زاد الاردن الاخباري -
إلى السادة المعنيين في وزارة الخارجية
هل يجوز للقائمين على مؤسسات المجتمع المدني والأندية والجمعيات والمراكز والمنتديات الثقافية بمسمَّياتها المختلفة مخاطبة السفارات الأجنبية ومكاتب الممثليات الدبلوماسية العاملة على أرضنا الأردنية مباشرة دون إرسال نسخ من مخاطباتهم إلى وزارة الخارجية؟ وهل تُمرِّر تلك المؤسسات والأندية والمراكز والجمعيات نسخاً من المراسلات التي تجريها مع السفارات والممثليات الدبلوماسية إلى الوزارات التي تنضوي تحت مسؤوليتها ،مثل وزارة التنمية الاجتماعية أو الثقافة أو الشباب أو التربية والتعليم، كونها المعنية بتراخيص عملها وبتمويلها من حساب الميزانية الحكومية لتمرر تلك الوزارات نسخاً منها للخارجية؟
أجيء بهذا بعد أن ترددت أحاديث عن مراسلات تُجْرَى مباشرة مع سفارات معينة لأهداف ومطالب مختلفة، منها لدعم الأنشطة والفعاليات والمهرجانات، أو تغطية نفقات زيارةِ وإقامة مسؤولي تلك المؤسسات أو نوابهم ومساعديهم إلى دولهم. ومن يدري إن كان الدعم المالي من ضمن المراسلات لتغطية التزامات معينة طارئة.. هذا الأمر يجعل المؤسسات المدعومة تحيد بطريقة أو بأخرى عن رسالتها التي أعطيت التراخيص على أساسِها من قبل الوزارات المعنية، لتصبح والقائمين عليها أدوات بيد الجهات الداعمة!
ولعل من الأهمية بمكان كبير، أن لا تُسْتَغلَّ الأوراق الرسمية المروَّسة المعتمدة لدى أيَّة مؤسسة ليقوم الراغب بطباعة ما يحلو له من مطالب عليها لصالحه، فيحسَب من يعنيهم الأمر في السفارات المعنية أنها سليمة وحسب الأصول.
لذا فإن الحاجة باتت ملحَّة لتمرير نسخ من مراسلات مؤسسات المجتمع المدني والأندية والجمعيات والمراكز الثقافية، الموجهة إلى السفارات والممثليات والهيئات الأجنبية المعتمدة، إلى وزارة الخارجية الموقرة لإبداء الرأي في مضامينها. وفي السياق عينه، فإن الخطر الأكبر يكمن عند ادعاء من يَحْظَون بالسفر، ومنهم اللجان والوفود المختلفة أثناء مقابلاتهم مع التلفزة ووسائل الإعلام في الدول المضيفة، أنهم يمثلون الأردن رسمياً على جميع المستويات وفي سائر المجالات. ومع ضآلة معرفتهم بشؤون بلدهم يقعون في مطبات يجري استثمارها من قِبل من يقنصون الفرص لتشويه الصورة الناصعة لهذا الحِمى العربي الأمين! هذا الأمر بأبعاده يستحق أن يَجري تنظيمه قبل سفر الوفود واللجان، لتحديد ناطق بالنيابة عنهم متمكـِّن وبحس وطني رفيع ليتحمل المسؤولية فلا يلوي الحقائق، وأن تكون على علِمٍ به وزارة الخارجية وسفاراتنا العاملة في الخارج.
حنا ميخائيل سلامة