أحياناً تشاهد تجمعاً كبيراً من الرجال والنساء والصبية أمام إحدى محال الشاورما، وعندما تقترب من المكان أكثر لاعتقادك أن خطباً مهماً قد حدث في الحي.. فيتبيّن لك أن زبوناً طلب (وجبة عربي).. ثم تراجع وأخذ (الفيشة).. وتتساءل طيب!! لماذا تجمّع كل هؤلاء؟! بالتأكيد، ليس لديك إجابة، سوى أنهم كانوا على أمل (طوشة) أو على الأقل (هيصة) محتملة بين الزبون وصاحب المحل تمتّع أنظارهم وأسماعهم برهة من الزمن.
أزمة خانقة وأنفاق مغلقة وجسور مزدحمة من دوار الداخلية إلى إشارة الدوريات، تعتقد أن ثمة حادث سير مؤلم قد أوقف الحركة، وألزم الناس التريث وأخذ العِبر، وعندما تصل بسيارتك إلى مكان الحادث بعد ساعتين من المشي السلحفائي.. تجد أن غماز (ميتسوبيشي 82) وقع فجأة على الأرض، أو (بكسة) بندورة سقطت من بكم (ديانا).. وان كل هذا الازدحام سببه، (التصفير) و(التصفّن) بما جرى، رغم انه لم يجر شيء على الاطلاق.. مجرد طقوس لاستمراء (الهيصة).
في وسط البلد عندما يتجادل مشترِ مع بائع بسطة على سعر (صوص تعباية) يقف على البيعة ما لا يقل عن 5 أشخاص، وعندما يسقط موبايل من يد صبية يقف عشرة ليروا كيف ستنحني الصبية لتلتقط الموبايل، وعندما تمر سيدة والدموع في عينيها من أمام محكمة شرعية ربما لخلاف مع شخص ما أو تلقت نبأ سيئاً عن قريب.. لا يبقى كاتب استدعاءات ولا سائق سرفيس ولا بائع طوابع ولا (كعك ببيض) في المنطقة الا ويطاردوها بنظراتهم مع استخدام ابلغ عبارات الولولة..
***
الغريب عزيزي القارئ انك لو احتجت (كيبل تشريك) أو مفتاح جنط لفك (بنشر) في قمة الازدحام والحاجة، بقدرة قادر لن تجد أحداً حولك.
ahmedalzoubi@hotmail.com