تزايدالإقبال على شبكة الإنترنت وسوء استخدامها متمثلا في قضاء وقت طويل في الإبحار فيها، ظهر ما يسمى في الآونة الاخيرة « إدمان الإنترنت »..هو فقدان للسيطرة على النفس وعلى الوقت الذي يقضيه الشخص قبالة الشاشة ، غرفة يلفها الظلام ، وتسبح في ضوء شاحب يميل إلى اللون الأزرق ، وداخلها مستخدم للإنترنت ملتصق إلى شاشة لا يكاد يفارقها.. مشهد لا يعكس غير مفهوم الادمان هذه الظاهرة التي باتت حديث الصحف ووسائل الإعلام .. وترجع لعدة اسباب : منها \"الملل، الفراغ، الوحدة، الهروب من واقع مشكلات الحياة المحيطة به ليجد نفسه غرقان في المغريات التي يوفرهاالانترنت له..تؤدي هذه الظاهرة لاضطرابات نفسية إكلينيكية يُستدل عليها بمجموعة من الأعراض. وقد تزايدت في الآونة الأخيرة البحوث النفسية التي تؤكد على أن الاستخدام المبالغ فيه لشبكة الإنترنت يسبب إدمانا نفسياً يشبه نوعاً ما في طبيعته الإدمان الذي يسببه التعاطي الزائد عن الحد للمخدرات والكحوليات. و يعتبرالبعض أنه اشتقاق من حالات إدمان أخرى مثل الإدمان على الشراء أوالمقامرة وغيرها امااعراضه :..فتشمل عناصر نفسية واجتماعية وجسدية، تؤثر على الحياة الاجتماعيةوالأسرية للفرد.. الأعراض النفسية والاجتماعية لإدمان الإنترنت تشمل الوحدة، والإحباط، والاكتئاب، والقلق، والتأخر عن العمل، وحدوث مشكلات زوجية وفقدان للعلاقات الأسرية الاجتماعية ، مثل عدم قضاء الوقت الكافي مع الأسرة والأصدقاء .. والأعراض الجسدية تشمل التعب والخمول والأرق، والحرمان من النوم، وآلام الظهر والرقبة، والتهاب العينين كحد ادنى ..هذا بالإضافة لمخاطر الإشعاعات الصادرة عن شاشات أجهزة الاتصال المختلفة الحديثة .. فلنبادر لعلاج انفسنا لكي لا تتفاقم الظاهره مع كل منا دون شعورنا بذلك فمثلا ترتيب وقتنااليومي من لحظةالصحيان من النوم و اللجوء الى الصلاة و كل صلاة في وقتها و تحديد الهدف عند الدخول للانترنت و عدم الدخول لمواقع وتصفحها دون هدف معين و اللجوء للمطالعه وقرآءة الكتب المفيدة و التواصل الأجتماعي مع المجتمع و بالذات القريب منا و ممارسة الالعاب الرياضية اليومية وايضاً النوم 8 ساعات يوميا..
في احد المواقع قرأت وصف أعجبني بكلمات بسيطه جدا ومفيدة ومختصرة وشاملة وهي كالآتي: .. كان الناس فيما مضى يدمنون الناس .. يدمنون الجلوس مع العائله .. يدمنون الحب .. ينتظرون بلهفة المشتاق .. نظره من بعيد من عيون الحبيبة او الحبيب .. يدمنون العمل لانه عبادة .. يدمنون الارض لانها العرض .. يدمنون الاخلاق لان الامم بأخلاقها .. فادمنوا الان التكنولوجيا والنت والموبايل .. والجلوس خلف الشاشات بالساعات الطوال معاركنا على كافة اشكالها تدار من خلاله .. ومعارك الحب الطاحنة على صفحات مسنجراته .. ونعشق ونحب فرسان النت .. بعد وصول رسالة منهم تطلب الاضافة .. وتنتهي قصصهم بعمل بلوك بكل بساطه .. تمسكنا بالقشور ونسينا نبل الهدف .. وادمنا ارتداء الاقنعه .. واختفينا وراءهاوصنعنا البطولات على ساحات هذا الجهاز لنبحث عن انتصارات ليصفقوا لنا لنعيش شعبيةً وهميةً تنتهي فصولها بكلمة (شت داون) او ( ساين آوت )اغلاق .. نسينا ان الانسان لا يكون انسانا الا بالتفاعل الا بعد ان يتحول الى حقيقةً نسينا الواجبات وصلة الارحام ولغة التفاهم ولغة التواصل وهجرنا البيوت وسكنا في الهوت ميل اوالياهو واخواتهم بيوتنا كالخرائب لا تسمع لها الا ضربات ايقاعيةً على لوحة المفاتيح اصبحت كالمعزوفة لا يمكن الاستغناء عنها ونطرب لسماع صوتها لنتجاهل انسانيتنا مرةاخرى .. لنحاول نفض الغبار عنا لنخرج الى الحياة ونشم رائحة الارض وننظر الى وجوه الاخرين نسلم عليهم نبتسم في وجوههم نتزاور نتحادث نسمع اصواتنا وصداها نمارس احساسنا الحقيقي كبشر بعيدا عن ادمان شبكة الانترنت والتعلق والالتصاق بها .. مثلها كمثل بيت العنكبوت وخيوطه عندما تتعلق بها الفريسة او الضحية بكل قوة و لا تقدر بكل عناء وجهد من الخروج منها... ( فالـ نحذر بيت العنكبوت وخيوطه )...
بالنهاية ارجوا ان اكون قد لممت لكم الموضوع من جميع جوانبه لنفيد ونستفيد بكل ما نكتب .. واعانناالله جميعا على تخطي مثل هذه المشكلات وهدانا واياكم على هديه واتباع سنة نبيه(آمين ).. و دمتم سالمين...