نقلا عن مصدر موثوق فقد صرح مصدر مسؤول أن الحكومة الأردنية قد قدمت استقالتها اعتبارا من تاريخ 6/5/2039 و قد كلف جلالة الملك معالي الدكتور زيد سمير زيد سمير الرفاعي بتشكيل الحكومة الأردنية اعتبارا من تاريخه.
تلك ليست حكاية من قصص الخيال و لا هي من تهيئات المجانين و لكنها استقراءات للمستقبل و قد لا يعيش أغلبنا ليشهدها لكن من سيعيش سيبلغ المولود أن فلانا قد قالها.
ما يعنيني في الأمر، من الحكاية كلها أن الأردن باق و العرش باق و لن ينتهي الأردن ما بقي أردني على ظهر الأرض.
ليلا نهارا و في مختلف الوسائل الإخبارية نسمع و نقرأ عن مخاطر التوطين و نكاد نعتقد أن الهوية الأردنية في طريقها إلى الزوال. ما لا يدركه الغالبية أن الأردن كلفظ كان موجودا ما قبل آلاف السنين. و حتى في السنين المائة الأخيرة فقد كان من المسلمات التي لم ينكرها أحد أنه توجد حكومة شرق للأردن، و هذا يعني أنه هناك غرب للأردن أيضا لكن كلها الأردن.
من يعتقد أن الأردن سينتهي و أن الهوية الأردنية ستنتهي واهم. في الأردن ثوابت تجمع ما حولها. أولها الثوابت الدينية و لا يختلف أحدنا أن الهاشميين هم أساس لها، ثم الثوابت التاريخية. الأردن كان جامع للثوابت على مدى التاريخ و الجغرافيا. كانت المنطقة تعرف منذ آلاف السنين و قبل ظهور كل الأديان بمنطقة غور الأردن شرقه و غربه. إذا الأردن هو الأساس و كل ما يطرأ عليه فهو طاريء و كل ما يستجد عليها فهو مستجد إنما الأردن هو الأساس و الهاشميون هم الثوابت. للهوية الأردنية ثوابت إن انتهت إنتهت الهوية الأردنية.
أول ثوابتها الجغرافيا فإذا اعتير اسم للمنطقة بدلا من اسم شرق الأردن أو غربه أو وسطه انتهى الأردن.
ثانيها الحكم الهاشمي فإذا انتهى اسم الهاشميين من حكم الأردن انتهى الأردن. سيكون هناك كيان آخر و قد يكون أكبر أو أصغر و قد يكون أضعف أو أقوى و قد يكون أي شيء إنما الأردن كمسمى و كوطن بلا هاشميين لن يظل الأردن نفسه.
و أخيرا العامل التاريخي. فقد عرفت المنطقة كوحدة واحدة على مدى التاريخ. لم يميز أحد ما بين شرق النهر من غربه. كل الآثار مقسومة ما بين الضفتين و حتى تستكمل دراسة أثرية أو تاريخية فيجب الرجوع للجانب الآخر.لم يعد هناك أحد يستطيع أن يدعي أنه من عرق أردني صاف و لا أنه من عرق فلسطيني نقي. كلنا كأردنيين في جذورنا و في فروعنا أصول فلسطينية و نفس الشيء يسري على الفلسطينين ففي جذر كل فلسطيني أردني بشكل ما..
الأردن لم يبن على ظهور فئة واحدة بل ساهم الجميع في بنائه و لا زالوا. الأردن جميل بنسيجه من شوام و شيشان و أكراد و أرمن و خليجيين. كلهم أنتجوا لنا جميعا أردن اليوم، جتى أن نسبة كبيرة من المصريين والإيرانيين و البهائيين كلهم تشابكوا في نسيج واحد حتى وصل الأردن إلى ما هو عليه الآن من رفعة و علو بين الدول. كلهم أردنيون ما كانوا و ما شاؤوا. أردنيون ما دانوا بالولاء و الإنتماء للأردن. أردنيون ما تعاملوا مع الهوية الأردنية كمصير و ليس كمرحلة انتقالية. أردنيون طالما تنافسوا في شتى الإنتخابات البلدية و الجامعية و الإقليمية و النيابية أو غيرها دون ارتباطات أو ولاءات أو منظمات تدعي شرف الولاء و الإنتماء للأردن شكلا و لغيره انتهاءا.
فلسطين في القلب و ستظل في القلب و سيبقى الأمل بتحريرها و إستقلالها الكامل لكن نرفض أن يحمل الفرد منهم هوية أردنية فإذا انتهت الغاية منها عاد يحمل جنسية أخرى. نقبل أن يعيش بيننا كعراقي أو كأي عربي ينتمي لجنسية أخرى لكن ما أن تنتهي الظروف حتى بعود فيحمل جنسيته التي يطلبها أما أن يكون أردني الولاء و الإنتماء اليوم و هو يبيت انتماء و ولاء لغير الأردن و يضمر ما خلف الأكمة فهذا مرفوض. الإدعاء بتبعيات و ولاءات في الإنتخابات لأي جهات غير أردنية مرفوض بالمطلق. الإدعاء بالفتحاوية أو الجبهاوية أو الأحزاب غير الأردنية أو بالولاء لأي جهة أو تنظيم غير أردني مرفوض بالمطلق و يدخل ضمن الخيانة العظمى فالولاء أولا و أخيرا للأردن بكل قضه و قضيضه.
هذا بالملخص و علينا أن ندافع عن الأردن و نحميه و نحمي رموزه, أولها العرش الهاشمي ثم جيشه و أمنه و رجاله ثم كيانه الأكمل. و بعد ذلك نختلف في ما بيننا على كل التفاصيل، المهم أن الثوابت لا يمسها أحد ألا و هي: الوطن و الأرض و العرش.