أقبلت وقد لفتت انتباهي بمشيتها الواثقة وخطواتها المتسارعة ، وبحذائها ذو الكعب العالي ، وبدت عليها معالم النشاط والحيوية ، يرافقها شخص علمت فيما بعد بأنه زوجها ، قدمت ورقة الى السكرتيرة فيما اشارت اليها السكرتيرة بالجلوس الى ان يحين دوها ، جلست في المقعد القريب مني ، فيما يقيت أسترق النظر اليها والى حركاتها وعباراتها التي تنم عن قوة وثقة وحماس ، بعد لحظات نادت عليها السكرتيرة للدخول على طبيب النسائية والتوليد .
فقامت بسرعة وانفعال ، حتى انها \" لخمت\" بالطاولة الموجودة في بهو القاعة ، فقلت في نفسي : اسم الله عليكي .
وبعد لحظات أخرى ، خرجت من غرفة الطبيب متكأة على كتف زوجها ، فيما بدات الفرحة تتطاير على وجه الزوج ، وسمعت السكرتيرة تقول لها : مبروك ، فعلمت عندئذ انها حامل ، وما زاد علمي علما ، الا عبارات صدرت من زوجها على شاكلة \" شوي شوي حبيبتي ، على مهلك \" خذي راحتك ، بحملك ازا مش آدرة \" .
بصراحة ضحكت من أعماق قلبي على هذا المشهد ، وضحكت اكثر عندما تذكرت مشيتها السريعة وكيف خبطت بالطاولة وقارنت تلك الصورة مع صورة \"خروجها من عند الطبيب الذي اخبرها بلا شك بانها حامل وعليها ان تدير بالها على راحتها وصحتها .
على كل حال ، يتردد دائما الحديث عن ولادة الدولة الفلسطينية ، واحيانا يقال عنها انها في مرحلة المخاض ، وانا أسمع هذا الحديث منذ زمن طويل جدا .
لكني في الحقيقة لا اعرف من الذي يقول لها : \" شوي شوي حبيبتي ، على مهلك \" خذي راحتك ، بحملك ازا مش آدرة \" مع ان هذا ما يقال لها .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com