الى ناهض حتر .. والهوى سلطي

زاد الاردن الاخباري -

كتب- عبدالهادي راجي المجالي - لا تسألني كيف اكتب لك ولماذا ولكنه هواياي وشوق الحروف اذ قرر هذا الصباح ان يرحل اليك فاقبل مني ومن قلبي تلك الحروف يابن البلقاء... والهوى سلطي

ناهض ....وانت محترف في وصفي التل وأشهد لك بأحترافك وانك من علمني كيف نقرأ ذاك الشهم الحر وانت الذي اخذني الى مرويد التل وحكى لي في منزل عبدالرحمن القطارنه عن الاردن..وأشهد لك يا بن العم انك مقاتل شرس في وطنك وهويتك وجذورك ومقاتل بالحبر والمبدأ ...حماك الله والصليب اذ قرر لمسارك وحياتك ان تولد في وطن التسامح ولو كنت في بلد غير بلدنا ..لكنت مشروع شهيد تكتب عنه الدنيا ما تكتب.

اخي وصديقي:-

في الكرك - طابت جديلتها وطاب المحيا- ....كان كنيسه ومسجد وشارع وفي الكنيسة كان ابونا (الدو) يعلمنا قراءة الحرف والتسامح والحب ...وفي المسجد تعلمنا ايضا تلاوة القران والصدق وفي الشارع كان هناك صديق لوالدي اسمه –فريد الحوراني- رحمه الله كان يعلمنا ابجديات البعث والرفض....وكنا نسمع عن بطولات المرحوم شربل الهلسه... اذ قالت لنا الاخبار انه معتقل في انصار ..وقال بعض الرفاق انه استشهد في معارك الجنوب اللبناني ..وكان ايضا (اعطيوي المجالي) رئيس بلدية الربه على موعد مع تونس فقد استدعاه الرئيس عرفات على عجل لأجتماع المجلس الوطني الفلسطيني ...وكنا ايضا نسأل عن سعد المجالي الطيار المقاتل في صفوف المنظمه وكانت فلسطين والعراق على مفربة من قلوبنا ...على مقربة من احداق العين وهوى القلب.

لم نتلوث بالدولار وقتها ولا( بالكوميشن) وكنا نقرا الرأي والدستور ...وما تخطه يدا سليمان عرار وصحف العهر الوطني الملطخ بالدولار لم تكن قد انبلجت الى فجر التعري بعد ...لكننا عرفنا في ذلك الوقت عبدالحليم النمر الحمود استاذ الرفض الوطني والهوى وعرفنا صالح المعشر وشماغه الابيض وكيف تميل الدنيا على اصبعه ان أدلى بالرأي الراجح وكنا نعرف صايل الشهوان ووصفي وعلي خلقي ..ودم هزاع .

وكبرت فيما بعد وتغيرنا وانا احببتك يا صديقي لسبب بسيط هو انك اعدتني في لحظة من العمر الى الزمن الكركي الجميل مطلع الثمانينات حين كانت الكنيسة ترسل ابنائنا الى جامعات اليونان وروما والعراق وسوريا وحين كان التمرد طبعا والهوى نهجا والاردن دما ووريدا....وحين كان الحزب ابا والاعتقال منزلا لخالاتنا .

اخي ناهض

عمدت من طهر الرفض والكنائس في الكرك الابية ونشأت على مقربة من مقامات جعفر وزيد وخالد وفي منزل بجانبه اجتمع وصفي وهزاع ذات وطن وذات نهج وذات مبدأ وقرروا ان يكون الاردن سيدا ولو كان الثمن دمهم ونشأت صديقي العزيز الطيب ...على بعد فراسخ من صهيل الخيل وكنت حفيد اسماعيل الشوفي أول من ثار على الاتراك في درب الكرك واعدم في القدس وجادت يدا المرحوم روكس بن زائد العزيزي بالكتابة عنه في صيف (1986) ...وتربيت على فروسية العسكر والوفاء ..فكيف ياصديقي في لحظة من التعب الوطني الخالص تصفنا صحف العري والمال الحرام بالمرتشين وهل سدننة الحرف الامريكي والمجون والكوميشن ذاقوا حلاوة الاردن مثلما ذقتها حتى يصبحوا اوصياءا على المنابر والاحرف.

ذات يوم مضمخ بالتعب حاصروك في زاوية من زوايا اللويبده وضربت وكنت عندك في مستشفى لوزميلا حين استأصلوا من امعائك ما يزيد عن المتر ...ولم تهدأ ولم تهادن في شرفك الوطني او حبرقصائدك الرافضه او حتى فيما قاله الرفيق تروتسكي.....مشكلتك كانت انك تحب الاردن وتحبه بطريقتك ونهجك وديدنك الخاص في حين انهم كانوا يحلبون الاردن وثمة فارق بين لغة العشق ولعنة الحلب .....وفي لحظة من زوال الاقنعة عنهم تركناك جميعا وحيدا في ساحة متلاطمه قاتله ..وكان الممكن الأستثمار في عقل ناهض حتر كان من الممكن ان نقدمك للعالم العربي كقاريء ومفكر ويقوى على مجابهة هيكل كان من الممكن ان نرسلك للمؤتمرات العربيه بدلا من ان نرسل من الصحف حملة الحقائب والطامحين بالمياومات ..كان من الممكن ان تعيد صياغة مشروع وصفي في فيلم او كتاب وتخبر الناس عنه ....كان من الممكن ان تحول من رجل الى مؤسسه ولكنهم شوهوك وشوهوا منهجك ووصفوك بأشبع ما وصف فيه مفكر عربي في القرن العشرين .

اخي العزيز ناهض

انا لا أكتب لك ردا للأعتبار لان اعتبارك اكبر من كلمات عابره في زمن عابر في وطن تائه ولكني اكتب لك كي تعود الى المنابر ....فقد شعرت بالعار الوطني يلفني امس وانا اقرا قصيدة لك تريد ان تنشرها في صفحة ثقافيه ورأيت يد المحرر خائفة ترتجف وتمنع نشرها ...وسألت نفسي في لحظة (قرف) من المشهد والحاله هل صار الشعر حتى الشعر محللا لأنصاف الشعراء ومحرما على رجل علمنا من هو وصفي ؟....على رجل انتجته زيتونات البلقاء وهوى الفحيص والنشميات اللواتي انشدن لحابس حين كان البارود قاسيا على البارود.

ولفني العار الوطني ايضا حين اختزلت قضيتنا وأزمتنا في صحيفة تمارس التعري ....وتلتحف الدولار الامريكي ويكتب فتى فيها اننا مرتجفون وجواسيس وخونه ...على مسمعك( ابا معتز) الحبيب ..وعلى مسمع الطيار المقاتل (سعد المجالي) الذي افنى العمر في صفوف الشرف والثوره الفلسطينيه ..وعلى مسمع روح الحر الطيب الرفيق (تشربل) هلسه والذي ضاق المر في معتقل انصار ..وعلى مسمع ابي راجي المجالي الذي باع وقته وعائلته والتحق بقواعد الجبهة الشعبية في الجنوب رفيقا وسائقا ينقل الذخيرة والمؤنة لأجل فلسطين وعلى مسمع حبيب ياسر عرفات وصديقه عضو المجلس التشريعي الفلسطيني (اعطيوي المجالي) ..وعلى مسمع الرفيق فريد الحوراني ..ومسمع الانقياء من ابنائنا الذين قاتلوا في فلسطين والجولان والاردن وددت ان اقول لهذا الصفيق ..من انت ..؟انا هويتي واضحه في البندقية والوطن والثورة واذا كانت حصتك في فلسطين اعلى من حصتي فانا سأعتذر بالدم واذا كان وجودك في الأعلام ابهى من وجودي فسأعتذر ..ولكن قل لنا من انت فقط اعطنا تعريفا واضحا لهويتك وحجمك حتى نعطيك شرعية سن القانون والخوف على الوطن وتحديد العملاء والجواسيس

اخي ناهض

هذا الصباح لم اجد في المسألة الوطنية انقى منك لكي الجأ اليه فأعذرني على اني اوردت اسمك الطاهر واسماء اناس لهم شرف ناصع وحضور وطني طاغ مع ...متعهد حفلات ردح تسمى مقالات صحفيه ...اعذرني صديقي واخي فقد بلغ فينا التعب مبلغا لم نعد نقوى فيه على استكمال الحرف او القصة او حتى الدرب ...رعاك الله يا سيد القلم والموقف والمبدأ وانت ناهض ..ناهض حتر والهوى سلطي.