زاد الاردن الاخباري -
طارق الحميدي - لم يعد باستطاعتها أن تقف بكل ثقة وجرأة كما كان في السابق بالقرب من بوابة الجامعة الأردنية في ساعات الذروه لممارسة عملها اليومي «التسول» في الوقت الذي يتزامن مع عودة الطلاب إلى منازلهم بعد أن تم أخذ بصمة عينها في وقت سابق.
وترفض المتسولة الشابة التي ترتدي عباءة سوداء وتتواجد عادة عند البوابة الرئيسية مقابل الجامعة الأردنية أن تترك التسول على الرغم من خوفها الشديد من القبض عليها مجددا بعد أن القي القبض عليها خلال الشهر الماضي وتم أخذ بصمة عينها من قبل وزارة التنمية الاجتماعية. وقالت المتسولة الى « الرأي « بعد أن تلقت تطمينات من أنه لن يمسها أي مكروه أنها تعرف الكثير من المتسولين الذين تم أخذ بصمات لعيونهم وأنهم خائفون بعد أن كانوا من قبل أخذ بصمات العيون يستطيعون إخفاء هوياتهم في السابق وبالتالي صعوبة معرفة إذا ما كان تكرر حادثة تسولهم أم لا.
وعلى الرغم من الحملات التي تقودها وزارة التنمية الاجتماعية للقضاء على التسول إلا أن الظاهرة لم تزل موجودة وأن بعضهم ينشطون خاصة في مواسم معينة وأيام محددة مثل الجمع إلا أن الوزارة تؤكد أن الظاهرة في تراجع واضح.
وتجنبا لإنكار المتسولين هوياتهم وعدم ذكرهم لبياناتهم الحقيقية قامت وزارة التنمية الاجتماعية بتطبيق نظام أخذ بصمة العين للمتسولين الذين يضبطون في الشوارع.
وقال مدير التثقيف والتوعية المجتمعية المكلف باعمال الناطق الإعلامي في الوزارة الدكتور فواز الرطروط أن الوزارة وبالتعاون مع الجهات الأمنية ضبطت نحو (300) متسول تم أخذ بصمة العين لهم منذ اعتمادها في شهر تشرين الثاني من العام الماضي.
وبين الرطروط في تصريح خاص «للرأي» أن بصمة العين ساهمت كثيرا في حل مشكلة توفر البيانات الشخصية للمتسولين بعد أن أكد أن الكثير منهم لم يكن يعطي بياناته الحقيقية ويتعذر بعدم حوزته لهوية أحوال مما كان يجعل معرفة تكراره للتسول صعبة.
وبين الرطروط أن بصمة العين ستوفر قاعدة معلومات حقيقية للمتسولين لدى وزارة التنمية والجهات الأمنية من أجل متابعة نشاطاتهم والحد منها قدر الامكان.
وكشف أن التسول تراجع خلال أول شهرين من العام الحالي عن نفس الفترة من العام الماضي بنسبة (20%) مؤكدا أن تكثيف الحملات عليهم بالإضافة لمسألة الخوف من بصمة العين وزيادة الوعي المجتمعي عند المواطنين.
وتظهر إحصائيات الوزارة أن معدل المتسولين الذين ضبطوا في الأشهر التسعة من عامي 2008 و2009 ، للبالغين الذكور(310.5) كان اقل من معدل المتسولات البالغات الإناث(577)، وأن متوسط الأحداث المتسولين الذكور(281) اقل من متوسط الأحداث المتسولات الإناث(203)، الأمر الذي يشير تأنيث التسول؛ لأسباب قد يكون مردها قدرة الأنثى المتسولة على استدرار عطف الناس، وجذب انتباههم للتعاطف معها، من خلال منحهم المال لها.
كما أشارت إحصائيات الوزارة الى انخفاض أعداد المتسولين خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي عن ذات الفترة من العام 2008 حيث كان عدد المتسولين في عام 2008 (1412 ) متسولا في حين انخفض الرقم إلى (1230) متسولا في العام 2009.
الرأي