موضوع كبير لا نختصره ببضع كلمات، لكن نسلط الضوء على بعض الاشكالات او السلوكيات والتي قد تستغل باسم العشائرية، وحتى نستطيع ان نضع العشائرية في مكانها الصحيح.
بتنا نسمع ونقرأ في الاونة الاخيرة مشاجرات بين افراد من عشيرتين مختلفتين واذا بالعشيرة من هنا والاخرى من هناك تشتبك مع بعضها البعض بهدف حصد مكاسب ميدانية وكسر عين العشيرة الاخرى.
وللاسف هذا بدأ يضر بالمصطلح العشائري والذي يفترض منه ان يطفيء نيران اي مشاجرة عبر توجه العقلاء لطرفي المشكلة وايقافهما وتصفية الخلاف فيما بينهما او احالتهما للقضاء ان استعصى امر الصلح بينهما، حتى لا تمتد شرارة هذه المشاجرات لباقي افراد العشيرة دون ذنب اقترفوه ، وحتى لا لا ينطبق ايضا المثل القائل: انا واخوي على ابن عمي، وانا وابن عمي على الغريب!
فالاصل في الامر اصلاح ذات البين واطفاء اي شعله قد تنتج بين طرفي النزاع، ومحاولة انهائها على ارضها.
كما ان معاقبة اي فرد من عشيرة ما بداعي الانتقام، لهو امر فيه جاهلية كبيرة، فالقرآن الكريم يخبرنا في سورة سورة الأنعام - سورة 6 - آية 164، بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم (قل اغير الله ابغي ربا وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس الا عليها ولا تزر وازرة وزر اخرى ثم الى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون).
فلا يجوز لناان نعاقب احدا من العشيرة الثانية بحجة ان قريبهم قد اعتدى على احد ابنائنا. فيبدو ان الانتقام يصيب فقط حاملي اسم العشيرة وليس محاسبة المتسبب الرئيسي وهذا فيه ظلم للناس وعدوان بغير وجه حق.
كما ان عملية حل المشاكل لا يجب ان يدخل فيها \"مخاجلة\" اصحاب الحقوق عبر فنجان القهوة..فالحق احق ان يتبع.
كما يفضل ان تكون الجاهة فقط من باب تهدئة النفوس ، اما الحقوق فأمرها للقضاء، لانه لا يجوز التصرف بحقوق الناس مالم يكن صاحب الحق قد اسقط حقه عن طيب خاطر منه ودون ضغوط عليه.