أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأمن العام ينشر جدول الترخيص المتنقل لشهر كانون الأول إيران تعلن تعرض قنصليتها في حلب لهجوم أسير لدى القسام يوجه رسالة لترمب ونتيناهو برشلونة يواصل الترنح ويخسر على ارضه من لاس بالماس انباء عن ارتقاء عشرات الشهداء بمجزرة مروعة في جباليا بسبب مباراة ليفربول وريال مدريد .. أزمة جديدة تواجه فينيسيوس جونيور إزالة 35 اعتداء على الشارع العام والأرصفة في إربد الجيش السوري يؤكد دخول المعارضة حلب ويعلن مقتل عشرات من جنوده العيسوي يلتقي وفدا من أهالي محافظة معان المعارضة السورية تفرض حظرا شاملا للتجوال في حلب الأشغال وتنظيم الطاقة وشركات الكهرباء يبحثون التعاون لتحسين البنية التحتية الاحتلال يحظر التجول في مناطق بجنوب لبنان الأردن .. خفض أسعار البنزين ورفع سعر الديزل مجلس التعليم العالي يطالب بمنع التدخين ووقف بيعه داخل الجامعات الجمارك: تطبيق خطة طوارئ للتخليص على السيارات الأردن .. افتتاح الدورة 15 من كرامة .. سينما الإنسان النوايسة يشارك بالنسخة الثالثة للكونغرس العالمي للإعلام في أبو ظبي وزير دفاع إسرائيلي سابق: إسرائيل تقوم بعمليات تطهير عرقي بغزة بورصة عمان: الأردن حقق واحة سلام واستقرار نقدي غير مسبوق الأمير علي بن الحسينن يؤدي اليمين الدستورية نائبا للملك
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الشرطي المطعون والمعايير المزدوجه

الشرطي المطعون والمعايير المزدوجه

13-03-2012 12:46 AM

د. بسام البطوش
لو تأملنا مسيرة الحراك الشعبي والسياسي الأردني عبر سنة ويزيد لوجدنا أن الفكرة الأساسية التي تركزت عليها الشعارات تقوم على المطالبة بمكافحة الفساد والمفسدين، وحماية المال العام، في إطار من الاصلاح الدستوري والسياسي، وهذا كان طبيعيا، لسببين أولهما أن الأردن بظروفه الاقتصادية المعقدة لا يحتمل أي نسبة من الفساد المالي والإداري مهما تضاءل حجمها، فما بالك عندما تصل إلى الذروة في الاعتداء على موارد الدولة الأساسية، أما ثانيهما، فلأن الأردنيين بخلاف شعوب عربية كثيرة، لا يمتلكون ذاكرة سوداء عن نظامهم السياسي، في مجالات حقوق الإنسان والحريات العامة والفردية،ولم يذوقوا ويلات الاضطهاد السياسي، أو التمييز الديني أو العرقي،ولم يعرفوا مرارات الحكم البوليسي ببشاعتها المعهودة في دنيا العرب، لذا لم يكن ممكنا أن تنصب نقمتهم على ممارسات قمعية للدولة وأجهزتها الأمنية،كما حدث في غير دولة عربية.
التقاليد الأردنية في صون كرامة الإنسان، جعلت الأردنيين في غاية الحساسية لأي مس بحرياتهم العامة والفردية، وجعلت رجال الأمن العام يتعاملون بكل هذا الرقي المستند إلى تراث عريق من احترام الإنسان، وجعلتهم يرافقون آلاف المسيرات والفعاليات الشعبية والحزبية بهدف تأمينها ومنع وقوع أي حادثة مفتعلة أو عرضية تتسبب في تعكير صفو الأمن الوطني. وعبر أشهر طويلة،حافلة بالأحداث الساخنة، حافظ رجال الأمن العام على رباطة جأشهم، والتزموا سياسة الأمن الناعم، القائمة على احترام حق المواطنين في التعبير عن آرائهم ومواقفهم في إطار من السلمية، غير المقيدة بسقوف في الشعارات أو في المطالب.
ولما كنا نسجل لأجهزتنا الأمنية سعة صدرها وبعد نظرها وحكمة سياساتها وإجراءاتها، فإننا نسجل لشعبنا بقواه السياسية وحراكاته الشعبية والشبابية التزامه الحضاري بقواعد التعبير السلمي، وتقيده بمعايير السلوك الوطني المسؤول.وبالرغم من بعض التجاوزات التي حدثت هنا وهناك، إلا أن الصورة العامة بقيت زاهية، فقد تمكنت الأحزاب من ضبط كوادرها وأنصارها، وإن تم تسجيل بعض علامات الاستفهام على الاستعراض الشبابي الاخواني في وسط البلد.والمهم أن قوى الحراك الشعبي، بالرغم من بعض الشعارات الفاقعة،اثبتت وعيها بأهمية الحفاظ على الأمن الوطني، وتجنيب البلاد أي خضات أمنية، قد تشكل مدخلا لكل شياطين العالم للعبث بمستقبل وطننا.
ولما كانت الصورة العامة زاهية بهذا الشكل، لم يكن مستساغا من أحزابنا السياسية وقوانا الوطنية وحراكاتنا الشبابية والشعبية والعشائرية أن تصمت في حالة الاعتداء على الشرطي من مرتبات الأمن العام في الطفيلة، فهذا الشرطي هو في المحصلة مواطن أردني وإنسان من روح ودم ولحم، وله أهل وأسرة، وله حقوق وحرمة ينبغي صونها ؟وهو رجل أمن يجسد رمزية الدولة وهيبتها، يستحق وزملاءه الشكر والتقدير على جهودهم في توزيع الماء والعصير على المتظاهرين وحمايتهم وفتح الطرقات أمامهم لأشهر طويلة. هذا الصمت الغريب لئلا أقول المريب، أقل ما يقال فيه أنه مرفوض وغير حكيم. وإن كنا نسجل للحراك الشعبي في محافظة الطفيلة إعلان براءته من هذه الجريمة النكراء، وتأكيده سلمية نشاطاته ورفضه للعنف بكل اشكاله ؛فإن العتب يبقى موجها لمجمل القوى السياسية والحزبية والشعبية التي كانت تنتفض للدفاع عن أي مواطن يتورط رجل أمن في مجرد طلب هويته للتأكد من شخصيته!
ولا ننسى صناعة القصة الإعلامية الكبرى المسماة "أبو منقل" ،ولنا أن نتخيل لو أن المطعون كان ناشطا أو مواطنا من غير جهاز الأمن العام كيف ستقوم القيامة نصرة له ؛ فمنعا يا ساده لازدواجية المعايير ،وحفظا لحالة الأمن و الاستقرار الثمينة التي ننعم بها في قلب نيران الغضب والعنف المتصاعد لهيبها في محيطنا العربي المشتعل ،علينا جميعا أن نتمسك برفض أي حالة تعدي على رجال الأمن العام ،أو استقواء على الدولة ،أو تطاول على المؤسسات ،أو هدر لكرامة اي مواطن أردني ،أو إعتداء على حقوقه وحرياته،مهما اختلفت الآراء والمواقف .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع