ايام قليلة تفصلنا عن القمة العربية في ليبيا ، وهي القمة التي نريد لها ان تنجح ، وان تكون قمة الاقصى والحرم الابراهيمي في الخليل ، خصوصا ، في ظل هذه الاجواء ، والاخطار التي تهدد فلسطين.
في المعلومات ان هناك من سيطرح على القمة العربية في ليبيا مطالبة بقطع العلاقات مع اسرائيل بقرار عربي ، وان يتم الغاء مبادرة السلام العربية كليا ، حتى لو بدأ الحديث عن مفاوضات غير مباشرة بين سلطة اوسلو واسرائيل. العلاقات العربية والتجاذبات ستنعكس على قمة "سرت" رغم اننا في اسوأ ظروفنا عربيا ، وبحاجة الى موقف واحد بعيدا عن الخطابات العربية وبيانات التضامن ، والعرب لا يقفون عند اي قمة عربية ، ولو عدنا الى استطلاعات الرأي العام قبيل كل قمة عربية ، لوجدنا ذات الاراء في الشارع العربي. احباط وعدم ثقة وعدم تصديق لاي قمة عربية ، وهو شعور استباقي فرضته التجارب العربية السابقة.
الرئيس الليبي معمرالقذافي معني بنجاح القمة في بلاده ، وان يحضر القادة العرب ، وان لا نشهد مقاطعات ، وهي مقاطعات اذا حدثت فستزيد الواقع العربي تعقيدا فوق تعقيداته. كثرة تنتظر من الرئيس الليبي ان يعلن القمة العربية منذ اليوم قمة من اجل فلسطين والمسجد الاقصى والحرم الابراهيمي في الخليل ، وان يكون هذا العنوان الاساس ، لاجتماع العرب ولاتخاذهم قرارات فاعلة بدلا من كل مرة نشهد فيها ذات المشهد في القمم السابقة. اساسا اعلان الرئيس الليبي لعنوان قمته منذ اليوم سيفرض نفسه بشكل واضح وسيؤثر على قرارات الحضور او المقاطعة. لا نريد من القذافي وجامعة الدول العربية هذه المرة قمة تبحث في لف الموضوع. لجان وخبراء واقتصاد وسياسة واجتماعات. نريد قمة سياسية محددة الهدف باعتبارها قمة عادية وطارئة في ذات الوقت ، عنوانها القضية الفلسطينية ، امام المشهد الذي يجري. التوقيت يأخذنا اساسا الى عنوان واحد فقط ، بعد ان فشل العرب تاريخيا في كل العناوين ، فلم يلغوا تأشيرة ، ولم يحرروا ارضا سليبة.
بيد القذافي كلمة السر التي بامكانها تحديد مسارات قمة "سرت" منذ الان.
mtair@addustour.com.jo