زاد الاردن الاخباري -
تحرص جلالة الملكة رانيا العبد الله دوما على توجيه بوصلة الانجاز الوطني والتنمية باتجاه واحد انطلقت به من فلسفة "الانسان أغلى ما نملك" ، فكانت اتجاهات جلالتها نحو تنمية الانسان والتركيز على توفير الافضل له حتى يتمكن من تقديم الافضل.
وما من شك أننا ، ونحن نشارك العالم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ، نجد انفسنا امام حزمة من الانجازات النسائية التي دعمتها جلالة الملكة رانيا ، فأوجدت بالفعل حالة نسائية اردنية خاصة ، حيث خصصت جلالتها برامج وخططا وسياسات عديدة لدعم قضايا المرأة تشريعيا واجتماعيا واقتصاديا وصحيا ، ولعل الاهم تعليميا ، كون التعليم هو الاساس في البناء الصحيح للانسان والمجتمع.
وإذا ما دخلنا في قراءة تفصيلية لما قدمته جلالتها للمرأة ، سنرى مدى حرص جلالتها على تمكين المرأة ، وعدم الاكتفاء بتوجيهها ، بل السعي لان تضع الصنارة بيدها وتعلمها الصيد ، حتى تكون متمكّنة ، وقادرة على الانجاز ، انطلاقا من أن المرأة هي الفرد الباني في المجتمع وخالق الفرص ومساحات الحياة.
وركزت جلالتها في دعم المرأة على موضوع التعليم النوعي والمتميز والإبداعي في الأردن ، فالتعليم هو الخطوة الاولى نحو حياة مثالية ، إضافة إلى حرص جلالتها على حشد الجهود لضمان حصول 75 مليون طفل وطفلة خارج المدرسة حول العالم على تعليم نوعي.
وفي قراءة "الدستور" لمبادرات جلالة الملكة الخاصة بالمرأة والطفل ، لا يمكن ان نغفل مبادرة "مدرستي" التي اطلقتها جلالتة الملكة رانيا في نيسان عام 2008 ، وفي حزيران عام 2009 ، أطلقت جلالتها أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين بالتعاون مع جامعة كولومبيا ، كمركز للتميز في مجال تدريب المعلمين في الأردن والمنطقة. وفي تشرين الأول عام 2005 ، أطلق جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم جائزة سنوية للمعلم ، باسم جائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميز ، وكذلك ، أطلقت جلالتها جائزة الملكة رانيا العبدالله للمدير المتميز في تشرين الثاني عام ,2008
وفي ذات السياق ، اسست جلالتها في آب عام 2004 ، الأكاديمية الدولية ـ عمان ، وهي مدرسة غير ربحية تُعتبر نموذجا للتميز. ومن نتاج منظمة جلالتها الخيرية ، جمعية الأردن للتعليم. كما قامت جلالتها في عام 2006 باطلاق شبكة المعلمين المبدعين بهدف ربط المعلمين الأردنيين بشبكة من المعلمين من مختلف أنحاء العالم.
وتؤكد جلالتها اهمية التعليم الذي هو الاساس في الحماية والتقدم نحو الافضل في كل المجالات ، فلطالما شددت جلالتها على ان الكلمة والحرف هما اساس النهوض بالشخصية ومن ثم بالانسان فالمجتمع ، وعليه كانت مبادرات جلالتها تركز على هذا الشأن.
وفي ذات الاطار اكدت جلالتها خلال مقابلة مع "الصياد" على ان التعليم اولوية وطنية فقالت "عقدنا العزم ووضعنا التعليم على رأس الأولويات الوطنية".
وتؤمن الملكة رانيا بأنه يجب أن يحصل جميع الأردنيين على فرصة مواصلة التعليم الجامعي والتميز به ، ولذلك عملت على تأمين مجموعة من المنح الدراسية من أنحاء العالم.
وطالما طالبت جلالتها بضرورة التركيز على الاستدامة بالخطط والمشاريع ، وتقول "يجب علينا ان نعيد التفكير فيما نعرف ، فيما نجزم ، في قواعد اللعبة التي استوردناها ولم نصدرها بعد... فالوقت كالنهر الجاري ، لا تستطيع ان تلمس المياه نفسها فيه مرتين.. فنلمس جميع قطراته ولو مرة واحدة"... هي فلسفة ملكة كانت باصرارها وحضورها عربيا وعالميا مثالا للمرأة والام العربية النموذج.
الدستور _ نيفين عبد الهادي