أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
فيديو - الأمن يعلن قتل شخص أطلق النار على رجال الأمن في منطقة الرابية في متابعة للحادث الامني قرب السفارة الاسرائيلية في عمان .. قوات الامن العام تسيطر على الوضع والتعزيزات تبدأ بمغادرة المكان الاردن : اصوات اطلاق نار قرب سفارة الاحتلال في الرابية والامن يبحث عن الفاعل- فيديو هل ينقل لقاء فلسطين والعراق الى الاردن ؟ آل خطاب: التنبؤات الفصلية تشير لانخفاض معدلات الهطولات على الاردن العثور على سيارة الحاخام المفقود في الإمارات وشبهات حول مقتله الاردن .. طلب ضعيف على الذهب وسط ترقب الأسعار %17 انخفاض إنفاق الزوار الدوليين للاردن في 10 أشهر الاردن .. 3 طلبات تصل لمروج مخدرات اثناء وجوده في قسم المكافحة التوجيهي المحوسب .. أسئلة برسم الاجابة إقرار نظام الصُّندوق الهندسي للتَّدريب لسنة 2024 الموافقة على مذكرتي تفاهم بين السياحة الأردنية وأثيوبيَّا وأذربيجان وزير الدفاع الإسرائيلي لنظيره الأميركي: سنواصل التحرك بحزم ضد حزب الله تعديل أسس حفر الآبار الجوفيّة المالحة في وادي الأردن اختتام منافسات الجولة السابعة من دوري الدرجة الأولى للسيدات لكرة القدم ما هي تفاصيل قرار إعفاء السيارات الكهربائية بنسبة 50% من الضريبة الخاصة؟ "غرب آسيا لكرة القدم" و"الجيل المبهر " توقعان اتفاقية تفاهم عجلون: استكمال خطط التعامل مع الظروف الجوية خلال الشتاء "الأغذية العالمي" يؤكد حاجته لتمويل بقيمة 16.9 مليار دولار مستوطنون يعتدون على فلسطينيين جنوب الخليل
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام إهداء الى سمير الرفاعي قبل النوم

إهداء الى سمير الرفاعي قبل النوم

09-03-2010 09:37 PM

هذه القصة ليست حقيقية ولكنها تمت الى الواقع بصلة كبيرة , أشخاصها وهميون من نسج خيالي , ولكنهم في الحقيقة موجودون , مكانها أفكاري , وحيزها الاوراق فوق درج مكتبك , زمانها من أسراري , أما توقيتها فهي عقارب ساعتك , هي قصة قصيرة , ولكنها إن علمت في رحلتك طويلة.

يحكى أن رجلا من أبناء الوطن , عاش عمره خارج الوطن , مرفهاً منعماً مكرماً , درس أرقى أنواع العلوم , وارتاد أعرق مناهل العلم في العالم كله , اكتسب من العلم الكثير , وعمل في أعلا المناصب , وتولى إدارة أقوى الشركات , لديه على الحائط ما أكثر الشهادات , حين تراه تذهل , وتقول له : في علنك قبل سرك ما أروعك.

ولأنها قصتي , فهي مملكتي , ولي فيها وسيع حريتي , لذلك يحكى أن أباه قد استثمر فيه ليوم فيه عسر , وليكون جنبه في ساعة الحاجة اليه وقت الشدة, ويحكى أن اباه يملك من الأغنام قطيعا صغيرا , يعتمد عليه في المأكل والمشرب , ويطبق منها سياسة الإكتفاء الذاتي , ولكنه واجه في الاوانة الأخيرة مشكلة مع الرعاة , فهذا يخون , وهذا مهمل , وذاك يترك الاغنام للذئاب والكلاب المسعورة , والأب لا يقبل أن يبيع أغنامه , فهي سر نجاحه , و أساس بقائه .

أُسقط في يد الاب , فأرسل الى إبنه العالم , آن أوآن قطف الثمار , وجني نتائج الاستثمار , فطلبه , وللأمانة لم يتأخر , رد النداء حاضراً قادماً, واليك يا أبي عائداً , قبل يدي أبيه , وعاهده أن يضع كل خبراته بين يديه , و وعده بتغير الحال , ورفض المحال , أبتاه لا تحزن , واسترح ولا ينشغل لك بال على الأغنام.

أُقيل الراعي السابق , وتسلم الإبن المغوار زمام الأمور, وأعلن أنه سينجح  بإقتدار, أخذ معه مساعد الراعي الراحل , وساق الى الدرب الاغنام لترعى وتأكل وتطمئن وترتاح بأمان , وفي الطريق سأل الراعي الجديد الابن الصنديد , سال المساعد: ما رقم جوالك؟ أجاب المساعد : بالجرابات 44 وحافي 45 .

سأله مرة اخرى : هل عندك إيميل؟ اجاب: لا ولكن عندي سكري و روماتيزيم

القائد الجديد يسأله من جديد : يا مساعد : الا تتابع الأخبار ؟ أجاب المسكين : فقط أخبار عمان , وحفظتها عن ظهر غيب بصم.

استغرب الابن القائد , ما هذا التخلف ؟ كيف يساعدني وهو يحتاج الى مساعدة تنويرية تثقيفية؟ حاول شرح الأمور للمساعد البسيط , أراه جواله اللمس الحديث , وأسمعه منه كثيرا من الحوارات والنقاشات والأغاني والموسيقى الراقية , وأراه صورا , وتحدث له عن شهاداته وعن الشركات التي تولى ادراتها ...الخ .

وفي لحظة الإنشغال , بسرد سيرة القائد الذاتية , وإنشغال المساعد بالنظر اليه بطريقة إندهاشية , تفرقت الاغنام , وابتعدت , ضاعت الحراسة عنها , في الشرق قليل , وفي الغرب قليل , هنالك مجموعة , وهنالك بعض من مجموعة , انتفض القائد الجديد , وحاول بكل جهد ان يعيد الجميع , نادى وصرخ, انا ابن جلا, درست هناك وتعلمت هناك وعملت هناك و تريدون ان افشل هنا؟ , ثم أخرج جواله المتطور , شغل كافة الاصوات عنده , لم يستجب من الاغنام ولو حتى عبور , حتى التي كانت بقربه أصبحت تفر وتهرب .

تفرق الشمل , من أول يوم , من أول محاولة , احتار الابن الزعيم , ما العمل ؟ كيف يتصرف؟ نظر الى المساعد المذهول بكل التكنولجيا التي أخرجها الراعي الجديد , وقال له : ويحك الاغنام , ويحك الاغنام , وبلحظة استفاق المساعد , ونظر الى الاغنام المتفرقة , ورفع يده بحجر صغير , رماها بكل خفة وهو يقول : شششه ششه رررررر

وبسرعة تجمعت الأغنام , وتوحدت من جديد, وأمامهما وقفت لا تحيد , تغني أحلا النشيد .

سال الراعي الجديد المساعد العتيد : ماذا قلت لها لتجتمع هكذا؟ أجابه : لا أعلم , ولكنني قلت ما كان أبي يقوله لها , عندها خطرت بباله فكرة لماذا لا يسجل هذا التردد الغريب على جواله؟ , ويستخدمه كلما دعت الحاجة , وهكذا يحل المشكلة , ويخترع نغمة جديدة تكون لكل راع يأتي من بعده من آل بيته , ثم سأل المساعد من جديد : هل لديك الكثير من العبارات والأصوات المفيدة ؟ , عندها فقط تنبه المساعد الى الفكرة , وعرف الغاية, فجلس على الارض وصمت , وأشار بيديه بأنه لا يفهم السؤال , حاول الراعي معه كثيراً وكثيراً , ولكنه لم ينجح في جعل المساعد يتحدث من جديد.

وهكذا نعلم يا سمير : أن القصة القصيرة لا يمكن أن تعطي كل الحلول , ولا يمكن أن تشفي الغليل , لانها قصيرة.

ما أجملك وأنت نائم , سأُغطيك حتى لا تأخذ برد , غداً حين تستيقظ سأسألك : في اي مرحلة من قصتي قد نمت ؟

ويا خوف فؤادي من غد , خصوصا إذا كنت قد نمت من الفقرة الاولى.

حازم عواد المجالي

نائب مدير عام مجموعة

في الاردن كلنا شركاء





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع