زاد الاردن الاخباري -
ثمّة فحص بسيط للعين يمكّن من التشخيص المبكر لمرض «الألزهايمر»، فضلاً عن دراسة تتحدّث عن الدور الفعّال للكافيين في تحفيز الذاكرة. ولكن، تبقى الوقاية هي العنصر الأهمّ وتبدأ في سن مبكرة، وذلك عبر تحفيز الطاقة الذهنية وتمرينها.
«سيدتي» تسلّط الضوء على الجديد على صعيد الوقاية والعلاجات لمرض «الألزهايمر»، من خلال الحوار الآتي نصّه مع الاختصاصي في أمراض الأعصاب البروفسور كمال كلاّب.
يشكّل المستوى العلمي والصحة العقلية عاملين مؤثّرين في عدم الإصابة بـ «الألزهايمر»، علماً أنّ الاكتئاب المزمن والمستوى العلمي المنخفض (أقلّ من ستّ سنوات دراسيّة) يعزّزان احتماليّة الإصابة، حسب دراسة سويدية.
وبيّنت أبحاث أخرى أن العمل في عمر البلوغ لا يلعب دوراً هاماً في تأخير ظهور المرض، بل أن العمل المبكر في مرحلتي الطفولة والمراهقة يعزّز الإصابة المبكرة بالمرض. كما ذكرت دراسة أميركية أن الهدوء النفسي يساعد كثيراً في تفادي الإصابة بـ «الألزهايمر»، في حين يساهم كلّ من الوحدة والاكتئاب في تعزيز الإصابة به فيما بعد. ومعلوم أن القلق الدائم يسبّب خللاً في منطقة «الايبوكامب» داخل الدماغ والتي تتأثّر بمرض «الألزهايمر». وتخفّف الرياضة من الخرف الناتج عن انسداد الشرايين الصغيرة في الدماغ، ولكن لم يثبت علمياً مدى تأثيرها على «الألزهايمر». من هنا، لا بدّ من التركيز على أن نحيط أنفسنا بالأصدقاء وأن نبتعد عن الضغط النفسي والاكتئاب وتمرين الذاكرة من خلال القراءة والنشاطات الذهنية والألعاب الفكرية، وكلّها عوامل يمكن تحقيقها في سنّ الشباب وتشكّل أفضل وسيلة للتخفيف من الإصابة بـ «الألزهايمر».
إستراتيجيات ثلاث
- ما هي أعراض الإصابة بـ «الألزهايمر»؟
يشكّل الجمود وعدم الحركة أبرز أعراض الإصابة، وذلك بنسبة 55 %، فالاكتئاب بنسبة 45 % والقلق بنسبة 42 %. وتختلف هذه الأعراض حسب المرضى وتزداد في خلال تطوّر المرض.
لذا، هناك استراتيجيات ثلاث للعلاج، أفضلها الوقاية التي تتمّ من خلال المحيطين بالمصاب الذين يعملون على الحدّ من الحالة التي تسبّب التصرّفات المرضية كالضجة أو الأحداث المفاجئة، بالإضافة إلى إعطاء الأدوية الخاصة بالمرض بناءً على وصفة الطبيب واستعمال المهدّئات العصبية إذا ما احتاجها، وأخيراً علاج العدوانية والحركة المفرطة، وكذلك عند الهذيان.
- ما هي التقنيّة الحديثة التي تعتمد على فحص شبكة العين؟
بات من الممكن تشخيص «الألزهايمر» وغالبية الأمراض العصبية قبل ظهور أعراضها من خلال فحص للعين تمّت تجربته على الحيوانات، ويشكّل حالياً تقدّماً حقيقياً في علاج مرض كان تشخيصه غالباً ما يتمّ بعد فوات الأوان.
وتستخدم هذه التقنيّة علامات مضيئة فوسفورية تلتصق بالخليّة المريضة، وتعطي نبذة عن درجة موتها. وتراقب شبكة العين بعد ذلك بواسطة منظار خاصّ، يستعمل أشعة «اللايزر». وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه التقنية طوّرت في معهد طب العيون في لندن. ومن حسناتها: المساعدة في تشخيص الأمراض العصبية الشائعة، تبيان مدى تقدّم المرض، المساعدة في تقييم الدواء كما يجب، متابعة موت الخليّة بشكل مباشر والقيام بالتشخيص السليم ما يساهم في الحدّ من تقدّم هذه الأمراض، وبالتالي في شفائها. ومعلوم أنّ الأدوية التي تحدّ من تقدّم «الألزهايمر» قليلة، إلا أنّ هذه التقنيّة تراقب مدى تجاوب الدماغ مع الدواء من خلال شبكة العين.
ورغم أن هذه البحوث بدأت على الحيوانات، إلا أن الباحثين قالوا إنه يمكن تطبيقها على الانسان، وهذا ما بات وشيكاً، علماً أنّ هذا الفحص غير مكلف وغير مؤذ.
25 مليون مصاب
- ما هو الخلل الذي يسبّبه «الألزهايمر»؟
شكّل علاج «الألزهايمر» أبرز موضوع للبحوث التي تجرى حالياً، علماً أنّه يتزايد في كل العالم ويفسد الحياة اليومية للمصابين به والذين يبلغ عددهم نحو 25 مليون شخص في العالم، وهذا الرقم في ازدياد لأن عدد المعمّرين يزداد أيضاً. وهو ينتج عن خلل في عمل الخلايا العصبيّة يسبّبه البروتين «تو» المسؤول أيضاً عن مجموعة من الأمراض من بينها الخرف، وذلك عندما يكون شكلها غير طبيعي مع احتوائها الكثير من الفوسفور. وتمّ اكتشاف أن هذا البروتين يتفاعل مع بروتين آخر هو «اف كا بي 52» الذي يتواجد بكثرة في الدماغ. ويشير الباحثون إلى أن البروتين «اف كا بي 52» عندما يلتصق بالبروتين «تو» يمنع تكاثره داخل الخليّة. ولذا، يعمل الباحثون على زيادة إفراز هذا البروتين للحدّ من موت الخلايا الدماغية في مرض «الألزهايمر»، ما يتطلّب سنوات عدّة قبل التوصّل إلى العلاج الفعّال.
دور الكافيين
- هل صحيح أنّه يمكن تفادي الإصابة بـ «الألزهايمر» من خلال تناول الكافيين؟
ثمّة دراسة أميركية تثبت هذا الأمر من خلال تجارب أجريت للفئران، ويؤكّد الباحثون أن الكافيين يحسّن ذاكرة الفئران ويحدّ من موت الخلايا العصبية في حال الإصابة بـ «الألزهايمر»، ما يعطي أملاً للمرضى. وقد أجريت هذه الدراسة على 55 فأرة مبرمجة جينياً لتصاب بـ «الألزهايمر»، علماً أنّه عندما يتأكد ضعف الذاكرة في الشهر التاسع عشر عند الفئران أي ما يوازي 70 سنة لدى المرء، أعطي نصف الفئران 500 ملليغرام من الكافيين يومياً في مياه الشرب لمدّة شهرين، فيما لم يشرب النصف الباقي سوى ماء. وتعادل كميّة الكافيين المقدّمة 5 فناجين من القهوة أو 14 كوباً من الشاي. وبعد شهرين، قيّم الباحثون تصرّف هذه الفئران، فتبيّن أن من تناولت الكافيين كانت عندها إمكانية حفظ أكبر من تلك التي لم تأخذ الكافيين، وكذلك أصبحت ذاكرتها توازي ذاكرة الفئران الطبيعية من العمر نفسه. وكذلك، لدى تشريح دماغ الفئران التي عولجت بالكافيين، تبيّن أن نسبة خلايا البروتين «تو» كانت أقلّ لديها بنسبة 50 %.
- ما هي أبرز العوامل المسبّبة للإصابة بـ «الألزهايمر»؟ وهل يطال هذا المرض النساء أكثر من الرجال؟
لعلّ التقدّم في السن يشكّل أبرز عامل للاصابة، وتصاب النساء بهذا المرض أكثر من الرجال وتحديداً بعد عمر الخامسة والسبعين، نظراً إلى أن النساء يعشن أكثر من الرجال ويصبن بأمراض أخرى، ويعتقد أنّ للهورمونات دوراً كبيراً في هذا الإطار، فـ «الأستروجين» يؤدي إلى سوء الحالة بينما يحمي «الأندروجين» منها.