ماذا تُريدون ... اسقاط النظام؟
د. هاني الشبول
من المؤسف أن تظهر في حياتنا السياسية مجموعات من الافراد ، تنتمي الى شعبنا الاردني (تحزبوا مع بعضهم البعض) ، للمزايدة على الوطن ونشر الشائعات وكيل التُهم للسلطات لاقتناص الفُرص وتجيير الأحداث و المواقف السياسية العابرة لبناء أجندة مشبوهة . مجموعات تستخدم من الألفاظ ما يندى لها الجبين الكريم وتنأى عنها نفس من أحب بلاده.
ماذا تُريدون بالضبط؟ وعلى من ولماذا تنقمون ؟ وعلى ماذا تبنوا ما تذيعوا من أكاذيب؟
لم تعد مصطلحاتكم الرنانة - يا من تدّعون أن حراككم هو من اجل الوطن وصالح المواطن- تدغدغ مشاعر أي أحد بعد اليوم، فقد مللنا من ادعاء أنكم الباكون على حال الوطن وبأنكم المضحون من أجل الشعب ومستقبلٍ مشرق. فنحن لا ننتظر مستقبلكم الذي نشك كثيراً في خيريته لأننا نعيش واقعاً أكثر اشراقاً ونحيا حاضراً يحسدنا عليه القاصي والداني. فلم تعد تنطلي أحابيلكم وكلماتكم المُنمّقة إلا على السُذّج .
علمنا التاريخ إن الثورات هي في الغالب نتاج ظلم وكبتٍ وامتهان للمواطن، فما عذركم ونحن نعيش في أمنٍ واستقرار ، وتوافق بين أطياف الشعب وتواصل دائم مع قيادتة؟ ثم ماذا تُريدون؟ فقد استحال لدينا أن نعرف ما الذي يُعجبكم ، إن استمرّت مشاريع التنمية والاصلاح قلتم ذلك لتهدئة الغضب الجماهيري ، وإن خرجت مكرمات من القيادة لبعض الفئات قلتم ذلك محاولة لشراء سكوت الشعب ، وإن قضى قائدنا الساعات الطويلة في مقابلة ابنائه المواطنين للوفاء بمطالبهم قلتم ذلك من باب المجاملة!
لماذا تُطالبون الوطن بكل شيء وانتم غير مستعدين لمنحه أي شيء؟ ايها الغارقين في نظرية التفسير التآمري للأحداث. فقد تبين ان معتقداتكم قائمة على "أن كل حدثٍ يجري يتستر خلف حدث آخر سيء للغاية، وكل خطوة في مسار المدنية والتعايش مع الآخر هي انسلاخ من الجذور وتمييع للهوية، وكل فكر مخالف لفكركم هو حملة صليبية ممنهجة لإفساد مجتمعنا ، وكل سياسة لا تتؤام مع سياساتكم هي عمالة للاستعمار الحديث" !
ماذا تُريدون؟ ومن نصّبكمم لتتحدثوا بهذا الأسلوب الفج الوقح في مخاطبة الآخر والتي وصلت لحد التعدي على مقام سيد البلاد صاحب الجلالة الملك حفظه الله. من أي جذورٍ خرجت نفوسكم وتربّت السنتكم؟ اننا نبرأ إلى الله أن لا تكون قد خرجت من أرضنا أو نشأت على أخلاقنا! فماذا تُريدون بالضبط ؟ هل تُريدون ... اسقاط النظام؟ من اجل زج البلاد في فوضى عارمة ، وحرب اهلية مدمرة ، وتخريب المنجزات . فماذا تُريدون ...؟