زاد الاردن الاخباري -
قلل الفنّان السوري نضال سيجري من شأن التعويل على دور الفنّانين أو الدراما في التأثير على الرأي العام السوري خلال هذه المرحلة.
وقال سيجري، في مقابلة معه "الفنانون السوريون كانوا أول من اهتزت صورتهم في أذهان الناس بفعل تصريحاتهم المتضاربة، سواء احتسبت مواقفهم على السلطة، أو المعارضة".
وكان نضال سيجري قد اعتذر عن عدم إجراء مقابلة مع أي وسيلةٍ إعلاميةٍ أخرى في هذه المرحلة، وبرر اعتذاره بالقول "إن الأوضاع التي تمر بها سورية ترخي بثقلها على الجميع، وكلمة (كيفك؟) باتت السؤال الأكثر تعقيداً بالنسبة لأي سوري".
إلا أن أسباب سيجري في الاعتذار عن عدم إجراء مقابلات صحفية تبدو مختلفةً عن الكثيرين من الفنّانين السوريين الذين يتحاشون إجراء المقابلات كي لا يتطرقوا للأوضاع السياسية التي تمر بها البلاد، ولخّصها بـ"الوجع السوري"، الذي أنساه وجَعَهُ، لدرجة أن الطبيب المشرف على حالته الصحيّة يتصل به من "بيروت" لتذكيره بجلسات علاجه من المرض الذي أصابه قبل حوالي العامين، وأفقده صوته مؤخراً.
ويقضي النجم، الذي طالما أسعد السوريين ولامس جراحهم، معظم وقته هذه الأيام بين مواقع التصوير، وصفحته على موقع التواصل الاجتماعي الـ"facebook" التي تضم حوالي الثلاثة آلاف صديق من العالم الحقيقي والافتراضي، وينتمون إلى مختلف ألوان الطيف السوري.
ولا يتوقف سيجري عن إطلاق المبادرات التي تدعو للمصالحة الشعبية بين الأطراف المتخاصمة على خلفية مواقفها السياسية، مؤكداً أنّ هؤلاء الناس البسطاء "هم وحدهم من يدفعون الثمن".
وما يزال سيجري مؤمناً بما قاله منذ بداية الأزمة "الحب هو الحل يا بني أمي"، هذا النداء الذي أطلقه بصوتٍ شبه غائب بفعل المرض على أثير إحدى الإذاعات المحلية.
وأكد مجدداً أن "الحب طريق الخلاص للسوريين"، معترفاً بالصعوبات التي تعترض تطبيق هذا الشعار بفعل الانقسام الحاصل على الأرض.
لكن سيجري لم يعدم الوسيلة، لذلك حرص على التواجد بوصفه "مواطناً" مع الكثير من الأصدقاء "كواسطة خير" في العديد من الأماكن الساخنة، ودعا مؤخراً للخروج بقافلةٍ إنسانية إلى "حمص".
وينعكس ما قاله الفنّان السوري نضال سيجري في التعليقات التي ينشرها على صفحته الـ"facebook" الخاصّة به، والتي باتت مادة رائجةً على صفحات الناشطين السوريين من مختلف الاتجاهات، رغم أنها "لاترضي الطرفين المتخاصمين في الكثير من الأحيان".
ومن بين هذه التعليقات والتي جاءت في معرض الدعوة للخروج في قافلةٍ إنسانية لمدينة حمص في 19 آذار (مارس) 2012 الماضي "سأقول ببساطة: إن هذه الحملة هي حملة شبابية سورية مدنية من مواطن سوري الى أخيه المواطن السوري، لمد يد المصافحة وتضميد للجراح، ومن أجل حضور المحبة العظيمة، ومشاركة من المواطن السوري من أي منطقة أو أي طيف.. إلى السوريين الذين في حمص.. ولا تحمل في طياتها أو خلفيتها أي دلالة سياسية.. إنها حملة إنسانية مدنية من مواطنين سوريين لأجل مواطنين سوريين...شكرا لتفهم الجميع..عاشت بلادنا بكل أبنائها".
وأول ما حملت الدعوة التي أطلقها الفنّان "نضال سيجري" شعار "أيها السوريون الطيبون اقتلونا جميعا أو أوقفوا اقتتالكم" قبل أن تنضم إلى حملةٍ أخرى باسم "حمص في قلوبنا".
إلا أنّ هذه الحملة فشلت في الوصول إلى حمص، رغم أنه حاول مع مجموعةٍ من الناشطين المدنيين وبشتى الوسائل تحقيق ذلك، فلم يكن بالإمكان سوى نقل المواد الإغاثية لتلك المدينة عن طريق "الهلال الأحمر السوري"، وهذا ما حدث بالفعل في وقتٍ لاحق.
ومن التعليقات اللافتة التي نشرها سيجري على الـ"facebook" "أيها الموت.. حتى أنت لم تكن عادلا.. لم تأتِ إلاّ على الفقراء في وطني... لاحظوا معي الذين ماتوا وغادروا الحياة في هذه السنة هم فقط من الفقراء.. الذين استشهدوا في بلدي عسكريين ومدنيين هم فقط من الفقراء.... الفقراء يُقتلون في بلدي.. والأغنياء يتشاطرون بالعدّ والاحصاء والتحريض.. أيها الموت ابتعد عن الفقراء الطيبين أرجوك...لقد أرهقت بلدي وفقراءها....".
كما لا تخلو صفحة الفنّان سيجري من مواقف حاسمة، كرفض تسليح "المعارضة السورية"، وعن ذلك يقول "لو صار السلاح في كل الأيدي، فأنا لن أحمله ولن أوجهه نحو أي سوري، لا للسلاح، ولا للموت، نعم للتعايش والاختلاف، نريد عقولاً مفتوحه على العقول، نريد أرواحاً تتسع للأرواح، سورية العظيمة تتسع الكل وبحاجة الكل".
من جهةٍ أخرى، وعلى الصعيد الفنّي، يشارك الفنّان سيجري في الموسم 2012 بدورٍ كتبته له خصيصاً الكاتبة رانيا بيطار، في مسلسل "بنات العيلة" للمخرجة رشا شربتجي. كما يشارك سيجري بمسلسل "الأميمي"، للمخرج تامر إسحاق.
وبعيداً عن التمثيل، يعزز سيجري تعاونه الفنّي مع صديقه وشريكه المخرج الليث حجو في مسلسل "أرواح عارية". ويقول سيجري عن الحب " الحب.. ابقى وأنجع وأجدى من الرصاص، فللحب ذاكرة، وللبارود هستيريا، لنفسح الطريق للحياة ونطرد الموت، ولابد من رفض الحقد والكراهية بين أبناء الوطن، والعمل ليكون بلدنا بلداً ديمقراطياً يحتضن كل اولاده، ولا بد أن يكون أولاد البلد هم الأغلى على هذه الأرض الطيبة".