لا ادري الى متى سنبقى نعتصم ونتظاهر ونُضرب عن العمل مقابل زيادة في الراتب او تحسين وضعنا المعيشي على حساب وضعنا الامني المتهالك يوما إثر يوم؟.
فالاردن يتهالك وتتساقط اوراقه يوميا من بين يدي ابنائه, دون ان يجد من يبكي عليه حيث بدأ الاخرون برثيه قبل ان يموت, فيا ايها الاردنيون لم يبقى لكم رجال تعتمدون عليهم اذا هبت هبوب الغدر كوصفي التل وحابس المجالي اللذين غادرا الدنيا دون ان يكون لهم قصورا وأرصدة ودون ان يسجل تاريخهم حالة تعد على المال العام, أو تآمر على الاردن وشعبه , فاردنكم لم يعد وطن واحد كمن اراد له شهداء وقائع الاردن في الكرامة وايلول الابيض وغيرهما , فقد بات هذه الايام دولتين وشعبين بآن واحد , وهي الحقيقة المرة التي يجب ان تسلّموا بها ولا تغفلوا عنها , لتنقذوا وطنكم من براثن الغزو الصهيوني الذي سينفذ مشاريعه بأرضنا بأيد عربية مسلمة.
فلا ادري لماذا بقي الارتباط القانوني بين الاردن وفلسطين بعد ان الح وتوسط قادة منظمة التحرير بالخلاص من تبعات الحكم الاردني, والذي تم بالفعل عام 1989؟, ولماذا بقي فك الارتباط الى الان بدون دسترة او قوننة , خاصة اذا ما علمنا ان ما نسبته 96% من الشعب الفلسطيني حسب مراكز دراسات لا يرغبون بأية علاقات من تلك التي تتلهف وتتباكى عليها الحكومات الاردنية ؟, فهل بات العمل السياسي في الاردن يصب بصالح اسرائيل ومخططاتها وينفذ اجنداتها على حساب الارض الاردنية وشعبها , الذي كان كل ذنبه انه كريم مضياف يعشق قيادته بالفطرة ويخاف عليها من نسيم الهواء؟ أهكذا يكون الوفاء؟.
إن من يتابع المشهد السياسي في الاردن يصاب بالحمى , حيث يدور في الاذهان : لمصلحة من يبقى قادة دولة اخرى وأفراد جيشها وامنها ومناضليها يحملون الهوية الاردنية ويسرحون ويمرحون بجوازات سفر ارهقت الوطن؟.
أما آن الاوان لكي تسحب جوازات السفر والهوية من هولاء جميعا , ليستخدموا هويتهم الوطنية وجوازات سفر دولتهم التي اعلنوها مستقلة برفضهم التبعية للحكم الاردني ؟. فهل حمل الهوية الفلسطينية عار لكي يتهرب منها اهلها؟.
أما آن الاوان لكي تُحل كل المنظمات الفلسطينية التي تعمل على الارض الاردنية او يتم ترخيصها للعمل كحزب على ارض اردنية؟, فلا يعقل ان يبقى حكام فلسطين اردنيون كما هو حال قادة فتح وحماس .
اسئلة ترواح مكانها وتثير الدهشة والاجابة عليها ليست بالصعبة حيث تتلخص في ان الصهاينة والقوى العالمية يطبخون طبخة الاردن كوطن بديل للفلسطينيين على نار عالية الحرارة بعد ان تخلوا عن النار الهادئة , لعدم رؤيتهم من يقف بوجوهم ويتصدى لمؤامراتهم ويجدوا من بيننا من ينادي ويحالفهم في تنفيذ مخططاتهم .
فلماذا هذا التمسك بقضية ليس من خاسر لها سوى الاردن وشعبه؟. فمن تهون عليه ارضه وارض غيره ففي اعتقادي يجب ان لا يهون على الشعب الاردني, الذي بات في وطنه غريب يخجل حتى من ذكر هويته الوطنية خوفا من جرح كرامة الاخرين .
فانقاذ الاردن يقف على عاتق ابنائه المخلصين ابناء وصفي التل وحابس المجالي وهزاع المجالي وعبد الحميد شرف وشهداء الكرامة وايلول الابيض , دون ان يرف لهم جفن او رمش, وهذا يتطلب وقف المشروع الخياني الذي يروج له عملاء اسرائيل في الاردن وفلسطين بضرورة اقامة اتحاد كونفدرالي بينهما,ليخدعوننا كما خدعونا في الوحدة عام 1952 ,تلك الوحدة التي اضاعت الاردن ومزقت اشلاء فلسطين وثبتت ارض اسرائيل, فالكونفدرالية امر مشبوه يكمن خلفها إعدام الاردن وشعبه , بتجنيس مليون و200 الف فلسطيني في الاردن لا يحملون الرقم الوطني, ومن يروج لها خائن لله وللرسول ولقضايا الاردن الوطنية .
فدعونا نكون في الاردن وفلسطين كاليهود , او على الاقل أن نتشبه بهم بحبهم وعشقهم لاسرائيل .
وقفة للتأمل: نقول لكل من يملك الغيرة على الاردن تذكروا قول عرار عام 1946:
هبّوا فقد طال رقــــادكم ** فإلام انتم غافلون نيام
بأسم الحماية والوصاية يجترئ** حق لكم وتدوسكم أقدام.