أليس من حق الشعب ان يحاسب المفسدين الذين لم يرحموا الوطن وابناءه عندما قاموا بأمور ضد مصالح وحقوق الشعب , عندما تجرأ فلان على الاختلاس او تسبب بإيذاء او اعتدى على حقوق العامة اوغيرها من الامور ...
خرج الجميع في مسيرات تطالب بمحاكمتهم ومحاسبتهم على افعالهم وتكررت المطالبات الى وقتنا هذا وما زلنا نطالب ان تكون النزاهة في الحكومات المتعاقبة وان لا يتم استغلال حقوق الآخرين ممن هم في مواقع المسؤولية .
لقد بدأ الاصلاح لمحاسبة هؤلاء المفسدين وبدأنا نشعر بأن هناك محاسبة حقيقية لهم لما اقترفوه من اعمال اثرت على مصلحة الوطن والمواطنين ...
ولكن ما يؤسف و يثير التساؤلات , لماذا التناقضات ؟
فلماذا بعد المطالبة بمحاسبة المفسدين وخروج التظاهرات لمحاسبتهم اصبحت تجري الآن على الساحة مظاهرات واعتصامات لمناصرين لمن اعتبروا رموزا للفساد ؛ ليطالبوا بالإفراج عنهم !
لابد ان من يقوم بتحريك هؤلاء هم انفسهم الذين تم اتهامهم بالفساد وجرت الاعتصامات والمظاهرات لمحاسبتهم فالتساؤل .. كيف سنحارب الفساد ونطالب به وهناك من يطالب بالإفراج عن المتهمين بالفساد ؟!
تساؤلات وحيرة كيف لنا ان نستمر في مسيرة الاصلاح وهناك من يقوم بتعطيلها والسير بالاتجاه المعاكس !
ان هذا الاتجاه سيقودنا الى التطرف والعنصرية لان على الجميع تحمل المسؤولية على مافعلوا ، فيجب ان يحاكموا امام القضاء دون ان تجرنا العاطفة لاي شخص منهم ؛ حتى تتم محاسبتهم على ما ارتكبوه من فساد, فالجميع في هذا الوطن هم عشيرة واحدة هي عشيرة الاخلاص والوفاء لهذا الوطن الذي ننتمي له جميعا ونسير تحت رايته الاردنية الهاشمية فعلينا ان تبقي وحدتنا ومسيرتنا الاصلاحية هي الاساس في محاربة الفساد والمفسدين ؛ للوصول الى وطن الديمقراطية ولكي نبقى وطن الامن والاستقرار .. يدا بيد .. عشيرة واحدة .. عشيرة الاردنيين الاحرار .. تحت ظل الراية الهاشمية ...ولنبقى دائما السباقون للاصلاح ، ليس التخريب والتدمير كما يريد البعض ولندع القضاء يحقق دون اية ضغوط من اي اطراف ليحكم بالعدل فيحاسب من اخطأ وينصف من لم يخطىء ، ولنحقق ما نأمل من اصلاحات ومحاربة للفساد ليبقى الاردن كما كان دائما ثابت الانتماء والموقف ووحدة الرسالة ً.