هناء شلبي تعاني خطرا على حياتها

زاد الاردن الاخباري -

"اذا خرجت هناء من السجن سالمة, اريد ان أضمها إلى صدري وبعدها لا يهمني ان اموت", بهذه الكلمات الممهورة بسيل من الدموع تحدث, ل¯ "العرب اليوم", الحاج يحيى شلبي, والد الاسيرة الفلسطينية, هناء شلبي (29 عاما), المضربة عن الطعام بإصرار مذهل. وعندما التقيناه كان اضرابها قد دخل يومه السابع والثلاثين, وفيه تعبر عن رفضها واحتجاجاً على ظروف سجنها الاداري منذ شهر شباط الماضي. وحسب أكثر من مصدر طبي مهني, هناك خطر جدي على حياتها, بسبب تدهور حالتها الصحية من يوم الى يوم. وقد عبر والد الأسيرة الصامدة, ابو عمر, خلال اللقاء, عن قلقه من تدهور صحتها والخطر عليها, وظروف اعتقالها خاصة في ايام البرد القارس, حيث وصله ان ابنته كانت تعاني من البرد وحرمت من التدفئة, في أثناء موجة الصقيع التي ضربت البلاد مؤخرا. وذكر ايضاً, انها تعاني من دقات قلب غير منتظمة وأنها اصيبت بتلوث في الدم.

يأتي اضراب الاسيرة هناء شلبي, بعد انتهاء اضراب الشيخ خضر عدنان عن الطعام مدة تقارب السبعين يوماً. ويتزامن مع اضراب اكثر من 20 أسيرا فلسطينيا آخرا عن الطعام تضامنا معها وتحت نفس الشعارات التي ترفعها: "ألغوا عنا الحكم الاداري", واعلان 70 اسيرا عن مقاطعتهم المحاكم العسكرية, مطالبين بتحقيق مطالبهم بالحرية ووقف الاعتقالات الادارية ضدهم. وفي رده على سؤالنا اذا ما كانت هناك معركة منظمة يشنها الاسرى الفلسطينيون, من اجل الغاء الاعتقال الإداري? لم يستبعد المحامي جواد بولس, مثل هذا الأمر. وقال: " لا شك ان هناك حركة واضحة داخل السجون, وهي في حالة تصاعد مستمر ".

يذكر أن الأسيرة هناء شلبي, هي اسيرة سابقة, تم اطلاق سراحها ضمن صفقة شليط الاولى في شهر آب ,2011 بعد قضاء 5 اعتقالات ادارية تعادل 25 شهرا من السجن. كما روى والدها أمامنا. وأضاف ان قوات كبيرة من الجيش والشرطة حضرت بعد منتصف ليلة 16 شباط الماضي الى بيته واعتقلت ابنته, بعد وصول معلومات مخابراتية ضدها, كما قالوا. وروى لنا والدها يحيى شلبي, كيف قام افراد الشرطة والجيش الذين حضروا عندما كانت هناء تغط في نومها. وقال: "عندما اعترضت على اعتقالها وارادت معرفة السبب, قاموا بضربها بشكل همجي وإهانتها داخل البيت وحاولوا منعها من تغيير ملابس نومها".

تنتمي هناء الى عائلة مؤلفة من 12 فردا, وهي السابعة من بين 10 اشقاء وشقيقات. يوم 29 ايلول من العام 2005 استشهد شقيقها سامر (24 عاما), الذي كانت تربطها به علاقة وطيدة, برصاص جنود الاحتلال. والدها ما زال يذكر أن ذلك كان يوم خميس من الاسبوع. أحبت التطريز الفلسطيني ويقول انها, امضت ما يقارب الستة اشهر في تطريز لوحة لخارطة فلسطين.

بقي ان نذكر ان عشرات آلاف الفلسطينيين اعتقلوا إداريا منذ الاحتلال الاسرائيلي في العام ,1967 وان عدد المعتقلين الاداريين الحاليين في السجون يبلغ 316 اسيرا وأسيرة. بينهم عشرات نواب انتخبوا للمجلس التشريعي الفلسطيني, مثل حسام خضر, احمد قطامش 62 عاما, احمد الحاج علي 73 عاما ومعتقلين اداريين آخرين متقدمين في السن.

ومن المفارقات ان ضحايا الاعتقال الاداري الاول في فلسطين , أيام الانتداب البريطاني, كانوا زعماء الحركات الصهيونية اليمينيين, مثل رئيس المحكمة العليا السابق مئير شمغار ورئيس الحكومة الأسبق, يتسحاق شمير وغيرهما من قادة تنظيمات اليمين. وعندما فرض عليهم الاعتقال الاداري ايام الانتداب, وصفوها انها حيوانية وغير ديمقراطية وعندما اصبحوا هم الحكام بدأوا يمارسونها بهذا الشكل الجارف ضد الفلسطينيين.

العرب اليوم