زاد الاردن الاخباري -
يعتقد البعض ان الزواج من الغربيات لا يمثل رغبة الطرفين بالعيش المشترك فحسب بل يضعون لتلك الزيجات تفسيرات تنطلق من الجذر التاريخي للعلاقة بين الشرق والغرب ، معتقدين بأنه رد فعل للفرد الشرقي تجاه الحدث التاريخي الكلي واستمراريتها المحكومة بتلك العلاقة.
فهل هذه الزيجات هي محاولة الفرد المهمش والمهزوم داخلياً نتيجة الظروف الكثيرة والمعقدة التي يعيشها شباب الشرق في بلدانهم؟ وهل يمكن اعتبارها محاولة منطلقة من الذات ونحوها من أجل خلق حالة توازن نفسية لمواجهة أوجاع التاريخ وهزائمها؟ أم إن تلك الزيجات تمثل الحالة الطبيعية الناتجة عن التغييرات البنيوية التي شهدتها البشرية على صعيد (العلم ، التكنولوجيا ، الإنتاج) ، بغض النظر عن اختلاف الآراء التي تحاول أن تفسر الزيجات من الغربيات فإننا نعتقد بان سلوك الفرد وردود أفعاله أكثر تعقيدا من أن نؤطرها في معادلة باتجاه واحد حال المعادلات الرياضية والكيمائية.
عوائق ومحفزات الزواج من الآخر حينما نتحدث عن الزواج من الغربيات فإننا نعني بتلك الزيجات التي تجري بين مواطني الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبالذات التي تجري مراسيمها وفصولها في الدول الغربية لان الزيجات من الغربيات في المجتمعات الشرقية لها ظروفها ومشاكلها ومقومات نجاحها التي تميل لصالح الاستقرار بشكل أكبر.
كذلك نعني بتلك الزيجات التي تتم بين الجيل الأول من المهاجرين والى حد ما الجيل الثاني وحسب ظروف الانسجام والتكيف مع المجتمعات الغربية وذلك لان الجيل الأول يواجه عقبات كثيرة وبالذات فيما يتعلق بموضوع الزواج.
لعل أهم العوامل التي تدفع شبابنا باتجاه الزواج من الغربيات تتمثل بحالة التمازج الثقافي والحضاري في الغرب ومحاولات دفعها لآفاق أبعد ، إضافة طبيعة النظام الغربي وقوانينه التي تجعل من المهاجر مواطنا حاله حال الغربي وذلك بعد أن يحصل على حق الإقامة والتجنس لاحقاً ، أما على صعيد الفرد فان للرجل الشرقي أسبابه التي تدفعه للزواج من الفتاة الغربية ومنها محاولته لإثبات مواطنته والانتماء للمجتمع الجديد بشكل اكبر ، إضافة إلى مفاهيم الرجل الشرقي ومقاييسه للجمال حيث يبحث عن الشقراء البيضاء في غالب الأحيان ، وهنالك حالات أخرى متعلقة بالمشاكل التي تواجه الرجل الشرقي في الحصول على الإقامة وهذا يدفعه إلى عقد زواج ولو شكلي ولكن مثبت عند الدوائر الحكومية وهذه العملية تعتبر تجارة أكثر من كونها زيجات لان المدفوع مقابل تلك الزيجات من قبل الرجل الشرقي يصل إلى حدود عشرة آلاف دولار ولكن نتيجة كل ذاك الزواج تدفع ضريبتها الفتاة الشرقية التي باتت تدفع ضريبة العنوسة بشكل باهظ . لهذه الأسباب يتزوجون من الشرقيين
إن أهم العوامل الذاتية التي تدفع المرأة الغربية للزواج من شباب الشرق باختلاف ألوانهم وثقافاتهم وأعراقهم ، يمكن حصرها بأنها جزء من تمرد الإنسان على روتين الحياة ورتابته في الغرب ، ومن ثم الرغبة بالحصول على أطفال مهجنين وهم المرغوبين في الغرب. ويمكن إضافة عمال آخر يتمثل بان بعض الفتيات الغربيات ممن لا يحملن مقاييس الجمال وفق التصور الغربي يحملهن وفق التصور الشرقي لذا فان الرغبة تشترك بين الطرفين في مثل هذه الحالات.
إن تلك العوامل ورغم سمو مفاهيمها لم تستطع أن تجعل من حالات الزواج مع الغربيات حالات شائعة بل يمكننا القول إنها مازالت حالات قليلة وبالذات في شمال وغرب أوروبا. زيجات لا تستمر طويلاً
رغم قلة تلك الزيجات بين الشرقيين والغربيات فالملاحظ إن غالبتها تنتهي بالانفصال لأسباب يمكن أن نوجزها باختلاف المكونات الثقافية الحضارية بين الطرفين والتي تصل لدرجة التناحر في حالات عديدة ، ويمكننا أن نعتبر العامل والإيمان الديني احد أهم تلك العوامل التي تؤدي إلى حالات الانفصال وخاصة في ظل مجتمعات تدعو إلى العلمانية وتضع أكثر من قانون لصالح المرأة ناهيك عن الاصطفاف لصالح العرف الاجتماعي الغربي ومفاهيمه عن الحياة ، وفي هذا الصدد يمكن أن نذكر بان البنت الشرقية لها القدرة على الإبلاغ عن والديها إذا ما منعوها من إقامة علاقة مع الجنس الآخر وان المرأة الغربية لها الحق بالإبلاغ عن زوجها بتهمة الاغتصاب إن لم تكن لديها الرغبة فيها.
أما اختلاف طريقة التفكير والسلوك فانه يمثل تحدياً كبيراً لتلك الزيجات وبالذات فيما يتعلق بتربية الطفل وتوجيه سلوكه لان كل طرف يعمل على غرز مفاهيمه وأفكاره وقيمه في الطفل وبالذات الرجل الشرقي الذي يعتبر الطفل امتداد له على أكثر من صعيد. وهنا يجب الإشارة إلى دور العادات والتقاليد والعرف الاجتماعي و اختلافهما بين الطرفين كعوامل تنهش تلك الزيجات.
ان المجتمعات الغربية ورغم محاولاتها التخلص من النزعة العنصرية فإنها مازالت تحمل في مكامن فكرها ومشاعرها تلك النزعات وبشكل أدق عند عدد لا يستهان به ومن الصعوبة أن تنجح المرأة الغربية بالتخلص من نزعات عنصرية تغذيها مشاكل اقتصادية وسياسية في الغرب .
ان الزيجات بين الشرقي مع الغربيات قد يؤدي وبشكل مؤقت ومباشر إلى تأخر العنوسة في البلاد التي هاجر منها ولكن التحويلات النقدية الذي يرسله إلى وطنه يعجل بالعديد من حالات الزواج وبالأخص لإخوته وأقاربه. يمكننا القول ان الزواج بين الشرقي والغربية هي حالة مؤقتة ومحاولة إنسانية لتجاوز عوامل الاختلاف في زمن ما زال المشترك أضعف من المختلف. نماذج من طرق الزواج باجنبيات
الاول: "س" تزوج من أجنبية بغرض الحصول على الجنسية ، وقبل أن يتم له ذلك حاول خلق مشاكل فشعرت الزوجة بذلك واشتكت له عند السلطات لتعيده إلى بلده ويدخل السجن.
الثاني: (ر) و(ع) اخوة تزوجا بعد اشهر من وصولهما للسويد ، زوجاتهما كانتا ممتلئتين وهي مرغوبة عند الشرقي ومع مرور الزمن تحولن إلى السمنة وهذا يعتبر تشويه لجمال المرأة ، أصبح الإخوة بطريقة تفكيرهم غربيين ، إنهما يحاولان الانفصال الآن.
الثالث: طلب رجل من زوجته أن تتحجب فطردته من البيت وقالت له اذهب أيها الأجنبي إلى الجحيم.
الرابع: رجل شرقي تكفل بوالدته في البيت ، الموضوع تحول إلى مشكلة ومن ثم الانفصال.
الخامس: (م) تزوج من أوروبية وأسلمت ولا يفكر بالانفصال لأنها زوجة مطيعة بالمقاييس الشرقية.
السادس: (ع) متزوج من ابنة عمه في بلده وفي أوروبا تزوج بأجنبية وكلتا الزوجتين تتصارعان لمن ستكون الغلبة؟.
الدستور