زاد الاردن الاخباري -
قالت سمو الأميرة بسمة بنت طلال رئيسة اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة إنه بفضل الإرادة السياسية العليا ودعم جلالة الملك عبدالله الثاني للسلطة القضائية عموما ولدور المرأة في القضاء "وصلنا في الأردن إلى ما نحن عليه".
وأعربت سموها في كلمة لها خلال الاحتفال الذي عقد امس في قصر العدل بمناسبة يوم المرأة العالمي، والذي يصادف الثامن من آذار (مارس) من كل عام عن سعادتها بإقامة الاحتفال في قصر العدل وذلك للتأكيد على الدور البارز الذي أخذت تلعبه المرأة الأردنية في سلك القضاء وفي المهن القانونية الأخرى.
وأكدت سموها في الاحتفال الذي نظمته اللجنة الوطنية لشؤون المرأة والشبكة القانونية للنساء العربيات بالتعاون مع المجلس القضائي ووزارة العدل وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (اليونيفم) أن الشبكة القانونية للنساء العربيات "أصبحت بلا شك علامة بارزة من علامات نهضة المرأة العربية العاملة في الحقل القانوني".
وقالت إنه "وبفضل الرعاية والدعم المستمرين من جلالة الملك عبد الله الثاني أصبحنا نجد نماذج مختلفة من النساء في مجالات كثيرة، تماثل نموذج المرأة القاضية وهن بمجموعهن يشكلن لنا مصدر اعتزاز وإعجاب لأنهن نساء تحدين واقعهن ليحققن لأنفسهن وللأجيال القادمة حياة أفضل".
ووصفت سموها دور المجلس القضائي الأعلى ودور وزارة العدل بانه بالغ الأهمية في التركيز على النوعية والإعداد الجيد الذي يؤدي إلى تحقيق نجاحات اكبر وإلى وصول المرأة إلى مواقع اكثر تقدما في السلك القضائي، وهو ما سيترجم على ارض الواقع شعار هذا العام وهو "حقوق متساوية، فرص متساوية، تقدم للجميع".
وقالت سموها إنه على الرغم من إن دساتير معظم الدول تكفل المساواة بين الرجال والنساء، إلا انه ما تزال إشكالية تطبيق هذه المساواة على أرض الواقع تواجه العديد من دول الشمال والجنوب.
وأوضحت سموها أن ديناميكيات التمييز تأخذ أشكالا متعددة ومعقدة لا بد من مواجهة كل منها باستراتيجيات مختلفة مشيرة إلى أنه آن الأوان لتجاوز هذه الإشكالية في بلدنا وتفعيل النصوص الدستورية والإسراع في تدقيق النصوص القانونية والإجرائية في كافة المجالات، لتتوافق مع واقعنا ومع نصوص اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.
ودعت سموها القطاعين العام والخاص في بلدنا إلى ترجمة شعار هذا العام من خلال اعتماد أسس تعيينات على كافة المستويات تشجع النساء للتقدم إلى المناصب الريادية وإشغالها.
كما أكدت ضرورة الاستمرار في دمج قضايا المرأة في جميع المجالات خصوصا في تلبية احتياجاتها الأساسية في هذه الأوقات الصعبة اقتصاديا حتى تتمكن كل امرأة تعاني من الفقر أو التهميش أو العنف والتمييز من التوصل إلى أساسيات الحياة الكريمة.
من جهته، أعلن رئيس محكمة التمييز رئيس المجلس القضائي راتب الوزني عن توجه للمجلس القضائي بتعيين حوالي عشرين قاضية من النساء هذا العام، لافتا إلى أن قوانين استقلال القضاء المتتابعة لم تنص على استثناء المرأة من التعيين في سلك القضاء "إلا انه لم يتم تعيين المرأة في القضاء إلا منذ سنوات قليلة" .
وأشار الوزني في كلمة ألقاها في الاحتفال إلى العام 1996 الذي شهد تعيين اول قاضية في الأردن ليصل عدد القاضيات اليوم إلى (48) قاضية.
وأكد الوزني أهمية تعديل بعض التشريعات الأردنية بما يضمن "تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة" .
ويحمل الاحتفال بيوم المرأة هذا العام شعار "حقوق متساوية ..فرص متساوية .. تقدم للجميع".
وأفاد الوزني أن مشروع قضاة المستقبل الذي يدعمه جلالة الملك عبدالله يضم 166 دارسا منهم 92 من الدارسات، ما يعني أن "القضاة من النساء سيزيد عددهن في المستقبل على الرجال".
من جهته قال وزير العدل ايمن عودة إن تزايد مشاركة النساء في مجال القضاء الذي يعكسه ازدياد عدد المنتسبات إلى المعهد القضائي يعكس إيمان الأردن بأهمية مشاركة المرأة الأردنية في الوظيفة القضائية.
وعبر عودة عن أمله في دخول المرأة سلك النيابة العامة، مؤكدا أن ذلك أصبح "لازما وملحّا خاصة في نطاق التحقيق الابتدائي في الجرائم الواقعة على الأحداث".
وقالت رئيسة الهيئة الإدارية للشبكة القانونية للنساء العربيات القاضي إحسان بركات إن الشبكة نفذت العديد من المشاريع الهادفة لرفع كفاءة المرأة القانونية.
وأكدت بركات ضرورة مشاركة مؤسسات المجتمع المدني للعمل من اجل تعديل القوانين انسجاما مع المواثيق الدولية، لافتة إلى أن الشبكة تنفذ حاليا مشروعا يحمل عنوان "مشروع تعزيز القدرات لضمان الحق في المحاكمة العادلة في الأردن" لتوفير كوادر قضائية مؤهلة تعمل على تطوير القضاء وضمان ترسيخ العدالة أثناء المحاكمات.
يذكر أن الشبكة القانونية للنساء العربيات منظمة إقليمية غير حكومية تسعى للنهوض بالمرأة العربية العاملة في مجال المهن القانونية عبر توفير منبر للنساء القانونيات لتبادل الخبرات والتجارب، إلى جانب توفير التدريب المتخصص لتعزيز القدرات الاحترافية للقانونيات العربيات.
rania.alsarayrah@alghad.jo
رانيا الصرايرة / الغد