بسم الله الرحمن الرحيم
"لماذا تهدم الخيمة؟!"
يأسرك التجرد للمبدأ والرسالة دون التفات لمنطق التجار في الربح والخسارة
وتبهرك الجدية والتصميم على ضرورة تحقيق الاصلاح الشامل ولا تلهيهم المطلبيات على ضرورتها
وتجد مكان الاقتداء بهم واسعا في الاصرار على وحدة العمل والشورى
ويفرحك حتما مدى الانسجام بينهم وتوافقهم على كيفية ادارة المشروع على تنوع افكارهم واتجاهاتهم وهي عريقة وقديمة في الطفيلةلا كما يتوهم البعض
ويدهشك مستوى الوضوح وتبين ابعاد الطريق لديهم وكيفية التعبير عن الذات
وقد يرى البعض مبالغة فيما اقول بسبب الاجواء التي تحيط به ولا غرابة ولكن كل المطلوب منه ان يزور الطفيلة ليؤكد قناعات او يغيرها ولن يخسر شيئا فزيارة الطفيلة حتى الان متاحة !!
انت في الطفيلة الاقل سكانا بين المحافظات والمتميزة في الفقر والبطالة ونقصان الاحتياجات الضرورية وان كانوا لايركزون على خصوصيتهم بل يتحدثون عن مصالح الشمال والوسط والوطن كله
لكنه فقر في اليد فقط لم يتسلل للنفوس الكبيرة فهم يصرون على قرى ضيوفهم ولو كانوا بالمئات وهذه حقيقة.
فلو كنت ضيف المساء المتأخر لاستضافوك عنوة حتى لو استدانوا قراك
والجديد عندهم وفيهم اليوم انهم في الربيع العربي بل وقبله بثلاث وعشرين عاما احرجوا النظام وقوى الشد العكسي والمطالبين بالاصلاح على حد سواء فقد تعودوا على اخذ الكتاب بقوة وعزيمة دون تلجلج وما لانت لهم قناة
ولو كان في ارضنا عدالة وفي الضمائر حياة ’ ولو كان في القيم متسع ’ وفي العقول نباهة ’ لاصغى النظام لحديث الطفيلة وقدر اهلها واكرمهم وكف عن ملاحقتهم
ولو رتبت الاولويات لتوجه الاردنيون والاصلاحيون على وجه الخصوص الى الطفيلة طلبا للعلم في مدرسة الوضوح والاصرار والجدية والسلمية
مررت بمدرستهم وعنوانها لايخفى على الطراق خيمة متواضعة الشكل عظيمة الدلالة والمحتوى عامرة برجالها ونسائها وشيبها وشبابها وليست هندية مشرعة كخيام نواب المجلس العتيد في عمان التى كان يستمتع الفقراء برؤيتها حتى وان كانوا غير مسجلين في العاصمة
وحذار ان يغريك بعض مظاهر عمارها المستهدفين فهم يخفون وعيا وبلاغة وتصميما ووضوحا لاتجده في بورصات السياسيين في عمان الذين يضنون على الوطن بساعة في الاسبوع او كلمة جريئةاو موقف جرىء الا من رحم ربك
وستتلعثم حتى وان كنت خطيبا وستهمس وان كنت صيتا وستتواضع مرغما ولو كنت عاملا بسبب ما ترى وتشهد وتسمع , والاولى ان توفر وقتك لتستمع اليهم فقط وتحاول ان تأخذ وصفتهم لمعالجة ادواء كثيرة نخرت اجسادنا
لقد اتعبوا من بعدهم من الاردنيين , واحرجوا النظام الذي لازال يصغي لقوى الشد العكسي ويتجاهل الصادقين الاوفياء لوطنهم وشعبهم ’وان الوعود والوعيد لاتقعدهم والتشويه والتضليل لن يفلح باقناع الناس ضدهم لاسباب عديدة ذكرت بعضها لبعضهم انهم يسيرون بقوة الدفع الذاتي المدروسة والطبيعية الخاصة بهم ولم يحركهم احد ولم يحفزهم احد , والدليل على ذلك انه لم يستطع ان يسكتهم احد حتى مع محاولة استخدام الامن الخشن معهم , وكذلك لسلامتهم من امتلاك حطام الدنيا المثقلة والمقعدة لغيرهم ويحمدون الذي لايحمد على مكروه سواه
ان خيمة الطفيلة المهددة بالازالة على طهرها وسلميتها هي خيمة الاردنيين جميعا دون استثناء وهي التي لم تغفل القدس والاقصى حتى في غمرة المطالبة بالاصلاح قبل شهور وهي خيمة الاصلاح الاردني الشامل الذي ينشده الاردن والاردنيون ومحاولة خلع اعمدتها من الشباب الصابر وهدم اعمدتها هدم لمقدس في الوطن وتاريخه وليحذر الذين يفكرون بمحاربة الافكار بالهراوات والسجون وعليهم قراءة التاريخ
وان تراخى المتحدثون عن الاصلاح بكل اتجاهاتهم عن المحافظة على خيمة الحرية قائمة فعليهم ان يراجعوا مواقفهم فمصداقيتهم على المحك امام الله والناس , وليعمدوا الى تصويب المسيرة والبحث عن مكامن الضغف واصول الداء لوضع القاطرة على سكة الاصلاح الشامل
سالم الفلاحات
الاحد 18\3\2012
Salem.falahat@hotmail.com
2