً ولا يلتقيان، والغلبة لن تكون في نهاية المطاف إلا لمعسكر \"الحق\"، ولو بعد حين. وننوه هنا أن هذا الافتراض لا يدخل في باب الأمنيات السرابية الحالمة، التي اعتدنا عليها في عالمنا الإسلامي بفعل الضعف والانهزام والتخاذل وقلة الحيلة، فالوقائع باتت تبرهن يوماً بعد آخر على تفاقم أزمة الكيان المتطفل، وانسحاب البساط من تحت قدميه الملوثتين شيئاً فشيئاً. فمجرد عجزه الفاضح عن تحقيق أهدافه في القضاء على حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة بعد أن جند لذلك كتائبه الجرارة لا يمكن أن يسجل إلا في باب الهزيمة النكراء. وإخفاقه تحديداً في الخلاص من حركة محاصرة لا تتمتع إلا بقدرات تبدو مثيرة للشفقة أمام قدراته المهولة كحركة حماس، يعكس في واقع الأمر المستوى المتضخم الذي وصل إليه على طريق التآكل والانهيار.
قد تشهد المنطقة معركة ساخنة عما قريب، ربما تشتعل بعد أن يبادر الكيان الصهيوني المفلس إلى مهاجمة إيران أو حزب الله أو حماس أو سوريا، واضعاً نفسه في ورطة حقيقية لا يحسد عليها. فالتحالف الوثيق والحميم بين الأطراف الأربعة قد يجعل من كيان العدو متورطاً على أربع جبهات ساخنة مع أربع جهات قوية تتحرق لإيقاع هزيمة نكراء به؛ ما يعني أنه لن يخرج من تلك المعركة إذا ما دخلها، أياً تكن نتيجتها، إلا وقد دفع ثمناً باهظاً لم يدفعه من قبل، سيسرّع على الأرجح من جريه الحثيث باتجاه التقوض والاندثار.
الدول العربية المعنية مباشرة بالصراع العربي/ الإسلامي ـ الصهيوني تحتاج من أجل منع الحرب أو المساهمة في وضع حد جدي للخطر الصهيوني الذي يعصف بأمن المنطقة إلى الوقوف قلباً وقالباً إلى جانب ما سميناه معسكر الصمود، فالكيان الصهيوني الواجف قد يعيد حساباته ويفكر ألف مرة في المخاطرة بإشعال فتيل الحرب كلما ازداد عدد الدول التي سيكون مضطراً إلى مواجهتها. أما إذا ما انساق خلف نزعات العدوان والتدمير الثاوية في بنيته وأعلن الحرب، فإنه سيكون الخاسر الأكبر حتماً إذا ما ارتفع عدد الجيوش التي ستدخل في تلك الحرب ضده.
بالرغم من حالة الضعف والتمزق العربي، إلا أن الظروف تبدو مواتية كي تنتهز دول \"الاعتدال\" العربي الفرصة وتعيد النظر جدياً في علاقتها بالكيان الصهيوني، وهي على كل حال لن تختفي من الخارطة ولن تموت جوعاً وأوضاعها لن تسوء أكثر مما هي عليه إذا ما قررت وضع حد لمسلسل خوفها المرضي من ذلك الكيان، والقفز في سفينة المعسكر العربي ـ الإسلامي، بدلاً من أن تظل في واقع الأمر متورطة بشكل أو بآخر بالتعاون مع كيان العدو، على حساب كل ما هو عربي وإسلامي، مهما كانت الذرائع والمبررات والتزويقات لذلك الواقع المخجل.
لا يكف قلم التاريخ لحظة عن الكتابة، وصحيح أن الدول تجد دائماً من الأفاقين من يكتب ما يزيف الوقائع ويشوه الأحداث ويتلاعب بالأسماء لإخفاء الحقيقة، لكننا سنظل دائماً نجد من يدون الحقيقة، والحقيقة وحدها. فهل نرى العرب ينحازون إلى جانب الحقيقة الصارخة التي تقول إن الكيان الصهيوني هو العدو الأول للعروبة والإسلام، وإن التاريخ سيعاقب بكل قسوة كل من يقرر الاصطفاف في خندق ذلك العدو ضد إخوة الدين والدم؟
د. خالد سليمان
sulimankhy@gmail.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع